سلامة الطيران تؤجل إطلاق خدمات "الجيل الخامس" في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مخاوف من التأثيرات السلبية لشبكة الجيل الخامس على الطائرات   - المصدر: بلومبرغ
مخاوف من التأثيرات السلبية لشبكة الجيل الخامس على الطائرات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

طلب وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج من شركتَي "إيه تي آند تي" (AT&T Inc) و"فيرايزون كوميونيكيشنز" (Verizon Communications Inc) تأجيل إطلاق خدمة الجيل الخامس اللاسلكية، المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل، والتي تقول شركات الطيران إنها قد تشكل خطراً على السلامة من خلال التداخل مع إلكترونيات الطائرات.

قال بوتيجيج وستيف ديكسون، مدير إدارة الطيران الاتحادية، في رسالة أمس الجمعة إلى الرؤساء التنفيذيين لمقدمي الخدمات اللاسلكية، إنه في حال عدم التأجيل يمكن أن تتعرض شركات الطيران لـ"اضطراب واسع النطاق وغير مقبول".

قال المسؤولان إنّ الطائرات يمكن تحويلها من المطارات، إذ لا تكون عمليات الهبوط آمنة، "مما يتسبب في حدوث آثار مضاعفة في جميع أنحاء نظام النقل الجوي بالولايات المتحدة".

يأتي طلب التأجيل لمدة أسبوعين، اعتباراً من 5 يناير، وسط نقاش مستمر حول التأثير المحتمل لتطبيق الخدمة اللاسلكية الجديدة.

حفزت هذه الحجة مجتمع إدارة الطيران الاتحادية والطيران، الذي دق أجراس الخطر، بشأن مخاوف تتعلق بالسلامة، ضد مزوّدي اللاسلكي ولجنة الاتصالات الاتحادية، التي أجازت تقديم خدمة الجيل الخامس الجديدة المخطط لها، وقالت إنه لا يوجد تهديد للسلامة.

يدور الجدل حول أجهزة الاستشعار المرتفعة، وتسمى مقاييس الارتفاع الرادارية التي تعمل على ترددات قريبة من تلك المخصصة لخدمة الجيل الخامس.

جدل بين الطرفين

حذّرت إدارة الطيران الاتحادية في يوم 23 ديسمبر من أن أجهزة سلامة الطائرات قد تتعطل بسبب قراءات عداد الارتفاع المفقودة أو الخاطئة.

قالت الصناعة اللاسلكية إنّ مستويات الطاقة منخفضة بما يكفي لمنع التداخل، وأشارت إلى أن عمليات الجيل الخامس خارج الولايات المتحدة لم تُلِحق بالطيران أي أضرار.

قال خبراء الفضاء الجوي إنّ مستويات الطاقة والترددات تختلف في الدول الأخرى، التي وضعت في بعض الحالات الحماية التي تطلبها شركات الطيران الأمريكية.

طلب المسؤولون الأمريكيون في رسالتهم أمس الجمعة التأجيل "بما لا يزيد على أسبوعين". وخلال تلك الفترة ستحدد إدارة الطيران الاتحادية وصناعة الطيران سلامة عمل المطارات، إذ ستسمح المنطقة العازلة للرحلات الجوية بالاستمرار بأمان.

بالإضافة إلى الإرجاء لمدة أسبوعين، طلب مسؤولو النقل من الشركات تأجيل تقديم الخدمة الجديدة بالقرب من "المطارات ذات الأولوية". واقترح المسؤولون تفعيل الخدمة بالقرب من تلك المطارات على أساس التناوب حتى شهر مارس.

وبهذه الطريقة يمكن لمعظم عملاء الجيل الخامس استخدام الخدمة الجديدة، لكن المدارج ذات الأهمية البالغة ستكون محمية، على حد قولهم.

قالت إدارة الطيران الاتحادية إنها تحاول تحديد المطارات التي تعتبرها ذات أولوية، وتسعى إلى تحديد وسائل التخفيف التي ستسمح لمعظم الطائرات التجارية الكبيرة بالعمل بأمان.

قال بوتيجيج وديكسون: "هذا الاقتراح يقلل ويوزع العبء الاقتصادي والتشغيلي قصير المدى، في حين توضع الحلول الدائمة بسرعة.. وسيظل الاقتراح ينطوي على اضطرابات كبيرة في عمليات الطيران بالولايات المتحدة، ولكنه يمثل طريقة أفضل بكثير للمضي قدماً من المسار الحالي".

أجّلت "إيه تي آند تي" و"فيرايزون" في وقت سابق تقديم الخدمة الجديدة لمدة شهر، إلى 5 يناير، وقالتا إنهما ستعملان بطاقة منخفضة، بهدف تبديد مخاوف الطيران.

مراجعة الأمر

تسلّمت "فيرايزون" الرسالة بعد الساعة 6 مساء عشية رأس السنة الجديدة، وتحتاج إلى وقت لمراجعتها، حسبما قال ريتش يونغ المتحدث باسم الشركة.

قالت كيم هارت، المتحدثة باسم "إيه تي آند تي" إن الشركة تراجع مضمون الرسالة.

كتب المسؤولان في الرسالة: "عدم التوصل إلى حل بحلول الخامس من يناير من شأنه إجبار قطاع الطيران الأمريكي على اتخاذ خطوات لحماية سلامة المسافرين، خصوصاً خلال فترات ضعف الرؤية أو سوء الأحوال الجوية".

"المطارات ذات الأولوية"

جاء في الرسالة أن الاقتراح "يقلل" الأعباء الاقتصادية قصيرة المدى على الشركتين، في حين يسمح للحكومة بتقييم المخاطر سريعاً، وهو "مسلك أفضل بكثير للمضي قدماً من المسار الحالي".

قالت أكبر جهتين لتنظيم الطيران في الولايات المتحدة إنهما أدركتا أهمية المضي قدماً في نشر تقنية الجيل الخامس، لكنهما أضافتا أن طلبهما ضروري للحفاظ على سلامة الطيران.

جاء في الرسالة أن "الولايات المتحدة لديها أكثر أنظمة الطيران أماناً في العالم.. نحقق ذلك كل يوم من خلال تحديد المخاطر بشكل فعال والقضاء عليها".

وفي حين أن قضية التداخل المحتمل مع معدّات الطائرات كانت تتصاعد منذ أكثر من عام، يمكن أن تعتمد المخاطر على التحليل التفصيلي لمواقع الأبراج ومستويات موجات وترددات الراديو الدقيقة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، جرى تسليم مثل هذه البيانات التفصيلية إلى إدارة الطيران الاتحادية، فيما قالت الرسالة إنّ إدارة الطيران الاتحادية تعمل مع مصنّعي أجهزة مقياس الارتفاع الراداري لفهم التداخل المحتمل بشكل أفضل، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحديد "المطارات ذات الأولوية" واستكمال العمل الفني.

تصنيفات

قصص قد تهمك