"سامسونغ" تعتزم إنشاء مصنع رقائق إلكترونية بولاية تكساس بقيمة 17 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 9
شعار شركة \"سامسونغ\" تم عرضه في تجربة Semiconductor Rider في صالة عرض d'light للشركة في سيول، كوريا الجنوبية - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "سامسونغ" تم عرضه في تجربة Semiconductor Rider في صالة عرض d'light للشركة في سيول، كوريا الجنوبية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وضعت شركة "سامسونغ إلكترونيكس" تفاصيل خطة إنشاء مصنع أشباه الموصلات بالولايات المتحدة تبلغ تكلفته 17 مليار دولار، وسيخلق ما يفوق ألفي وظيفة، كما سيسهم في تعزيز مكانة العملاق الكوري الجنوبي في ولاية تكساس، ويدعم دوره كمورد نشط في سلاسل التوريد الصناعية على مستوى العالم.

أشادت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو في بيان لها صدر يوم الثلاثاء بالاتفاق وقالت: "يعد إنتاج المزيد من رقائق أشباه الموصلات محلياً مسألة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأمننا القومي والاقتصادي". رحب أيضاً مسؤولون في البيت الأبيض بهذا الاستثمار، وأكدوا عبر بيان لهم أنه سيسهم في "توفير الحماية لسلاسل التوريد الأمريكية" ويدعم عمليات التصنيع على المستوى المحلي.

من جهته، أكد حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، خلال مؤتمر صحفي للكشف عن المخططات، أن ذلك المشروع سيوفر ما يزيد على ألفي وظيفة. قالت شركة "سامسونغ" أيضاً إن هذا المصنع سيوفر بطريقة غير مباشرة الآلاف من الوظائف الإضافية بمجرد بدء عمليات التشغيل. أوضح أبوت: "سيكون لهذه المنشأة آثار مترتبة على وجودها تتجاوز ما وراء حدود ولاية تكساس". تابع: "سيمتد تأثيرها لكافة أنحاء العالم".

ستبني أكبر شركة في كوريا الجنوبية هذا المرفق في مدينة تايلور، بولاية تكساس، على مسافة 30 ميلاً تقريباً من مدينة أوستن، وهي المدينة التي استثمرت "سامسونغ" فيها مليارات الدولارات لإنشاء مجمع صناعي هائل لديه بالفعل ما يزيد على 3 آلاف موظف وتقوم بتصنيع ما يعد من الرقائق الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة. من المنتظر بدء أعمال تشييد المصنع الجديد في النصف الأول من عام 2022، على أن يبدأ الإنتاج بحلول النصف الثاني من سنة 2024.

عوامل الجذب

قال أبوت، يوم الثلاثاء، إن انخفاض الضرائب في تكساس، وتوافر المواهب البشرية، من بين عوامل الجذب الرئيسية بالنسبة للشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا، كما اعتبر اتخاذ "سامسونغ" لقرار ضخ هذا الاستثمار في الولاية بمثابة "شهادة لصالح البيئة الاقتصادية التي قمنا بتشييدها".

من جانبه لفت العضو بمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، جون كورنين، إلى أنه بإمكان شركة "سامسونغ" الحصول أيضاً على حوافز تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، في حال تم إقرار مشروع قانون معروف باسم قانون "الرقائق" والبالغ قيمته 52 مليار دولار.

استثماراته 17 مليار دولار... "سامسونغ" تفاضل بين مواقع إنشاء ثاني مصانعها في تكساس

البنية التحتية

قال كينام كيم، وهو المدير التنفيذي لشركة "سامسونغ"، إن اتخاذ الشركة لقرار تشييد المصنع في ولاية تكساس يقوم على عدة عوامل، من بينها برامج الحوافز المالية ووفرة المواهب المحلية، علاوة على "جاهزية البنية التحتية وتمتعها بالاستقرار".

تعتبر البنية التحتية عنصراً هاماً بصفة خاصة لعمليات تصنيع الرقائق الإلكترونية، التي تحتاج لمصدر مستقر للكهرباء. في وقت سابق من العام الجاري، اضطرت موجة من الطقس البارد، ضربت ولاية تكساس، شركة "سامسونغ" وشركات أخرى إلى وقف عملياتها التشغيلية بصفة مؤقتة. بيد أن أبوت حاول أن يطمئن الشركات بأن انقطاع التيار الكهربائي لن يتكرر مرة ثانية، وأن الدولة تنتج الآن كهرباء بمقدر أكبر مما كان متوافراً في وقت سابق من العام الحالي.

صناعة هامة

تلحق "سامسونغ" بشركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" في ضخ استثمارات هائلة داخل الولايات المتحدة. وتسهم المنشآت الحديثة في دعم ما تهدف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إليه من تأمين عملية إنتاج رقائق متطورة تكنولوجياً تعد أساسية لقطاع الصناعات الدفاعية، بجانب تقنيات أخرى على غرار تلك المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة. يأتي ذلك ضمن توسيع واشنطن لجهودها المبذولة للتصدي لقوة الصين الاقتصادية الصاعدة، بالإضافة إلى اقتناص بعض الصناعات التحويلية المتطورة التي انجذبت على مدى العقود الماضية إلى آسيا.

نقص الرقائق

أظهر العجز في إنتاج الرقائق الإلكترونية عالمياً خلال العام الحالي وجود اختلالات في القطاع، وهو ما دفع حكومات بداية من بروكسل ووصولاً إلى طوكيو إلى محاولة مغازلة شركات "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" و"سامسونغ" – وهما الشركتان اللتان تقومان بتصنيع أغلب الرقائق الإلكترونية الأكثر تطوراً على مستوى العالم لصالح عملاء على غرار شركة "أبل" و"نفيديا".

من جهته، قال كيم سونوو، المحلل في "ميرتيز سيكيوريتيز": "سيسهم مصنع شركة سامسونغ الحديث في تقليص الفجوة مع القدرة الإنتاجية لشركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" عبر تصنيع الرقائق الإلكترونية في نفس بلاد العملاء". تابع: "في إطار إعطاء الولايات المتحدة الأولوية لتصنيع الرقائق الإلكترونية محلياً، ستتمكن الشركة من الحصول على مزايا مختلفة عبر قاعدتها الإنتاجية داخل البلاد".

ليس في مقدور مشروع تكساس الجديد ولا التوسعة الخاصة بشركة "تايوان لصناعة اشباه الموصلات" في ولاية أريزونا، والتي تبلغ تكلفته 12 مليار دولار، أن يقلصا من العجز في تصنيع الرقائق الإلكترونية بطريقة فورية على الأرجح. بيد أن القيام ببناء تلك المصانع من الممكن أن يضع الأساس لمنظومة بيئية مستقبلية لتصنيع الرقائق الإلكترونية تكون أمريكا في محورها، عبر اجتذاب وتدريب موردي مكونات التصنيع الذين يظهرون في المعتاد فجأة حول مثل تلك العمليات.

زيادة فترة انتظار تسليمات الرقائق تُنذِر بمشكلات أكبر لصناعة السيارات

في شهر يونيو الماضي، كرس الرئيس جو بايدن مجهودات هائلة لتأمين سلاسل التوريد نظراً لأهميتها. كررت إدارته كثيراً التنويه إلى الحاجة لإضافة المزيد من الإنتاج من أشباه الموصلات داخل الولايات المتحدة، معتبرة أن ذلك هو أفضل طريق للمنافسة مع الصين والحد من حدوث اضطرابات على غرار ما أسفر عنه تفشي وباء فيروس كوفيد -19.

فحصت شركة "سامسونغ" على مدى شهور أماكن متنوعة وحزم الحوافز المالية قبل الاستقرار على مدينة تيلور. قام جاي يي لي، وهو الزعيم الحقيقي لشركة "سامسونغ" ، الذي تم إطلاق سراحه منذ شهور فقط بعد أن قضى مدة عقوبة في السجن لتهم تتعلق بالفساد، بإعطاء الضوء الأخضر لبدء العمل في المشروع عقب زيارته مؤخراً للولايات المتحدة التي التقى خلالها بعملاء وشركاء محتملين بداية من شركة "ألفابيت" و"أمازون" وصولاً إلى "مايكروسوفت".

نائب رئيس "سامسونغ" يحصل على عفو من عقوبة السجن بتهمة الرشوة

بذلت الحكومة المحلية كل ما بوسعها لتذليل العقبات، ومن بينها تنازلها عن 90% من قيمة الضرائب على الممتلكات لمدة عقد من الزمان، على أن تصبح 85% على مدى السنوات العشر التالية. ربما يحصل المشروع على مزيد من الإعفاءات الضريبية، حيث يوجد في منطقة الفرص الفيدرالية، وهو برنامج مصمم لتحفيز ضخ الاستثمارات في المناطق الفقيرة.

قال جيف بو، وهو محلل في شركة "هايتونغ إنترناشيونال سيكيوريتيز": "تركز سامسونغ بقوة على استهداف العملاء الأمريكيين".

تصنيفات

قصص قد تهمك