"أبل" ستربط "أيفون" بالأقمار الصناعية للطوارئ

time reading iconدقائق القراءة - 15
ايفون 12  من شركة أبل  - المصدر: بلومبرغ
ايفون 12 من شركة أبل - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تتركز جهود شركة "أبل" على تزويد هواتف "أيفون" بقدرات الأقمار الصناعية على حالات الطوارئ، لتمكين المستخدمين من إرسال رسائل نصية طلباً للنجدة وللإبلاغ عن الحوادث في مناطق لا تتوفر فيها تغطية خلوية.

تعمل الشركة على الأقل على تطوير خاصيتين متصلتين بالطوارئ ستعتمدان على شبكات الأقمار الصناعية على أن تشملهما أجهزة "أيفون" المستقبلية، وفقاً لشخص مطّلع على الأمر.

تعمل شركة "أبل" على تطوير تقنية الأقمار الصناعية منذ سنوات، ويستكشف فريقها هذا المفهوم منذ 2017 على الأقل، وفقاً لتقرير سابق من بلومبرغ. تزايدت التكهنات هذا الأسبوع بأن جهاز "أيفون" المقبل قابل للاتصال بالأقمار الصناعية بعد أن قال مينغ-تشي كيو، المحلل لدى "تي إف إنترناشيونال سيكيوريتيز" TF International) Securities)، إنه من المرجّح أن يعمل الهاتف من خلال الطيف الذي تملكه شركة "غلوبال ستار" (Globalstar).

أدت تلك التصريحات إلى استنتاج بأن هاتف "أيفون" سيصبح شبيهاً بالهواتف العاملة عبر الأقمار الصناعية، ما سيحرر المستخدمين من الاضطرار إلى الاعتماد على الشبكات الخلوية. لكن خطة "أبل" كانت محدودة النطاق في بداية الأمر، وفقاً للشخص المطلع، وتركز على مساعدة العملاء في التعامل مع سيناريوهات الأزمات.

رغم احتمالية احتواء هاتف "أيفون" القادم على المكوّنات اللازمة للاتصال عبر الأقمار الصناعية، فإن جهوزية هذه المزايا ليست مرجحة قبل العام المقبل، وفقاً لشخص آخر طلب عدم الكشف عن هويته، لأن الخطط لم يعلن عنها بعد. يمكن أيضاً تغيير المزايا أو إلغائها قبل إصدارها. رفض ممثل عن "أبل" التعليق على الأمر.

فقاعة رمادية

ستسمح الخاصية الأولى، المسماة برسالة الطوارئ عبر القمر الصناعي، للمستخدمين بإرسال رسائل نصية لخدمات الطوارئ وجهات اتصالهم عبر شبكة القمر الصناعي، عندما لا تتوفر الإشارة الخلوية. ستدمج هذه الخاصية في تطبيق الرسائل كبروتوكول ثالث إلى جانب الرسائل القصيرة العادية و"أي ميسيدج"، وستظهر في فقاعات رمادية بدلاً من اللونين الأخضر أو ​​الأزرق. أما الخاصية الثانية فستكون أداة للإبلاغ عن حالات الطوارئ الكبرى مثل حوادث الطائرات وغرق السفن عبر شبكات الأقمار الصناعية.

ستعمل أداة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية، التي تسمى رمزياً "ستيوي إنسايد أبل"، على تقييد طول الرسائل، لتنتقل النصوص تلقائياً إلى هاتف جهة الاتصال المختارة لحالات الطوارئ، حتى إن كان المتلقي قد فعّل إعدادات "عدم الإزعاج". إحدى التصميمات المخطط لها ستتيح للمستخدمين إرسال الرسالة عن طريق كتابة "إيمرجنسي إس أو إس" كوجهة للرسالة. إلى جانب إرسال الرسائل النصية، قد تتمكن الخدمة من التعامل مع بعض المكالمات الهاتفية أيضاً في نهاية الأمر.

ستكون هذه الخاصية مفيدة في مناطق مثل الجبال أو البحيرات النائية، حيث لا تتوفر تغطية شبكات الجيلين الرابع والخامس. كما فكّرت "أبل" كجزء من جهود أوسع بإطلاق أقمار صناعية خاصة بها لاحقاً، لكن الأرجح أن تعتمد هذه الميزة على الشبكات القائمة.

