بلومبرغ
تحولت المملكة العربية السعودية إلى لاعب رئيسي في سوق انتقالات كرة القدم مع تحقيقها قفزات كبيرة لتصل إلى مصاف الكبار مثل إسبانيا وإيطاليا، وذلك في ضوء حجم الإنفاق المالي في موسم الانتقالات الأخير.
أنفقت الأندية السعودية 875.4 مليون دولار لجلب لاعبين أجانب في الفترة من 1 يونيو إلى 1 سبتمبر، وفقاً لأحدث بيانات أعلنها "الفيفا"، مع تصدر الأندية الإنجليزية، بإنفاق 1.98 مليار دولار، خلال نفس الفترة.
ما حدث في موسم الانتقالات الأخير يعد تغيراً جذرياً عما كان عليه قبل عام عندما كانت المملكة خارج تصنيف الـ10 الأكثر إنفاقاً.
وتؤكد الخطوات التي يتخذها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السعي إلى تنويع الاقتصاد ليشمل الرياضة والسياحة وجعل البلاد أقل اعتماداً على النفط.
شهد العام الجاري انتقال النجم البرازيلي نيمار وكريم بنزيما الفائز بالكرة الذهبية وقائد نادي ليفربول السابق جوردان هندرسون إلى السعودية بعقود مالية كبيرة.
جاءت التعاقدات بعد وصول الأيقونة البرتغالية التي غيرت قواعد اللعبة كريستيانو رونالدو إلى الدوري السعودي للمحترفين أواخر عام 2022.
صندوق الاستثمارات العامة
يرجع جزء أساسي من الطفرة الكروية في المملكة العربية السعودية، والتي يقول بعض النقاد إنها محاولة لتحسين الصورة، إلى قرار نقل السيطرة على أربعة أندية في الدوري السعودي للمحترفين إلى صندوق الاستثمارات العامة المدعوم من الدولة.
وتبدي السعودية اهتماماً بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولكن تقرير "الفيفا" لعام 2023 سلط الضوء على أن تضع المملكة أولوية لتطوير المواهب.
حققت السعودية 15.7 مليون دولار فقط من بيع اللاعبين في الفترة من 1 يونيو إلى 1 سبتمبر، لتحتل المرتبة 34. ويُذكر أن نافذة انتقالات الدوري السعودي للمحترفين اُغلقت رسمياً في 7 سبتمبر.
وقال ريتشارد ماسترز، رئيس رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، إنه غير متخوف من إنفاق المملكة العربية السعودية في ظل العائدات المحلية الضئيلة من اللعبة هناك. مضيفاً، "لا يمكنك الاستمرار بالاستثمار قبل رؤية الإيرادات للحصول على منافسة ناجحة".
قال ماسترز في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً، إن الأندية الألمانية حققت 1.11 مليار دولار من مبيعات اللاعبين هذا الصيف وهو الرقم الأكبر هذا العام، بينما الأندية الإنجليزية جاءت في المرتبة الثانية بإجمالي إيرادات 956.2 مليون دولار، ثم فرنسا بقيمة 887.8 مليون دولار وإيطاليا 886 مليون دولار.
على جانب آخر انعكس الاهتمام بكرة القدم النسائية وبطولة كأس العالم للسيدات الأخيرة، على عقود الانتقالات التي قفزت 141% منذ منتصف عام 2022، وإن كانت فقط بقيمة 3 ملايين دولار. حيث تم تسجيل 829 عقداً لانتقالات اللاعبات في الفترة بين 1 يونيو و1 سبتمبر، بزيادة 19% بحسب تقرير الفيفا.