بدء سريان رسوم ترمب الجمركية وسط خسائر تريليونية وهلع في الأسواق العالمية

السرعة التي تهاوت بها الأسواق في وول ستريت مؤخراً أعادت إلى الأذهان ذكريات غير سارة لتوقف التداول الشامل الذي تكرر مراراً خلال الانهيار الذي شهدته السوق  الأميركية في مارس 2020 بسبب جائحة كورونا.

تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بما يصل إلى 5.97% يوم الجمعة، مقترباً من نسبة التراجع البالغة 7%، والتي تُفعّل عندها آلية وقف التداول في بورصة نيويورك لمدة 15 دقيقة. وتُعد هذه القواطع (circuit breakers) وسيلة تهدف إلى كبح التقلبات الشديدة في الأسواق، كما أنها تساعد في التخفيف من مخاطر التداولات الخاطئة، خاصة في عصر التداول عالي النشاط.

وكان آخر تفعيل لهذه القواطع قد حدث في عدة أيام من منتصف مارس 2020، مباشرة بعد افتتاح الأسواق، في وقت كانت الاقتصادات العالمية تتجه نحو الإغلاق، وكانت معدلات البطالة في ارتفاع حاد.

تراجعت الأسهم الأميركية بنسبة 10% خلال يومين فقط، منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترمب يوم الاربعاء فرض أقسى رسوم جمركية خلال قرن، مما أثار مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود. وتفاقمت عمليات البيع صباح الجمعة، بعد أن أعلنت الصين نيتها فرض حواجز تجارية مماثلة على المنتجات الأميركية، مما زاد من حدّة الحرب التجارية.

يتسبب التراجع الأولي في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة7% في وقف شامل للتداول في السوق لمدة 15 دقيقة. وبعد ذلك، يتم تفعيل وقف ثانٍ لمدة 15 دقيقة في حال بلغ تراجع المؤشر 13%، وإذا وصل التراجع إلى 20%، يتم إنهاء التداول لبقية اليوم.

كان البيعفي السوق  يوم الجمعة واسع النطاق لدرجة أن العثور على أي ملاذ آمن بدا شبه مستحيل. جميع القطاعات الإحدى عشر المدرجة ضمن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" كانت في المنطقة الحمراء، وقادت قطاعات الطاقة والمالية التراجعات. وكانت الشركات التكنولوجية العملاقة من أكبر المساهمين في خسائر المؤشر، بما في ذلك شركة "إنفيديا"، و"آبل"، و"تسلا"، و"بيركشاير هاثاواي". ونجت أقل من 20 شركة فقط من التراجع، من بينها "هوم ديبو" و"نايكي"، اللتان شكّلتا استثناء نادراً.