دبي "ملاذ" شركات التكنولوجيا الإسرائيلية لجذب المبرمجين

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار شركة \"رابيد\" على باب أحد المكاتب في وادي السيليكون، كاليفورنيا - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "رابيد" على باب أحد المكاتب في وادي السيليكون، كاليفورنيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعتزم إحدى شركات التكنولوجيا الأسرع نمواً في إسرائيل فتح مكتب لها في دبي بهدف جذب المواهب من أرجاء العالم، للتغلب على النقص المزمن في العمالة الذي يعاني منه القطاع في إسرائيل.

أطلقت "رابيد" (Rapyd)، وهي شركة مدفوعات جمعت 600 مليون دولار من خلال جولتي تمويل في 2021، حملة إعلانية كبيرة هذا الأسبوع مخصصة لجذب مبرمجين من أوروبا الشرقية، وهم مستعدون للانتقال إلى دبي، المركز المالي في الشرق الأوسط، حيث تتميز المدينة الإماراتية بارتفاع مستوى المعيشة، وعدم فرض ضريبة على الدخل.

هذا "الحل" من قِبل "رابيد" قد يجذب المزيد من الشركات الإسرائيلية الناشئة التي تبحث عن المواهب في السوق، إذ تفوق الوظائف الشاغرة بكثير عدد المتقدمين لشغلها، في وقت تتدفق الاستثمارات بأرقام قياسية إلى إسرائيل.

بحسب أريك شتيلمان، الرئيس التنفيذي لـ"رابيد"؛ فإنَّ الشركة تخطط لتوظيف 100 شخص بفرعها الجديد في دبي خلال 18 شهراً. كاشفاً، في مقابلة، أنَّ أكثر من 10 شركات ناشئة إسرائيلية طلبت بالفعل نصيحته بشأن فتح مكتب في المدينة.

ويؤكد: "لن نكون الشركة الوحيدة، فخلال سنة سنرى عدداً كبيراً من الشركات الإسرائيلية تفتح مقرّات لها في دبي". وتتوافق هذه الخطوة مع ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، ودبي كجزء منها، لجذب الموظفين من أنحاء العالم كافةً، عبر تقديم نوع جديد من التأشيرات للعمل عن بُعد، ومنح الإقامة لفترة طويلة الأجل للمبرمجين الموهوبين.

الأمن أولاً

بموجب اتفاقية "إبراهيم" المبرمة عام 2020 لإقامة علاقات دبلوماسية مع الإمارات؛ يُمكن للشركات الإسرائيلية الاستفادة من ميزة الانتقال إلى دبي.

مارست شركات التكنولوجيا ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية في الماضي لإصدار برنامج تأشيرة للعمال غير اليهود للتخفيف من أزمة التوظيف لحوالي 13 ألف فرصة عمل في القطاع، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن سلطة الابتكار الإسرائيلية.

لكن هذه الجهود تعثرت، بفعل قلق بعضهم من أنَّ مثل هذه الإجراءات من شأنها إضعاف الأغلبية اليهودية في إسرائيل.

اقرأ أيضاً: هل يُنعش الإسرائيليون عقارات دبي؟

ويقول شتيلمان، الذي يحتاج حالياً لإيجاد 350 موظفاً جديداً للعمل في شركته، إنَّ جذب 100 شخص من جميع أنحاء العالم للعمل في إسرائيل بمثابة "مهمة مستحيلة".

على النقيض من ذلك، كانت فكرة فتح مكتب في دبي وطرحها على الجهات التنظيمية في الإمارة "سلسة للغاية، واضحة للغاية، مثل تقطيع الزبدة"، على حد تعبيره.

أموال كثيرة

على غرار معظم الشركات الناشئة المتفوقة في مجال التكنولوجيا، تبحث "رابيد" عن طرق مبتكرة لجذب الموظفين من ذوي المهارات العالية للحفاظ على وتيرة نموها السريع. ويحتدم الصراع على توظيف أصحاب المواهب في إسرائيل، فقد جمعت الشركات الناشئة تمويلات إجمالية بلغت 25.4 مليار دولار هذا العام.

ويَعتبر ماتان بار، الرئيس التنفيذي لشركة "ميليو" (Melio)، وهي شركة مدفوعات إسرائيلية ناشئة تضاعف تقييمها 3 مرات هذا العام وصولاً إلى 4 مليارات دولار، أنَّ "أحد الدوافع الرئيسية للشركات لجمع المزيد من الأموال، هو من أجل توظيف المزيد من الأشخاص". مُؤكداً أنَّه بالنسبة "للشركات التي لديها تطلعات أعلى، فضلاً عن خطط أكبر؛ فإنَّ كل هذا يتوقف على تكوين فريق عمل أكبر".

اقرأ أيضاً: شراكة إماراتية إسرائيلية للترويج السياحي في جزيرة ياس

بالإضافة إلى أنَّه سيشكل قاعدة "رابيد" للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ فإنَّ مكتب دبي سيضم أيضاً مهندسين للمساعدة في بناء عروض ومنتجات الشركة، وفق شتيلمان. موضحاً أنَّ شركته استقرت على الفكرة بعد فشل تجارب العمل عن بُعد مع مهندسين ومبرمجين موجودين بمراكز قطاع التكنولوجيا البعيدة في آسيا".

كما يكشف بار، الذي يتطلع لمضاعفة عدد العاملين بشركته "ميليو" إلى 1000 موظف، أنَّ شركات ناشئة أُخرى قد تحذو حذو "رابيد" بإنشاء مكتب في دبي، في ظل عدم وجود خطة لإصدار تأشيرات لعمال أجانب من قِبل السلطات الإسرائيلية، التي انخرط معها بمناقشات أولية حول آليات السماح بدخول المزيد من العاملين في مجال التكنولوجيا من الخارج، مع أنَّ شركة "ميليو" تفضل أن يكون لديها أكبر عدد ممكن من الموظفين بمقرها الرئيسي في تل أبيب، كون ذلك يقود إلى الإبداع والكفاءة، على حدِّ قول بار. لكنَّه يُفصح بأنَّه "إذا لم يكن ذلك ممكناً، فسنفعل ما يفعله الآخرون لتلبية احتياجاتنا من الموظفين".

تصنيفات

قصص قد تهمك