تسمح ميزة الطوارئ الثانية للمستخدمين بالإبلاغ عن أزمة، ويسألهم الهاتف عن نوع الأزمة سواء كانت تتعلق بسيارة أو قارب أو طائرة أو حريق على سبيل المثال.

يستطيع النظام أيضاً تلقّي معلومات أكثر دقة مثل سقوط شخص في البحر أو غرق سفينة، ويسأل المستخدمين عما إذا كانت هناك حاجة لخدمات بحث وإنقاذ، وما إذا كان الأمر يتعلق بسلوك مشبوه أو ينطوي على أسلحة أو إذا كان شخص أصيب بما يؤدي لصدمة.

ملف طبي تلقائي

عند الاتصال بخدمات الطوارئ، يمكن للخاصية إرسال موقع المستخدم وهويته الطبية، وهي بطاقة افتراضية في التطبيق الصحي تتضمن قائمة بتاريخه الطبي وعمره وأدويته وبيانات كطوله ووزنه. يمكن لها أيضاً إخطار الجهات بأرقام الأشخاص الذين اختار المستخدم الاتصال بهم في حال تعرضه لحالة طارئة، وعادة ما يكونون من عائلته أو أصدقائه أو أطبائه.

لم يتضح بعد أي من خدمات الطوارئ أو مقدمي الخدمات الذين سيتعامل معهم النظام. ستنافس مجموعة المزايا هذه مع جهاز "غارمين إن ريتش" (Garmin inReach)، الذي يتيح للمستخدمين إرسال رسائل قصيرة أو رسالة استغاثة عبر شبكات الأقمار الصناعية.

تعتمد كلتا الميزتين على تواجد الأقمار الصناعية وعلى اللوائح التنظيمية المحلية، لكن لم يتم تصميمها للعمل في جميع الدول. صممت "أبل" آلية تطلب من المستخدمين التواجد في أماكن مفتوحة والسير في اتجاه معين لمساعدة "أيفون" على الاتصال بالقمر الصناعي. لن يكون الارتباط بالشبكة فورياً على الدوام، إذ يشير اختبار الخاصية إلى أن الأمر أحياناً قد يستغرق نحو دقيقة ليعمل.

ستحتاج "أبل" أيضاً لشريحة خاصة تُمكّن الهواتف من الاتصال بالأقمار الصناعية، وبينما تقوم الشركة بتطوير أجهزة المودم الخلوية المخصصة لاستخدامها في السنوات المقبلة، لكنها ما تزال تخطط للاعتماد على أجهزة المودم التابعة لشركة "كوالكوم" (Qualcomm) على المدى القصير.

أدت التكهنات بشأن إمكانيات الأقمار الصناعية في هواتف "أيفون" المقبلة إلى ارتفاع أسهم شركة "غلوبال ستار" الإثنين، التي أعلنت سابقاً عن توقيعها اتفاقية مع طرف لم تفصح عنه لتطوير خدمة جديدة، ما ترجمه البعض دليلاً على شراكة مع "أبل".

قال أشخاص مطّلعون إن "أبل" لن تتعاون مع شركة "إيريديوم كوميونيكيشينز" (Iridium Communications)، منافسة "غلوبال ستار"، في هذا الأمر. لم تلتزم شركة "أومني سبيس" (Omnispace) للأقمار الصناعية بعد ببناء أنظمة تدعم مثل هذه الخدمات، وفقاً للمحلل المختص بهذه الصناعة تيم فارار.

ارتفعت أسهم "غلوبال ستار" 64% إلى 2.35 دولار قبل إغلاق يوم الإثنين، لتتراجع في أواخر التداول بنحو 24%، لكن تلك الخسائر تقلصت بعد تقرير بلومبرغ عن خطط "أبل". انخفضت أسهم "إيريديوم" أيضاً بنسبة 7.4% في التداولات الممتدة.

تخطط "أبل" إلى إطلاق أحدث أجهزة "أيفون" منتصف سبتمبر وتنوي الشركة، إلى جانب ميزة الأقمار الصناعية المحتملة، تقليص المساحة الميتة في شاشة الهاتف، وتحديث نظام التعريفي على الوجه وتضمينه معالجاً أسرع. كما سيشمل النموذج الجديد ترقيات كبيرة لأجهزة وبرامج الكاميرا.

تصنيفات