باربادوس تفتح سفارة دبلوماسية افتراضية في "ميتافيرس"

time reading iconدقائق القراءة - 13
تعتبر جزيرة باربادوس الكاريبية أحدث جمهورية في العالم بعد استقلالها عن التاج البريطاني - المصدر: بلومبرغ
تعتبر جزيرة باربادوس الكاريبية أحدث جمهورية في العالم بعد استقلالها عن التاج البريطاني - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عندما تفتتح جزيرة باربادوس الكاريبية، التي يبلغ تعداد سكانها 287,370 نسمة، سفارتها التالية، سيكون بمقدور أي شخص تقريباً في العالم طرق بابها.

يجري بناء المجمع الدبلوماسي في "ديسنترلاند"، وهو عالم على الإنترنت، أو"ميتافيرس"، يمكن الوصول إليه من خلال جهاز كمبيوتر ونظارة الواقع الافتراضي.

وإذا كنت تشكك في هذا الأمر، فيجب أن تعلم أن قطعة أرض من العقارات الافتراضية في منصة "ديسينترالاند" بيعت مؤخراً مقابل 2.43 مليون دولار.

وتبيع "غوتشي"، و"كريستيان ديور"، و"رالف لورين" ملابس افتراضية في عوالم ثلاثية الأبعاد. بينما تقدر شركة إدارة الأصول المشفرة "غريسكيل" (Grayscale) أن "ميتافيرس" هي "فرصة إيرادات بتريليون دولار".

وقال غابرييل عابد، الرجل الذي يقف وراء جهود الدبلوماسية الرقمية لدولة باربادوس، إن إنشاء السفارات الافتراضية يبدو أمراً حتمياً.

وأضاف عابد (35 عاماً) في مقابلة هاتفية من دبي حيث يعمل كسفير باربادوس في الإمارات العربية المتحدة: "سيغير هذا الطريقة التي يعمل بها العالم... السفارة شيء صغير... الشيء المهم هو ما يمكن أن تفعله الحكومات معاً عندما لم تعد الأرض أرضاً مادية ولم تعد الحدود جزءاً من المعادلة".

"ميتافيرس"

حتى قبل أن تغير شركة "فيسبوك" اسمها إلى "ميتا" في أكتوبر، كان ما يسمى "ميتافيرس" ينمو بسرعة.

بشكلٍ عام، تعد "ميتافيرس" عبارة عن بيئة عبر الإنترنت غامرة حيث يمكن للناس التفاعل في الوقت الفعلي من خلال الصور الرمزية (أفاتار). تسمح "ديسنترلاند" للمستخدمين بشراء وبيع الأعمال الفنية الرقمية وقطع الأراضي الافتراضية، أو حضور مهرجانات الموسيقى في العالم الافتراضي مؤلفة من عروض موسيقية من العالم الحقيقي.

يقول عابد إن لـ "ميتافيرس" تداعيات مهمة على الدول الصغيرة المثقلة بالديون مثل بلده: "إنها مساواة دبلوماسية... نحن ببساطة لا نستطيع دعم 197 بعثة دبلوماسية حول العالم... نحن ندرك أننا جزيرة مساحتها 166 ميلاً مربعاً –بلدنا صغير - لكن في عالم ميتافيرس، نحن بحجم أمريكا أو ألمانيا".

من المرجح أن يكلف بناء مجمع دبلوماسي لدولة باربادوس ما بين 5 آلاف دولار و50 ألف دولار، لكن تغطية جميع النفقات ستتم من خلال منحة "من خمس خانات" مقدمة من "ديسينترالاند".

وقال السفير إن مستخدمين آخرين على الموقع عرضوا أيضاً التبرع بالأرض. وأضاف أن: "التكلفة ليست سيئة للغاية... إنها جزء بسيط مما تكلفه السفارة الفعلية".

ولم ترد منصة "ديسينترالاند" على الفور على رسائل البريد الإلكتروني التي طلبت الحصول على تعليقها.

أحدث جمهورية في العالم

يشير عابد إلى أن المشروع يدور أيضاً حول إبقاء الجزيرة الواقعة في شرق الكاريبي على اتصال بالتكنولوجيا العالمية.

