بلومبرغ
أطلقت مايكروسوفت أداة "أزور سينابس أناليتكس" على نطاق واسع، وهي أداة تعمل على جمع البيانات، وتخزينها، وتحليلها، لتتفوَّق بذلك على أمازون وسنوفليك في السوق المتنامي للأدوات السحابية التي تساعد الشركات على القيام بالمزيد مع الاستغلال للمعلومات الهائلة عن المستخدمين.
كما أعلنت مايكروسوفت عن منتجٍ جديدٍ يُدعى "بورفيو"، الذي يهدف لمساعدة الشركات في متابعة أمن البيانات، واحتياجات الامتثال. وبالفعل يستخدم بنك "إيه بي إن أمرو" نظام "سينابس" ليكتشف الطريقة الأفضل لتوجيه منتجات الخدمات المالية إلى العملاء، وقامت أيضاً شركة "والترز كلوير إن في"، التي تساعد في تطوير برمجيات طبية، ببناء نظام ذكاء اصطناعي يستطيع أن يتنبأ بشكل أفضل، أي مَن سيصاب من المرضى بعدوى سريعة الانتشار في المستشفى. كما تستخدم شركات مثل "فيديكس كورب" و"بروكتور أند غامبل كو" البرمجيات الجديدة، على حدِّ تعبير جيسون زاندر، نائب الرئيس التنفيذي في أزور في مقابلة أجريت معه.
"لم يتمكن الكثير من الشركات من استخدام البيانات المتولِّدة من عدد من البرامج والأجهزة بكفاءة"؛ وفقاً لما قاله المدير التنفيذي لمايكروسوفت "ساتيا ناديلا "يوم الخميس في فعالية افتراضية.
ووفقاً للملاحظات التي قدمتها مايكروسوفت، يقول ناديلا: "اليوم نحن نقوم بتوليد البيانات أسرع من قدرتنا على فهمها. وهذا يعود إلى إهمال الأمر على الصعيد الداخلي أو الخارجي، أو تجاهله ببساطة". ويذكر أنَّ نصف التنفيذيين الألف الذين تتحدث عنهم مجلة "فورتشن"، لا يتعاملون مع بياناتهم على أنَّها أحد أصول الشركة. وهذا ليس نتيجة عدم الاعتراف بأهميتها؛ بل لأنَّهم لايملكون العملية أو القدرة على الوصول إلى التعامل معها ".
ويضيف برنامج "أزور بورفيو" خصائص لحوكمة البيانات وأمنها. إذ تسمح هذه الخدمة للمستخدمين بإيجاد البيانات السرية، وتسمح للتنفيذيين المسؤولين عن تأمينها بالوصول إلى مستوى مرتفع من مشاهدة جميع المعلومات في برامج متعددة أيضاً، ومنها، برامج من إصدار شركات منافسة، مثل أمازون وساب، على حدِّ قول "زاندر".
وتأتي منتجات مايكروسوفت الجديدة إلى الأسواق مع استعداد متزايد لتقبل مثل هذه الأدوات، ولعل الاهتمام بهذا النوع من التكنولوجيا جزءٌ من السبب وراء وصول الاكتتاب العام الأولي لشركة "سنوفليك" في سبتمبر إلى أرقام قياسية بالنسبة لشركة برمجيات، وكان الأضخم في الولايات المتحدة هذا العام. إذ كانت الوحدة السحابية في أمازون تعمل على تحسين مخزن بيانات "ريدشيفت". هذا ومن المتوقَّع أن يصل سوق خدمات إدارة البيانات السحابية حوالي 13 مليار دولار في العام القادم، وفقاً لتقديرات فوريستر، نظراً لمحاولة العملاء فهم المعلومات المخزَّنة سحابياً، ومراكز البيانات المؤسساتية، والأجهزة المتناثرة في مكاتب الشركات، والمختبرات، والمواقع الأخرى.
ويقول ميشيل غويتز المحلِّل في "فوريستر": "لم يكن هناك رابط بين مكان تخزين البيانات، وكيفية استخدامنا لها. هناك الكثير مما يجب القيام به لتحويل البيانات إلى شيء قابل للاستخدام، وله سياق".
ويرى قسم الشؤون المالية في مايكروسوفت الحاجة إلى هذه الأدوات، عندما كان على الموظفين أن يجدوا نوعاً من المعلومات أو الرؤى، وكان عليهم في 70% من الحالات جمع البيانات يدوياً، قبل أن تقدم الشركة أدواتها الجديدة.
وقالت كبيرة المديرين الماليين "آمي هود "في فيديو تمَّ عرضه في الفعالية: "كان الأمر محبطاً للغاية. لدينا مواهب رائعة، وتريد صنع فرق، وبدلاً من ذلك نمضي الوقت في الشرح لي، كم من الوقت أمضيته في عمليات القص والنسخ واللصق".
وقد جمع الآن فريق المالية 120 مصدر بيانات مختلف في أزور، مما سيعمل على تخفيض التكاليف. إذ تسمح القدرة على رؤية المعلومات بشكل أفضل لفريق "هود" بتحسين التوقعات المالية، وقالت عن عملهم قبل استخدام المنتجات الجديدة: "كنا في وضع مقبول، لم نكن رائعين أبداً. بعد ذلك، قام فريقها بتخفيض كثير من التوقُّعات إلى النصف. وأضافت: "قد يقول الناس، يا إلهي هذا كثير؟ حسنأً، إنَّ التحوُّل من 3% إلى 1.5%، هو الفرق بصراحة بين أن تكون على حقٍّ، أو على خطأ، وتوفر مئات الملايين من الدولارات".
تأتي بعض هذه التقنيات أيضاً من العمل الذي قامت به مايكروسوفت لتمتثَّل مع قوانين خصوصية البيانات الأوروبية، كما قال "زاندر".
وأضاف زاندر: "قمنا ببناء كل هذه الأدوات المخصصة، والعمل عليها من أجل التعامل مع أحجام هائلة من البيانات. نحن نستخدم كل التكنولوجيا التي نقدمها بأنفسنا، ونجعلها متوفرة لعملائنا".
ستزيد المنتجات الجديدة من التركيز على إدارة البيانات أكثر من المنافسة مع شركات مثل "ساب"، "سيلز فورس دوت كوم"، و"أوراكل"، على حدِّ تعبير "غويتز". ويبقى أن نرى كيف ستتعامل مايكروسوفت مع الشراكات والمنافسات من مثل هذه الشركات، بما في ذلك استخدام برامج ساب في قسم الإدارة المالية التابع لهود.