بلومبرغ
قد تقود طفرة المبيعات القياسية في الشريحة الأغلى من سوق العقارات العالمية حقبة الانتعاش في القطاع بعد كورونا، وتأتي دبي بمقدمة المرشحين للإفادة من هذه الطفرة.
مركز الأعمال في الشرق الأوسط، هي المدينة الأحدث التي تشهد ما أطلقت عليه شركة "نايت فرانك" (Knight Frank) "تعافيا مدهشا بعد الوباء في مبيعات المنازل الفاخرة". ففي الأشهر الخمسة الأولى من العام، تمّ بيع 22 منزلا فخما بقيمة تفوق 10 ملايين دولار لكل منها، ما يشكل عدد الصفقات الأكبر منذ 2015، وأكثر من إجمالي العام الماضي الذي شهد بيع 19 منزلا.
العشرينات الصاخبة
تعكس دبي نهجاً لوحظ في المدن العالمية الأخرى، حسبما أفصحت شركة الاستشارات اليوم الأحد، حيث تباع المنازل في المناطق الأكثر ثراءً في لندن بأسرع وتيرة منذ سبع سنوات، وفقا لبيانات شركة "لونريس" (LonRes).
ويرى فيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط في "نايت فرانك" أن "انتعاش سوق العقارات فائقة الفخامة في دبي يعكس اتجاهاً عالمياً أوسع، وهو ربما يشير إلى بداية فترة مشابهة لـ"العشرينيات الصاخبة" في سوق العقارات العالمية".
مُضيفاً: "تُعدُّ الشريحة الأعلى الفاخرة مقياساً ممتازاً للمعنويات في السوق بشكل عام. ومن الواضح أن مشتري المنازل يتدفقون بثقة عندنا، يتعلق الأمر بسوق المنازل الفاخرة في الإمارة".
معظم صفقات المنازل في أعلى شريحة سعرية كانت على الجزيرة الاصطناعية نخلة جميرا، بإجمالي 770 مليون دولار، تمّ دفعها مقابل عقارات يتجاوز سعر كل منها 10 ملايين دولار في الفترة ما بين يناير ومايو، وفقا لـ"نايت فرانك".
النشاط الاقتصادي في دبي، خاصة السياحة، تعافى خلال الأشهر الستة الماضية مع تنفيذ الإمارة إحدى أسرع حملات التطعيم باللقاحات المضادة لكورونا، بموازاة فتحها الأبواب للزوار الأجانب في وقت أبكر من معظم الدول الأخرى.
لكن حتى في الوقت الذي تزدهر فيه العقارات الفاخرة في دبي، تعاني المكوّنات الأخرى للقطاع في الإمارة، إذ يُعيد المطورون العقاريون المرتبطون بالحكومة مثل "ليمتلس" و"ميدان" هيكلة ديونهم، بينما تسعى واحدة من أكبر الشركات العقارية "داماك" إلى شطب أسهمها من البورصة بعد الخسائر الفادحة، وأجّل مؤسس ورئيس "داماك" حسين سجواني الخطوة الشهر الحالي عندما بدأت الجهات التنظيمية مراجعة للصفقة.
تجدر الإشارة إلى أن "نايت فرانك" حذرت مؤخراً من أن تخمة العقارات المتتالية في دبي منذ سنوات قد تستمر أيضاً في الضغط على قيمة المنازل السكنية الراقية.
مشترون مختلفون
رغم أوجه التشابه بين المدن الرئيسية حول العالم، إلاّ أن هناك أيضاً اختلافات واضحة.
تُظهر أرقام "نايت فرانك" أن البريطانيين هم من يقودون السوق في أغنى مناطق لندن، حيث تبلغ نسبة المشترين البريطانيين حاليا 62%، وهي أعلى نسبة في عقد من الزمن على الأقل.
على النقيض، برزت دبي - التي يمثل الأجانب فيها حوالي 90% من السكان - كملاذ مع فرار مشتري المنازل من الأثرياء من الإغلاقات بسبب فيروس كورونا في أوروبا وأماكن أخرى.
إنما نظراً لمعاناة القطاع العقاري في المدينة من زيادة في المعروض، ما أدى إلى انخفاض القيم بأكثر من الثلث منذ عام 2014، فقد يكون من الصعب الحفاظ على الطلب على المنازل الفاخرة، بينما تكافح الإمارات العربية المتحدة، التي تُعدُّ دبي جزءاً منها، لخفض عدد الإصابات بفيروس كورونا الذي أبقى الدولة على القائمة الحمراء لبريطانيا.
وتمتلك دبي أكثر من 42 ألف منزل قيمة كل منها مليون دولار أو أكثر، وهي في المرتبة الثانية بعد لندن، وفقاً لشركة "نايت فرانك"، ومع ذلك، فإن أسعار العقارات السكنية الرئيسية في دبي أرخص بكثير مما هي عليه في لندن أو نيويورك أو سنغافورة.
لكن دوراني يؤكد أن "معنويات المستثمرين تأثرت بوضوح من الطريقة التي أدارت بها دبي تأثير الوباء.. ويضع أثرياء العالم أعينهم بقوة على المدينة".