في هذا السياق يقول: "أنت لا تريد أن توفر الإنترنت لمواطنيك في عام 2021... نفس الطريقة مع ميتافيرس.. أنت لا تريد الانتظار حتى عام 2030 عندما يصبح هذا الشيء جزءاً من التفاعل الاجتماعي اليومي، لتبدأ عندها بشرحه".

الإعلان عن أن باربادوس على وشك افتتاح أول سفارة "ميتافيرس" في العالم أكسب الجزيرة تغطية صحفية حماسية قبل 30 نوفمبر، موعد تخلي الدولة عن النظام الملكي الذي كانت بموجبه الملكة إليزابيث الثانية رئيسة رمزية لها، لتصبح بذلك باربادوس أحدث جمهورية في العالم.

الدبلوماسية الرقمية

تقول كليف ميسيدور، مستشارة السياسة العامة في "بلوكتشين اسوسيشن"، وهي مجموعة تجارية في هذه الصناعة تتخذ العاصمة واشنطن مقراً لها، إنه ليس من المستغرب أن تقود منطقة البحر الكاريبي الدفع باتجاه الدبلوماسية الرقمية.

تعمل برمودا بنشاط على الترويج لنفسها كمركز لسلاسل الكتل "بلوكتشين" والعملات الرقمية منذ عام 2018.

وفي عام 2020، أطلقت جزر البهاما أول عملة رقمية لبنك مركزي في العالم - قبل أسابيع فقط من قيام البنك المركزي لدول شرق الكاريبي بنفس الخطوة.

في هذا السياق، تقول ميسيدور: "كانت هناك دائماً منافسة صحية في منطقة البحر الكاريبي عندما يتعلق الأمر بتبني التكنولوجيا الجديدة".

وتضيف أن منطقة البحر الكاريبي وغرب المحيط الأطلسي تضم أكثر من 30 دولة ومنطقة تجعلها أرضاً خصبة لـ"مراجحة القواعد التنظيمية" - وللتنقل بين الجزر بحثاً عن حكومات منفتحة على الابتكار.

في هذا الصدد، يقول عابد: "عندما تقول لك إحدى الحكومات (لا)، تصعد على متن طائرة وتطير لمدة 10 دقائق إلى الجزيرة التالية".

عملة رقمية

يبدو أن عابد هو الشخص المناسب تماماً ليكون أحد أوائل الدبلوماسيين الرقميين في العالم. فبعد تخرجه من جامعة "أونتاريو"، حيث درس علم التشفير وأمن الشبكات، شارك في عام 2013 في تأسيس شركة "بيت" Bitt، وهي شركة برمجيات مالية ساعدت باربادوس والبنك المركزي لدول شرق الكاريبي على إنشاء عملاتهما الرقمية.

تساعد الشركة حالياً البنك المركزي النيجيري–التابع للدولة ذات أكبر اقتصاد في أفريقيا - في إطلاق عملة رقمية للبلاد مدعومة من البنك المركزي، يطلق عليها اسم "إي نيرا".

وهو أيضاً مؤسس شركة "ديجيتال أسيت كابيتال مانجمنت" التي - كما يوحي اسمها - تتعامل مع الأصول الرقمية للمستثمرين المؤسسيين.

يقول عابد إن نجاح سفارة باربادوس يعتمد في النهاية على انضمام دول أخرى إليها، لذلك تشارك حكومته بنشاط كل ما تتعلمه حول تجربة "ميتافيرس" مع الآخرين.

ليست هذه هي المرة الأولى التي توجد فيها سفارات في "ميتافيرس"، إذ كانت السويد وإستونيا قد فتحتا سفارات افتراضية لهما في "سكند لايف" –الموجودة قبل "ديسنترلاند"- في مطلع الألفية دون أن يزعزع ذلك النظام العالمي.

خلص عابد إلى القول عن التجربة: "هل يمكن أن تفشل؟ هناك احتمال لذلك... هل يمكن أن تنجح؟ هذا احتمال أكبر... لكن كأمة، نحن نتطلع إلى الريادة وإعادة تصور مستقبلنا... لذلك علينا تجربة هذه الأشياء الجديدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك