نورد ستريم 2
تفجير "نورد ستريم" وانتشار "كوفيد".. لغزان قد لا نتمكن من حلهما أبداً
يقولون إن ضحية الحرب الأولى هي الحقيقة، وأضيف لذلك أن الحقيقة ضحية بالقدر نفسه في حالة حدوث حرب باردة أو جائحة، أو كوارث أخرى يلقي فيها البشر اللوم على بعضهم البعض. في هذه الأيام، هناك لغزان يتسمان بأهمية خاصة قد لا نعرف حقيقتهما أبداً.يرتبط اللغز الأول بالعدوان الروسي على أوكرانيا، والمواجهة الأوسع نطاقاً بين موسكو والغرب. وهذه المسألة تتعلق بالجهة المسؤولة عن تخريب خطّي أنابيب "نورد ستريم" اللذين ينقلان الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، وذلك عبر 4 عمليات تفجير ضخمة تحت سطح البحر في سبتمبر الماضي.أما اللغز الثاني، فهو يرتبط بجائحة كورونا، التي تسببت في وفاة نحو 7 ملايين شخص. والمسألة هنا ترتبط بما إذا كان فيروس "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2) قد ظهر بشكل طبيعي في الصين في أواخر 2019 –من خلال انتقاله من الحيوانات إلى البشر ثم انتشاره– أو ما إذا كان قد صُنّع في أحد مختبرات الطب الحيوي في مدينة ووهان الصينية، قبل وصوله إلى السكان. ويرتبط هذا اللغز بالعلاقة بين الصين وبقية العالم، في سياق يبدو بشكل متزايد أنه حرب باردة جديدة بين بكين وواشنطن.بقلم: Andreas Kluth
أعماق البحار تتحول إلى ساحة حرب بعد انفجارات "نورد ستريم"
أكّدت الهجمات الأخيرة على خط أنابيب نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق على أهمية قاع البحر كمنطقة صراع في الحرب الحديثة. لسوء الحظ، فإن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ليسوا على استعداد لحماية شبكاتهم الضعيفة القابعة تحت عن الأمواج.لم يثبت بعد بشكل قاطع أن سلسلة انفجارات خطوط الأنابيب هي عمل تخريبي أو تُنسب إلى أي دولة، لكن معظم المحللين يعتقدون أن الجاني المحتمل هو روسيا. حيث يبدو أن موسكو هي المستفيد الرئيسي من الهجمات، والتي ربما تكون مصممة لإرسال إشارة إلى أوروبا الغربية (وإلى جميع المشاركين في الاقتصاد العالمي) مفادها أن الكرملين يمكن أن يُعرّض البنية التحتية الحيوية في قاع البحر للخطر.لقراءة المزيد: طوارئ في أوروبا لتأمين البنية التحتية للطاقة بعد انفجار "نورد ستريم"كيف يمكننا الاستعداد للردع وإلحاق الهزيمة والرد على الاعتداءات تحت الماء؟درستُ هذه القضية منذ أوائل الثمانينيات، عندما كتبت مقالاً في المجلة المهنية للبحرية، التي تحمل اسم "وقائع المعهد البحري الأميركي" (US Naval Institute Proceedings)، بعنوان "حرب الموارد في البحر". حيث حددتُ نقاط الضعف في منشآت النفط والاتصالات البحرية، والهجمات المفترضة على غرار ما حدث الآن مع نورد ستريم.بعد عقود، أمضى فريقي في منظمة حلف شمال الأطلسي وقتاً طويلاً في التفكير في كيفية حماية 400 كابل يحمل 98% من بيانات الإنترنت العالمية، وهو أمر لم يكن علينا القلق بشأنه في الثمانينيات.ما من شك في أنه توجد الآن بنية تحتية حيوية ضخمة في البحر، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لم يفعلوا الكثير للاستعداد للدفاع عنها، بما في ذلك شحذ المهارات الهجومية لخلق ردع حقيقي في ذهن أي مهاجم محتمل.آن أوان التصدي لتحديات أعماق المحيطفي مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية، حيث أعمل زميلاً أول، استكشفت إحدى المناورات الحديثة ذات التصنيف العالي هذه التحديات، حيث جُمِعت مجموعة رفيعة المستوى ونخبوية للتعامل مع قرارات التكنولوجيا والسياسة التي ستكون حاسمة للدفاع عن أعماق المحيط. كانت النتيجة واضحة: لقد حان الوقت لإيلاء المزيد من الاهتمام والموارد لهذه المجموعة من التحديات ليس فقط في البنتاغون، ولكن أيضاً في مؤسساتنا البحثية ومراكز الفكر والوكالات الحكومية الأخرى.اقرأ أيضاً: أوروبا تحقق في أضرار غير مسبوقة بشبكة أنابيب"نورد ستريم"في الواقع، ليس لكل جزء من قاع البحر نفس القدر من الأهمية بالطبع. فالمنطقة الشاسعة تحت المحيطات -70% من سطح الأرض- يصعب الوصول إليها وتصعب مراقبتها، حتى مع الأسطول الاستثنائي للجيش الأميركي من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والغواصات المأهولة، والتدريبات في المياه العميقة والمركبات التي تعمل عن بعد.تحديد الأولوية في أعماق المحيط أمر رئيسيسنحتاج إلى إعطاء الأولوية للدفاع والاحتفاظ بالأجزاء الأكثر أهمية. وسيشمل ذلك أنابيب الغاز الطبيعي والنفط تحت سطح البحر، سواء تلك التي ترتفع لتصل إلى البر أو التي تربط المرافق في البحر؛ وكبلات بيانات الإنترنت، والحفارات فوق الماء لاستغلال النفط والغاز وقاع البحر؛ وسلاسل الاستشعار المصنفة المستخدمة لتتبع حركة المرور تحت سطح البحر.طالع المزيد: السويد تكتشف تسرباً رابعاً للغاز في "نورد ستريم"كل هذا يعني الاستثمار في تدريب وتجهيز وإعداد قوات عالية التخصص يمكنها العمل في قاع البحر. واليوم، تنتشر هذه القدرات من خلال المجتمعات العسكرية والعلمية والأرصاد الجوية والبيئية والتجارية، مع القليل من التنسيق. ويجب أن يتركز الجمع بين هؤلاء أصحاب المصلحة للتشاور والعمليات في إطار منظمة واحدة، إما البحرية الأميركية أو الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي.فضلاً عن ذلك، تشمل المناطق التي نحتاج إلى التركيز عليها مزيداً من التعزيز المادي للكابلات وخطوط الأنابيب، بما في ذلك الرافعات التي تربطها بالأرض؛ وأجهزة استشعار أفضل في الوقت الحقيقي تحت سطح البحر لاكتشاف الهجمات وتوثيقها، مثل الكثير من كاميرات فيديو المراقبة المنتشرة في كل مكان في الأماكن العامة؛ وفرق الاستجابة والإصلاح المتمركزة بالقرب من المرافق البحرية الأكثر حيوية (قبالة ساحل النرويج، على سبيل المثال)؛ والتدريب والتمارين التي تثبت للقوى المنافسة أن الولايات المتحدة لديها القدرة الهجومية للرد على الهجمات بطريقة متناسبة. في الواقع، لدى روسيا أيضاً العديد من نقاط الضعف في قاع البحر.التحالف مع الدول الصديقةيُشار إلى أن العمل مع الحلفاء والشركاء والأصدقاء سيكون مهماً أيضاً؛ إذ يمكن أن تساعد المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وحلف الناتو (خاصة قيادته البحرية القوية للحلفاء)، والشركاء الثنائيين المهمين مثل أستراليا والبرازيل والهند واليابان، في تعزيز جهود الولايات المتحدة.طالع أيضاً: "غازبروم" تقطع الغاز الروسي عن إيطاليا ابتداء من اليومأما العوامل الرئيسية التي تزيد من تعقيد المسألة على أرض الواقع فهي تشمل فشل مجلس الشيوخ الأميركي في التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والتي تُبعد أميركا عن العديد من المجالس وهيئات صنع القرار. أخيراً، أصبح التصديق على هذه الأداة الدبلوماسية المهمة والمعقولة -التي تستشهد بها الوكالات الأميركية والأوامر العسكرية بشكل روتيني وتتبعها عملياً على أي حال- أكثر منطقية من أي وقت مضى.اقرأ المزيد: روسيا تسابق الزمن لإعادة فتح جسر القرم بعد حادث الانفجارولطالما اعتبرت الجيوش أن مجالات الحرب هي مجالات جوية وبحرية وأرضية. لكننا أدركنا بمرور الوقت أن الفضاء الخارجي والفضاء الإلكتروني مختلفان ويتطلبان أدوات وتدريباً متخصصين -ومن هنا تم إنشاء القيادة الإلكترونية للبنتاغون في عام 2010 وقوة الفضاء في عام 2019. إلا أن قاع المحيط– وهو مزيج صعب من الأرض والبحر– هو أيضاً مجال فريد، والاستعداد للعمل على مستوى العالم هناك يُعدّ عنصراً حاسماً في الأمن القومي لأميركا.بقلم: James Stavridisالروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي
0.0135 USD-5.3954

الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي
0.0135 USD-5.3954
السويد تكتشف تسرباً رابعاً للغاز في "نورد ستريم"
أعلنت قوات حرس السواحل السويدية اكتشاف تسرب جديد للغاز من خطي أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق، ليصل العدد الإجمالي للتسربات إلى أربعة.حدث تسرّب الغاز من خطوط الأنابيب في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وتُقدّر الدنمارك أنَّ الروابط ستفرغ بحلول يوم الأحد. كما اعتبرت عدّة حكومات أنَّ هذا الحدث ناجم عن "عمل متعمّد و"تخريبي"، إذ أشارت فنلندا يوم الأربعاء إلى أنَّ جهة فاعلة حكومية فقط هي القادرة على القيام بأعمال على هذا النطاق.طالع المزيد: أوروبا تحقق في أضرار غير مسبوقة بشبكة أنابيب"نورد ستريم"حثّ هذا الحادث على زيادة الأمن حول البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء أوروبا، إذ أشارت بعض الدول، مثل بولندا، بأصابع الاتهام إلى روسيا التي تشن حرباً في أوكرانيا، وحظرت تدفقات الغاز إلى أوروبا.تُعتبر النرويج الآن المصدر الأكبر للغاز في أوروبا، وأكّدت أكبر شركات الطاقة لديها يوم الأربعاء أنَّها تُعزز الأمن حول أصولها البحرية.اقرأ أيضاً: أسعار الغاز الأوروبي تقفز مدفوعة بمخاوف نقص إمدادات الشتاءالدولار الأميركي مقابل اليورو
0.8546 EUR+0.0351

الدولار الأميركي مقابل اليورو
0.8546 EUR+0.0351

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان