اندماج عمالقة الغولف قد يجذب أنظار مكافحي الاحتكار

الجهات المختصة في أميركا وأوروبا قد ترغب في معرفة تأثير الشراكة على اللاعبين والرعاية وحقوق البث

time reading iconدقائق القراءة - 15
شعار \"ليف غولف\" خلال بطولة ماياكوبا في بلايا ديل كارمين، المكسيك، بتاريخ 25 فبراير 2023 - المصدر: بلومبرغ
شعار "ليف غولف" خلال بطولة ماياكوبا في بلايا ديل كارمين، المكسيك، بتاريخ 25 فبراير 2023 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تجنبت رابطة لاعبي الغولف المحترفين ومنافستها المدعومة من السعودية "ليف غولف" (LIV Golf) وصف شراكتهما المقترحة بأنها اندماج، لكن إعلانهما المفاجئ يثير مخاوف جدّية لدى جهات إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

قال الأشخاص الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أثناء مناقشة أمور غير معلنة، إن التحالف يُنظَر إليه على أنه غير واقعي ومحفوف بالمخاطر، من ضمنها خلق احتكار كبير في قطاع لم يشهد منافسةً إلا مؤخراً.

بعد خلاف قانوني عنيف استمر قرابة عام، قالت بطولتا الغولف المتنافستان، إنهما ستنضمان إلى "دي بي وورلد تور" (DP World Tour)، حلبة الغولف الأوروبية، لدمج أعمال الأطراف الثلاثة وحقوقهم المتعلقة بالغولف في كيان تجاري جديد. وستنهي هذه الاتفاقية الدعاوى القضائية الجارية لمكافحة الاحتكار بين الرابطة و"ليف غولف"، رغم أن الشروط النهائية للصفقة، بما في ذلك الأمور المالية، لا تزال قيد الإعداد.

تأثير الشراكة على اللاعبين والرعاية

الكيان الجديد الهادف للربح يضم ثلاثاً من أكبر جولات الغولف في العالم، وسيقترح تنسيق الجوانب الرئيسية لأعمالها التي تتنافس عليها حالياً، وفق ما قاله الأشخاص.

رجح الأشخاص أن يرغب القائمون على تنفيذ المنافسة في معرفة كيف ستؤثر الشراكة المقترحة على اللاعبين، والرعاية وحقوق البث. وقالوا إنه من المؤكد أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة -حيث يوجد مقر "دي بي وورلد تور"- ستطرحان تساؤلات، كما قد ترغب سلطة المنافسة في الاتحاد الأوروبي في الحصول على معلومات أيضاً.

أضاف الأشخاص أن وزارة العدل الأميركية- التي كانت تحقق بالفعل في نزاع رابطة لاعبي الغولف المحترفين و"ليف غولف"- ستراجع الصفقة المقترحة، بدلاً من لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، التي تتولى غالباً (قضايا) الدوريات الرياضية.

جهات الاختصاص

أجرت وزارة العدل مقابلات مع العديد من لاعبي الغولف الذين علَّقت الرابطة مشاركتهم بسبب انضمامهم إلى الجولة المنافسة، كجزء من التحقيق الحالي.

من جانب آخر، رسخت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة مكانتها كلاعب عالمي في عالم المنافسة بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وتحقق الوكالة بالفعل مع جهات البث الرياضية، بما في ذلك "سكاي غروب" التابعة لـ"كومكاست كورب"، بشأن بث محتوى رياضي في المملكة المتحدة.

المفوضية الأوروبية، وهي هيئة تنظيم المنافسة في الاتحاد الأوروبي، رفعت دعوى قضائية في السابق ضد الاتحاد الدولي للتزلج على الجليد بسبب قواعده الأهلية للاعبي التزلج السريع. كما تنظر أعلى محكمة في أوروبا أيضاً في قضية ما إذا كان بإمكان الهيئات الحاكمة لكرة القدم، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا، تقييد اللاعبين من المشاركة في البطولات المنافسة.

قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنه إذا كان بالصفقة طرف من الاتحاد الأوروبي، فالأمر متروك للشركات للإبلاغ عن الصفقة. ورفض ممثلو وزارة العدل، ولجنة التجارة الفيدرالية، وهيئة المنافسة والأسواق التعليق.

محامو مكافحة الاحتكار

لم يشارك أي محامٍ مختص بمكافحة الاحتكار في مناقشات الرابطة و"ليف غولف"، والتي ركزت على كيفية تطوير الابتكار بالرياضة وإيصال اللعبة إلى الجماهير الأصغر سناً، وفقاً لشخص مطلع على المحادثات.

وقال شخص طلب عدم نشر اسمه خلال وصف المفاوضات السرية إن الرابطات لا تتوقع أن تتطلب الصفقة، التي تم وصفها بالمشروع المشترك، مراجعة اندماج تقليدية، وألمح إلى أن المنظمين الثلاثة لجولات الغولف لديهم اتفاق مكتوب، كما أن بعض الجوانب لم يتم تحديدها بعد.

أوضح خبراء مكافحة الاحتكار أن هذه التفاصيل ستكون أساسية لمراجعة وزارة العدل للصفقة.

