بلومبرغ
توقع قائد فريق إنجلترا للكريكيت بن ستوكس أن تواصل المملكة العربية السعودية إحداث تحوّل في الرياضة، بفضل قدراتها المالية، وأن تكون رياضته هي التالية على خط التحول، إذا تم عرض عقود كبيرة للاعبين.
بعد تأسيس دوري "ليف غولف" الذي أثار جدلاً، واستقطاب نجوم بارزين، مثل كريستيانو رونالدو ونيمار لأندية كرة القدم السعودية؛ توجه المملكة أنظارها نحو لعبة الكريكيت؛ فقد قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للكريكيت الأمير سعود بن مشعل آل سعود، إنه يريد تحويل البلاد إلى "وجهة عالمية للكريكيت".
ستوكس الذي يعتبر أحد أفضل اللاعبين في العالم، قال في مقابلة: "لا يمكن التنافس مع المال، خاصة الأموال التي تضخها السعودية لأشخاص معيّنين"، مضيفاً: "يمكن أن يكون الناس في مراحل مختلفة من حياتهم، وفي نقاط مختلفة بحياتهم المهنية، حيث يفاضلون بين الأشياء وفقاً لأهميتها".
من أكثر الألعاب شعبية
تعد لعبة الكريكيت الرياضة الأكثر شعبية في العالم بعد كرة القدم، وهي تكتسب زخماً في أماكن مثل الولايات المتحدة، إذ بدأ الدوري الجديد للتو الذي يضم فرقاً مدعومة من مليارديرات بارزين. كما تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً على إحداث تغييرات جذرية في اللعبة من خلال الدوري الجديد الخاص بها (في إشارة إلى دوري تي 20 الدولي).
يعد الدوري الهندي الممتاز حالياً الأكثر ربحاً، ويجذب العديد من اللاعبين بمن فيهم ستوكس. لكن هذا قد يتغير نظراً للقوة المالية التي تتمتع بها السعودية.
قام صندوق الاستثمارات العامة، الذي كان وسيلة مهمة في مسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط، بضخ الأموال في سباقات "فورمولا 1"، والملاكمة، والغولف، وكرة القدم. كما استحوذ على نادي "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي، ودفعه إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عقدين.
اقرأ المزيد: الاستثمار السعودي "الرصين" يصعد بنادي نيوكاسل لدوري أبطال أوروبا
بطولة سعودية
أفادت الصحيفتان الأستراليتان "سيدني مورنينغ هيرالد" و"ذا ايج" في وقت سابق من هذا العام بأن السعودية تدرس إطلاق بطولة كريكيت مربحة خاصة بها، لجذب أكبر اللاعبين في هذه الرياضة. وأعلنت شركة النفط العملاقة "أرامكو السعودية" العام الماضي عن شراكة مع الهيئة العالمية التنظيمية للكريكيت، وسترعى كأس العالم المقرر أن يبدأ في أكتوبر.
اقرأ أيضاً: السعودية تستثمر 100 مليون دولار في دوري "PFL" القتالي
ستوكس قال إن عالم الرياضة بأكمله يمكن أن يتغير في السنوات المقبلة. مضيفاً: "أعتقد أن السعودية على مدى السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، ستكون مثيرة للاهتمام لمعرفة أين ستأخذ الرياضة. ليس بالنسبة للكريكيت وكرة القدم والرغبي والغولف فقط؛ بل سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يتغير عالم الرياضة بالفعل".
استثمار ستوكس الرياضي
عندما يتعلق الأمر بالمال، يضع ستوكس عينه أيضاً على الاستثمار. كان يتحدث مع "بلومبرغ" عبر "زووم" الأسبوع الماضي، بعدما كُشف أنه أحد الرياضيين الذين يدعمون شركة جديدة لرأس المال الجريء بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني (51 مليون دولار)، تسمح لنجوم الرياضة بالتعاون والاستثمار في الشركات الناشئة التي تتعامل مع المستهلكين.
