بلومبرغ
منحت جهات تنظيم الطيران الأمريكية موافقات تسمح لبعض الطائرات بالعمل داخل المناطق التي تبدأ فيها خدمات شبكات الجيل الخامس اللاسلكية (5G) الجديدة الأربعاء المقبل، ما يقلل بشكل كبير من تأثير ذلك على جداول الرحلات.
قالت إدارة الطيران الفيدرالية الأحد إن الشركات المصنعة للطائرات أظهرت أن إشارات الهاتف المحمول لن تتداخل مع أجهزة الطائرات الحساسة في طرازات معينة من "إيرباص" و"بوينغ".
من المقرر أن تبدأ خدمات 5G الجديدة التي تقدمها كلٌ من "إيه تي آند تي" و"فيرايزون كوميونيكيشنز" في عدد من مناطق الولايات المتحدة وهي تُبث على موجات الراديو متاخمة لموجات شبكات تستخدمها أجهزة قياس الارتفاعات بالرادار في آلاف من طائرات الركاب والمروحيات والطائرات الأخرى. كانت الاختبارات قد أظهرت أن أجهزة قياس الارتفاع يمكن أن تعطي قراءات خاطئة بوجود إشارات 5G.
أجرت إدارة الطيران الفيدرالية في الأسابيع الأخيرة، بالتعاون مع مصنعي الطائرات والشركات اللاسلكية، تحليلاً أكثر تفصيلاً لتقليص التأثير المحتمل على نظام الطيران. وافقت على العديد من نماذج طائرات "إيرباص" و"بوينغ" المجهزة بنوعين من أجهزة قياس الارتفاع بالرادار، ما يشكّل نحو 45% من أسطول الطائرات التجارية الأمريكية.
لكن العمل المعقد مستمر، حيث ما يزال معظم الطائرات خاضعاً لقيود، إذ من المحتمل حدوث بعض الاضطراب في ارتفاعات الطيران.
خطوة في الاتجاه الصحيح
لا يشمل إجراء إدارة الطيران الفيدرالية الطائرات من طرازي 777 و787 ذات البدن العريض، كما لا يشمل أياً من الطائرات الإقليمية الأصغر حجماً الرائجة في منظومة الطيران الأمريكية. كما قد تكون بعض الطائرات التي يشملها القرار مجهّزة بنماذج أخرى لقياس الارتفاع ولم تُغطَّ.
قالت مجموعة مطارات تجارية إنه يجب تأجيل تطبيق خدمات الجيل الخامس لتقليل تأثير هذه الشبكات، حتى رغم أنها وصفت إجراء إدارة الطيران الفيدرالية بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح".
قال كيفين بيرك، رئيس مجلس المطارات الدولي بأمريكا الشمالية، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "ستواصل المطارات استعداداتها لتطبيق إجراءات محتملة لتحويل الرحلات وتأخيرها وإلغائها".
أشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى أن القرار سيسمح بالهبوط أثناء ضعف الرؤية في ما يصل إلى 48 مطاراً، من أصل 88 مطاراً أمريكياً، مع وجود أجهزة تسمح بوصول هذه الرحلات. ينطوي استخدام أنظمة هبوط الأجهزة المتطورة للغاية على جوانب ذات مخاطر عالية، وكان من بين أكثر الأنظمة تأثراً بقيود الجيل الخامس التي فرضتها الإدارة.
حل توفيقي
وافقت "إيه تي آند تي" و"فيرايزون" على الحد من تركيب الأبراج اللاسلكية قرب 50 من 88 مطاراً أمريكياً لتقليل التأثير لمدة ستة أشهر وفقاً لحل توفيقي أُقر هذا الشهر.
نوّهت إدارة الطيران الفيدرالية في بيانها إلى أنها فيما تعفي بعض الطائرات من القيود الأشد صرامة، فإنها قد تضيف قيوداً جديدة. أصدرت الإدارة الجمعة توجيهاً بإضافة قيود على هبوط طائرات 787 في حال وجود إشارات من شبكة الجيل الخامس، ويمكن اتخاذ إجراءات أخرى من هذا القبيل.
قالت الإدارة في البيان: "تواصل إدارة الطيران الفيدرالية أيضاً العمل مع الشركات المصنعة، للوقوف على كيفية استخدام بيانات مقياس الارتفاع بالرادار في أنظمة التحكم الأخرى في الطيران".
دفعت شركات خدمات اللاسلكي أكثر من 80 مليار دولار للوصول إلى نطاق التردد، ما سمح لها بتقديم خدمات الهاتف المحمول 5G بشكل أسرع بكثير. لكن مجموعات الطيران وإدارة الطيران الفيدرالية أبدوا قلقهم بشأن إمكانية أن يضرّ ذلك بسلامة الطائرات.
أصدرت الإدارة الأسبوع الماضي أكثر من 1400 قرار بالتقييد في مطارات ومناطق جغرافية على امتداد البلاد. يعفي الإجراء المعلن الأحد الطائرات كلياً أو جزئياً من تلك القرارات.