تجنب رئيس الرابطة جاي موناهان الأسئلة المتعلقة بمخاوف مكافحة الاحتكار المحتملة من الشراكة. وقال في مقابلة مع "سي إن بي سي": "كل لاعب محترف في لعبة الغولف للرجال سيكون لديه المزيد من الفرص والمزيد من النمو، وسوف ننمي لعبتنا، فكل هذا إيجابي".

تباين الأراء حول صفقة الاندماج

أعتبر ستيفن روس، الأستاذ بجامعة ولاية بنسلفانيا للقانون، صفقة الاندماج امتداداً لسلسلة من جهود محتكري المسابقات الرياضية للحفاظ على هيمنتهم عبر احتواء منافسيهم، قائلاً" لا يختلف جاي موناهان عن جون روكفيلر، الذي أوقف محطات الوقود المستقلة عن العمل ثم حوّلها إلى ستاندرد أويل".

أضاف روس، الذي يشغل أيضاً منصب المدير التنفيذي في مركز ولاية بنسلفانيا لدراسة الرياضة في المجتمع، أنه بدون معرفة تفاصيل الاتفاقية، من الصعب التنبؤ بكيفية تحرّك وزارة العدل. فعلى سبيل المثال، ربما تكون الشروط التي قد تمنع لاعبي الغولف من المشاركة في جولة جديدة، تدعو للقلق، على حد قوله.

من جهتها، قالت جودي بلسم، أستاذة القانون الرياضي في كلية بروكلين للحقوق، إن محامي مكافحة الاحتكار بالوكالة قد يطلبون إجراء تغييرات أو تعديل بعض التفاصيل. لكنها توقعت أن تستمر الشراكة في النهاية.

أضافت بلسم، المحامية السابقة لدى الرابطة الوطنية لكرة القدم: "لا يريد الناس أن تستمر هذه المعركة، بما في ذلك المنظمين- فهم يرغبون في رؤية لاعبي الغولف يتنافسون مع بعضهم البعض دون أي عوائق".

شراكة أم اندماج؟

حتى لو جادلت الرابطة و"ليف غولف" بأن الصفقة ليست اندماجاً، بل شراكة، فالأمر قد لا يهم وزارة العدل التي فازت مؤخراً بقضية ضد تحالف "أميركان إيرلاينز غروب" و"جت بلو إيروايز" من خلال القول إنها كانت "اندماجاً فعلياً". تخطط "أميركان إيرلاينز" للطعن على القرار الذي يطالبها بفك الشراكة.

تقدم شركة المحاماة "روسن آند كاتز وليبتون ووتشتل" خدمات الاستشارات للجولة بشأن الصفقة. لكن "ليف غولف" لم تمثلها شركة استشارات قانونية خارجية خلال المناقشات. يركز جميع محامي "ووتشيل" الثلاثة في الفريق، بمن فيهم هيرليهي الذي يشغل منصب رئيس مجلس سياسة الرابطة، على عمليات الاندماج والاستحواذ، وليس مكافحة الاحتكار.

اندماجات رياضية سابقة

اندماجات الدوريات الرياضية الاحترافية أمر نادر الحدوث. وكان آخر حدث رئيسي في الولايات المتحدة في عام 1979 عندما صوَّت اتحاد الهوكي الوطني لدمج امتيازات رابطة الهوكي العالمية.

يتم تنظيم الهوكي، مثل الرياضات الجماعية الأخرى مثل كرة السلة وكرة القدم والبيسبول، على شكل اتحادات أو مشاريع مشتركة تضع القواعد للمناطق واللاعبين والعقود للتلفزيون والراديو.

أمّا دوري البيسبول الرئيسي، فهو الوحيد الذي يتمتع بإعفاء من قوانين مكافحة الاحتكار الأميركية، الذي منحته المحكمة العليا منذ أكثر من قرن.

بالمقارنة، في رياضات مثل الغولف وكرة المضرب، حيث يتنافس اللاعبون بشكل فردي في البطولات، غالباً ما يضع كيان واحد مثل الرابطة قواعد المشاركة. ومع ذلك، ركزت سلسلة حديثة من قضايا مكافحة الاحتكار في الرياضة بالولايات المتحدة على كيفية تأثير التنافس بين بطولات الألعاب الفردية على اللاعبين.

في أوائل 2010، اشترت "زوفا" (Zuffa) مالكة بطولة "يو إف سي" (المملوكة الآن لشركة "إنديفور غروب هولدينغز" الإعلامية) أكبر منافس لها في فنون القتال المختلطة، "سترايك فورس".

رغم أن لجنة التجارة الفيدرالية لم تطعن على الصفقة، رفعت مجموعة من اللاعبين دعوى لاحقاً، بحجة أن الاندماج سمح لـ"يو إف سي" بدفع جزء بسيط مما كان سيحصلون عليه في سوق أكثر تنافسية.

لا تزال الدعوى معلقة بعد أن منح قاضٍ فيدرالي حالة الدعوى الجماعية في عام 2020 إلى نحو 1200 من لاعبي القتال المختلط.

على الجانب الآخر، رفع عدد من الرياضيين حائزي الميداليات الذهبية الأولمبية دعوى أخرى لمكافحة الاحتكار ضد الهيئة الإدارية للسباحة بسبب القواعد التي منعتهم من المشاركة في دوري سباحة جديد، إلا أن محكمة فيدرالية في كاليفورنيا رفضتها في يناير.

تصنيفات

قصص قد تهمك