وقال ستوكس إن ربط نفسه بالشركات الناشئة سيساعدها على الازدهار.و قارن دوره بما فعله ممثل هوليوود رايان رينولدز، الذي أعاد إحياء نادي "ريكسهام" لكرة القدم، بعد شراء الفريق الويلزي مع زميله الممثل روب ماكيلهيني في عام 2020، وأنشأ قاعدة جماهيرية جديدة تماماً في الولايات المتحدة من خلال مسلسل تلفزيوني على "ديزني+".
نبّه ستوكس الشريك في "صندوق اللاعبين" الجديد إلى أن "ريكسهام" ليس فريقاً رائعاً، "لكن الجميع يعرف الآن من هم بسبب رايان رينولدز". وتابع: "أعتقد أن الناس يفهمون، في الواقع يمكنني استخدام مسيرتي لتحقيق شيء ناجح. هذا ليس تعجرفاً، وليس غروراً. في الواقع؛ هذه حقيقة الأمر".
اقرأ أيضاً: ميركاتو الشرق: منافسة سعودية بين "الهلال" و"الأهلي" على ضم المغربي أوناحي
لعب النجم العالمي البالغ من العمر 32 عاماً، دوراً رئيسياً في فوز إنجلترا بكأس العالم في عام 2019، وساعد في تحويل فريق "تيست كريكيت" (شكل من أشكال اللعبة يتم لعبها على المستوى الدولي بين فرق تمثل الدول الأعضاء كاملة العضوية في المجلس الدولي للكريكيت) المحاصر منذ أن أصبح قائداً له في أبريل من العام الماضي. تعافت إنجلترا، لتتعادل في سلسلة "Ashes" هذا الصيف ضد أستراليا، وهي أقدم منافسة لها في "تيست كريكيت".
تم تنظيم صندوق اللاعبين من قبل لاعب كرة القدم السابق فيرغوس بيل وشقيقه رواري، لاعب الرغبي السابق. وسيستثمر الصندوق في الشركات الناشئة التي تتعامل مع المستهلك، مع التركيز على أربعة مجالات: مستقبل الرياضة، ووسائل الإعلام في العصر الجديد، والمجتمعات الرقمية، والتجارة الذكية.
ومن بين المشاركين الآخرين في الصندوق زميل ستوكس في الفريق جوس باتلر، ولاعب الكريكيت الإنجليزي المتقاعد حديثاً ستيوارت برود، فضلاً عن لاعبي كرة القدم كريس سمولينغ، وسيرج غنابري، وهيكتور بيليرين مورونو.
انهيار "أوجا"
إن وجود داعم كبير ليس ضماناً للنجاح، كما اكتشف رحيم سترلينغ هذا الشهر. تم الكشف عن لاعب كرة القدم الإنجليزي في شهر مارس، باعتباره مستثمراً وسفيراً للعلامة التجارية لشركة "أوجا" (Oja)، وهي شركة ناشئة لتوصيل الطعام عبر الإنترنت، لكن الشركة انهارت بالفعل. وأدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى ضغط شديد على الشركات الناشئة غير المربحة.
هناك حوالي 20 رياضياً في صندوق اللاعبين، وقد تمت تسمية سبعة منهم فقط، علماً أن جميعهم من الرجال، على الرغم من أن رسالة ستوكس هي مراقبة هذه المساحة. إذ قال: "ليس هناك شك في أن الرياضة النسائية تطورت كثيراً خلال السنوات الخمس الماضية على وجه الخصوص"، و"نعلم جميعاً أن كل شيء سيصبح أفضل إذا انخرطت النساء فيه، ويمكنهن القيام بأشياء لا يمكن للرجال القيام بها. نريد جلب نساء إلى عالم أعمالنا".
أصبح ستوكس مليونيراً من اللعب في الدوري الهندي الممتاز، لكنه لم يجب عما إذا كانت البطولة السعودية ستغريه. ما يعرفه هو أنه ستكون له مشاركة جزئية في اللعبة.
وقال ستوكس: "أعلم أن بعض الرياضيين تقاعدوا للتو، ولن يعودوا إلى الملاعب مرة أخرى. لكنني لا أعتقد أن هذا سيكون مصيري، إذ سأظل مرتبطاً باللعبة بطريقة أو بأخرى، بينما أقوم أيضاً بهذا النوع من الأشياء".