الشرق
يوم الأحد 30 يونيو كان نهاية السنة المالية في الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ"، لذا كان لابد للأندية أن تقدم حساباتها مع الالتزام بالقواعد المالية للدوري الإنجليزي "الربح والاستدامة"، والتي تلزمها بألا تزيد خسائرها عن 105 ملايين جنيه إسترليني خلال آخر ثلاث سنوات.
نيوكاسل يونايتد المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وأستون فيلا الذي يمتلكه الملياردير المصري ناصف ساويرس، مع أندية إيفرتون وتشيلسي، وقعوا تحت طائلة التهديد بعقوبات خصم النقاط، بسبب خرق قواعد الربح والاستدامة الذي طال إيفرتون ونوتنغهام فورست الموسم الماضي.
بحسب "بي بي سي" سبورت، أنفقت أندية الدوري الإنجليزي خلال الأيام الأربعة الأخيرة من نهاية السنة المالية نحو 245 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من إجمالي ما تم إنفاقه في سوق انتقالات يناير الماضي، والذي بلغ 100 مليون جنيه إسترليني.
نيوكاسل والحرب ضد الوقت
عندما استيقظ مسؤولو نيوكاسل يونايتد في وقت مبكر من صباح السبت، قبل أقل من 48 ساعة على نهاية يونيو، كانوا لا يزالون يواجهون احتمالاً مرعباً بوجود فجوة مالية تزيد عن 50 مليون جنيه إسترليني (63.2 مليون دولار)، وإلا فإن خصم النقاط، الذي كانوا يخشونه منذ أسابيع ويتمنون تجنبه، قد يصبح واقعاً.
خسر نيوكاسل نحو 73.4 مليون جنيه إسترليني في العام المالي المنتهي في 30 يونيو 2023، رغم زيادة إيراداته بنسبة 39% لتتجاوز 250 مليون جنيه إسترليني، وفق التقرير المالي الصادر عن النادي، كما أن خسائره بلغت 70.7 مليون جنيه إسترليني بعد استقطاع الضرائب للعام المالي المنتهي في 30 يونيو 2022.
إدارة النادي دخلت في حرب ضد الوقت، كان لابد لهم من ايجاد طريقة للخروج من هذا المأزق، وصلت إلى حد مناقشة عرض لاعبيين أساسيين مثل ألكسندر إيزاك وأنتوني جوردون للبيع، وعلى الرغم من أن النادي كان متمسكاً بإبقاء إيزاك بأي ثمن، إلا أنه عرض جوردون على ليفربول، لكن الصفقة لم تتم.
بحسب "ذا أثلتيك"، وصفت العديد من الشخصيات البارزة هذا الأسبوع بأنه الأصعب في مسيرة النادي، وشعر الجميع في نيوكاسل بالتوتر قبل أن ينجح في اللحظات الأخيرة، في بيع لاعب الوسط إليوت أندرسون إلى نوتنغهام فورست مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة لبيع يانكوبا مينته إلى برايتون مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، والتوصل إلى اتفاق للسماح للمدير الرياضي دان أشوورث بالانتقال إلى مانشستر يونايتد.
النادي المملوك سعودياً لم يتجنب فقط خرق قواعد "الربح والاستدامة"، لكنه تجنب كذلك التفريط في نجومه الذين يبني عليهم المدرب إيدي هاو مشروعه مع النادي.
خطة أغنى رجل في مصر
ناصف ساويرس، أغنى رجل في مصر ومالك نادي أستون فيلا الذي هاجم بقوة القواعد المالية للدوري الإنجليزي، حاول في البداية رفع الحد الأقصى للخسائر إلى 135 جنيه إسترليني بدلاً من 105 ملايين خلال آخر 3 سنوات، في الاجتماع السنوي لرابطة الدوري الإنجليزي بالأسبوع الأول من يونيو الماضي، لكن محاولاته باءت بالفشل.
سجل أستون فيلا خسارة قدرها 119 مليون جنيه إسترليني في حساباته الأخيرة المؤرخة في 31 مايو 2023، لذلك كان يتعين عليه التحرك بسرعة للامتثال بالقوانين، فقام النادي بتمديد عامه المالي من مايو إلى يونيو، كي يسمح لنفسه بالحصول على المزيد من الوقت، والقدرة على التحرك في بيع اللاعبين خلال نافذة الانتقالات التي بدأت في 14 يونيو بإنجلترا، بحسب صحيفة "برمنغهام لايف".
أنجز أستون فيلا مع إيفرتون وتشيلسي صفقات تبادلية مشتركة للاعبين شبان، استغلالاً لثغرة أنه حال نجاح أي نادٍ في بيع لاعبين من الأكاديمية، يتم تسجيل مبلغ الصفقة بالكامل في خانة الأرباح، وهو ما يساعد الأندية على تحقيق التوازن بين الإنفاق والأرباح.
الأمر سبّب قلقاً لرابطة الدوري الإنجليزي، التي حذرت الأندية من أنها ستراجع الصفقات، وستلزم النادي البائع بإعادة الأموال الزائدة عن القيمة الحقيقية للصفقة.
يوم الأحد، اكتملت صفقة انتقال دوغلاس لويز من أستون فيلا إلى يوفنتوس مقابل 42.35 مليون جنيه إسترليني في المقابل ضم الجناح الإنجليزي صامويل إلينغ جونيور واللاعب الأرجنتيني إنزو بارينيشيا من يوفنتوس بحوالي 18.5 مليون جنيه إسترليني، لينجح أستون فيلا في عبور الأزمة.