بلومبرغ
خلال مؤتمر الإنترنت السنوي المنعقد في الصين، اصطف أباطرة التكنولوجيا الصينيون المحاصرون للتعهد بدعمهم لسياسة "الرخاء المشترك" للرئيس شي جين بينغ وللحملة التنظيمية التي تعكر سوق القطاع الرقمي.
وفي يوم الأحد، خلال مؤتمر الإنترنت العالمي الذي استضافته مدينة المنتجع فوجيان من 26 إلى 28 سبتمبر، أعرب الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابا"، دانيال تشانغ، وقوه كايتيان النائب الأول لرئيس شركة "تينسنت"، عن دعمهما لهدف شي الرئيسي المتمثل بتضييق فجوة الثروة في البلاد.
قال المؤسس المشارك لشركة "شاومي" لي جون في نفس اليوم إن شركات التكنولوجيا يجب أن تساعد في سد الفجوة الرقمية وتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهما اثنتان من سياسات بكين طويلة الأمد.
يأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي يواجه عمالقة التكنولوجيا في الصين اضطرابات تنظيمية هائلة في كل شيء من الألعاب عبر الإنترنت إلى ملكية البيانات، وصولاً للتمويل الخارجي. وتخضع للتحقيق كل من مجموعة "علي بابا" و"میتوان"، عملاقة توصيل الطعام المدعومة من شركة "تينسنت"، وتطبيق "ديدي غلوبال" للنقل التشاركي.
السياسة الجديدة للإنترنت
جاءت حملة كبح جماح شركات التكنولوجيا بعد أن وجه المؤسس المشارك لشركة "علي بابا" جاك ما في أكتوبر الماضي انتقادات للمنظمين لخنقهم الابتكار، مما يوضح أهمية عدم تحدي سياسة الحكومة في منتدى عام.
وقال إريك جينغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "آنت" خلال انعقاد المؤتمر في يوم الأحد إن الحزمة الأخيرة من إرشادات السياسة الجديدة للإنترنت كانت "مهمة وأتت في الوقت المناسب، وهي تذكير لنا في هذه الصناعة بعدم تشتيت انتباهنا بالمنافسة، بل بالعودة إلى النية الأصلية للإنترنت بدلاً من ذلك".
اضغط هنا للاطلاع على أبرز ما كتب عن مجموعة آنت
كما تبنى جينغ أيضاً فوائد سلسلة الكتل "بلوكتشين"، قائلاً إن هذه التكنولوجيا "يمكن أن توفر أساساً متيناً من الثقة للتعاون الصناعي" ودعا الحاضرين إلى "المساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة للصين".
أطلق الرئيس شي قمة الإنترنت السنوية في الصين في عام 2014 وسط ضجة كبيرة، وخلال السنوات السابقة، سافر نجوم الصناعة مثل تيم كوك من شركة "أبل" وساندر بيتشاي من "غوغل" إلى المؤتمر للالتقاء برجال الأعمال الصينيين.
أدت الضوابط الصارمة للحدود بسبب الوباء إلى الحد من فرص التواصل الشخصي في الأحداث الأخيرة، لذا تابع قادة الصناعة الأمريكيين هذا العام باهتمام أهداف الصين الاقتصادية والاجتماعية عبر الفيديو.
من جانبه، أشاد إيلون مسك من "تسلا" باللوائح الصينية الجديدة لتعزيز إدارة البيانات، قائلاً في رسالة فيديو إن شركته تقوم بتوطين بياناتها الصينية.
بينما أشاد كريستيانو آمون من شركة "كوالكوم" بسرعة طرح الجيل الخامس (5G) في الصين، وحث الشركات الأمريكية والصينية على التعاون بشكل أكبر. وتحدث تشاك روبينز من شركة "سيسكو سيستمز" عن التوافق مع رؤية شي الدعاية لمجتمع مشترك في فضاء الانترنت يعمل لصالح الجميع.
برامج تصحيح الشركات
كما تم تمثيل "إدارة الفضاء الالكتروني الصينية" (CAC)، وهي الوكالة المنظمة للمؤتمر والتي كانت بمثابة رأس حربة في حملة الصين على شركات التكنولوجيا. إذ مثلها شنغ رونغهوا، نائب وزير "إدارة الفضاء الالكتروني الصينية" الذي قال: "يجب أن تخدم البيانات الناس، ويجب علينا تعزيز المعلومات والموارد ومشاركة النتائج في الصناعة الرقمية".
تأسست "إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية" في عام 2011، وهي هيئة رقابية تبتعد عن الأنظار -تعمل تحت إشراف لجنة شؤون الفضاء الإلكتروني المركزية برئاسة شي- برزت هذا العام، ووضعت قواعد جديدة تفرض موافقة "إدارة الفضاء الالكتروني الصينية" لأي شركة تريد طرح أسهمها للاكتتاب العام في الخارج، إذا كان لدى الشركة أكثر من مليون مستخدم.
كما حذرت السلطات الصينية في الأشهر الأخيرة من التوسع غير المنضبط لرأس المال في اقتصادات المنصات وطالبت "آنت" بالخضوع لبرنامج "تصحيح" بعد الإيقاف المفاجئ لما كان من المقرر أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم.
في الأسابيع الأخيرة، وافقت "آنت" على مشاركة البيانات من خدمتها للقروض الصغيرة مع المركز المرجعي الائتماني للبنك المركزي الصيني، ويقال إنها تنشئ تطبيقاً منفصلاً لأعمال القروض الخاصة بها وتجلب المستثمرين المدعومين من الدولة.