على مستخدمي "أمازون" و"غوغل" أن يتمرّدوا على وابل الإعلانات

time reading iconدقائق القراءة - 5
أمازون - المصدر: بلومبرغ
أمازون - المصدر: بلومبرغ
- مقال رأي

هناك سر يعرفه الجميع، وهو أن تجربة المستخدم آخذة في التدهور بالنسبة إلى العديد من المنتجات الأساسية لشركات التكنولوجيا الكبرى.

المتهم الأساسي هنا، هو الزحف المستمر الذي لا يرحم للإعلانات. فهناك المزيد والمزيد من الشركات التي تسمح للإعلانات بالتسلل إلى كل جانب من جوانب خدماتها. ومن السهل معرفة السبب في ذلك: فمع الحجم الهائل لعمالقة التكنولوجيا، يمكن لكل خطوة نحو السماح بمزيد من الإعلانات، أن تولد أموالاً يكاد يكون من المستحيل على شركة عامة رفضها. لكن النتيجة هي ظهور صناعة تفضل تحقيق أرباح أكبر على مراعاة احتياجات عملائها، والذين لا ينبغي عليهم قبول ذلك.

اقرأ أيضاً: وزارة العدل الأمريكية تستعد لمقاضاة "غوغل" حول احتكار الإعلانات


تلاعب في نتائج البحث

يمكنك التفكير هنا، على سبيل المثال، في نتائج البحث التي ترعاها شركة "أمازون دوت كوم". وفي مقابلة مع مجلة "فوربس" العام الماضي، انتقد رايان كوهين، الشريك المؤسس لشركة "شيوي" (Chewy) الذي أصبح الآن رئيساً لـ"غايم ستوب" (GameStop)، تطور موقع الويب الخاص بعملاق التجارة الإلكترونية. وقال إن "تدفق سلع الأطراف الخارجية والإعلانات التي تخضع للرعاية، يزيح نتائج البحث التلقائية". وأضاف أن نتائج البحث كانت تظهر قديماً المنتجات الأكثر مبيعاً، مضيفاً: "البحث الافتراضي أصبح في الواقع الآن عبارة عن الإعلانات الدعائية".

وكوهين على حق في ذلك. فعندما أبحث في "أمازون" عن لعبة فيديو شهيرة مثل "كول أوف ديوتي" (Call of Duty)، تتخلل نتائج بحثي إعلانات غير منطقية لعناصر وألعاب مختلفة، بما في ذلك في النتائح الموجودة أعلى الصفحة.

لسوء الحظ، هذا نابع من التصميم الرئيسي. ففي كتاب "أمازون أنباوند" (Amazon Unbound)، أوضح براد ستون، زميلي في موقع بلومبرغ نيوز، كيف وافق جيف بيزوس نفسه على خطوة وضع إعلانات "الدفع مقابل التشغيل" على رأس نتائج البحث قبل 5 سنوات. وكان هذا يعني أن بيزوس كان موافقاً على مقايضة بعض مبادئ الشركة المتمثلة في مراعاة "هوس العملاء" مقابل عائدات الإعلانات.

هيمنة عمالقة التكنولوجيا

"أمازون" ليست وحدها من تقوم بذلك، حيث تعاني عمليات بحث الويب التي تجريها شركة "غوغل" التابعة لـ"ألفابت" من مشكلة مماثلة، تظهر في مطالبة المستخدمين بشكل متكرر بالخوض في صفحة مؤلفة من الإعلانات قبل الوصول إلى الروابط التلقائية، كما أن التمرير عبر آخر منشورات تطبيق "انستغرام" التابع لشركة "فيسبوك" يصبح مملاً بشكل متزايد، عندما يتم عرض إعلان بعد كل 3 مشاركات. والحالة في متجر التطبيقات التابع لشركة "أبل" ليست أفضل كثيراً، حيث يتم عرض إعلان لأحد المنافسين فوق قائمة التطبيقات التي تبحث عنها.

اقرأ أيضاً: مواقع الأفلام المقرصنة على الإنترنت تجني المليارات من الإعلانات

يعتقد بعض الناس أن المنصات الأساسية نمت في كل مكان؛ بحيث لم يعد لديهم خيار إلا المرور عبر صفحات الإعلانات. وتمثل "أمازون" ما يقرب من نصف المبيعات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، بينما تهيمن منتجات "فيسبوك" على مساحة الشبكات الاجتماعية الشخصية. وقد يكون لـ"غوغل" المركز القيادي الأكبر على الإطلاق، نظراً لنصيبها الهائل من عمليات البحث حول العالم.

لهذا السبب عندما تكون هناك بدائل، أوصيكم بتجربتها. فإذا كان هناك عدد كافٍ من الأشخاص المستعدين لمنح الشركات الناشئة فرصة؛ قد تشعر الصناعة بضغط تنافسي لإعادة النظر في النهج الذي تتبعه.

نعم للمواقع البديلة

قد يستحق تبديل المواقع عناء المحاولة. فعلى خطى جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر"، قمت باختيار "داك داك غو" (DuckDuckGo) ليصبح محرك البحث الافتراضي الرئيسي لمتصفحاتي هذا الشهر. حتى الآن، لم ألاحظ اختلافاً في جودة نتائج البحث. ورغم وجود بعض الإعلانات، إلا أنها أقل تطفلاً وغزارة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام "داك داك غو" له مزايا خصوصية إضافية، حيث تقول الشركة إنها لا تتتبّع سجل البحث، أو تجمع البيانات الشخصية. وأنا سعيد بهذا التبديل.

بالطبع، سوف يجادل عمالقة التكنولوجيا بأن الإعلانات غالباً ما تكون ذات صلة ومفيدة. لكن هذا فقط إذا كنت ترغب بالفعل في شراء بنطال رياضي "فيوري" (Vuori) أو ارتداء "أول بيردز" (Allbirds) بالكامل. ومن الواضح أن مراعاة المحصلة المالية هو ما يدفع الشركات حقاً إلى اتخاذ إجراءات بشأن الإعلان. والحقيقة المحزنة هي أن زحف الإعلانات سيستمر، إلى أن يأتي يوم -ربما- يثور فيه المستهلكون أخيراً.

على المستوى الشخصي، لقد وصلت بالفعل إلى نقطة الانفجار، وأنا على يقين بأنني لست وحيداً".

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان