بلومبرغ
اتخذت الصين خطوات جديدة لإنعاش سوق العقارات أظهرت تأثيراً فورياً، وفقاً لتقارير تشير إلى مبيعات قوية، واهتمام كبير من المشترين خلال العطلة التي استمرت أسبوعاً في البلاد. ومع ذلك، لا يزال السؤال المثار هو ما إذا كان هذا الانتعاش سيستمر أم لا.
في المدن التي أطلقت مشاريع سكنية تقدم عروضاً ترويجية، ارتفعت زيارات المشترين المحتملين بنسبة لا تقل عن 50% مقارنة بالعام الماضي، بحسب تقرير لقناة "سي سي تي في" (CCTV) الإخبارية نقلاً عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية. وطرحت حوالي 130 مدينة في 20 مقاطعة مختلفة مزايا متنوعة لجذب المشترين.
في بكين، تضاعفت نوايا شراء المنازل الجديدة خلال الأيام الثلاثة الأولى من أكتوبر، حسبما أفادت القناة الوطنية. وفي مدينة شنتشن، قفزت مبيعات المنازل الجديدة أكثر من 10 أضعاف خلال الأيام الستة الأولى من الشهر، في حين تضاعفت معاملات المنازل المباعة أكثر من ثلاث مرات، حسبما أفاد تقرير من "كايلين" استناداً إلى بيانات شركة "شنتشن سينتالاين للعقارات". كما أعلن وكلاء العقارات في شنغهاي سياسة "عدم وجود ساعات إغلاق" بعد زيادة عدد الزوار، وقام بعض المشترين في شنتشن بدفع مقدمات لشراء شقق دون مشاهدتها بشكل مباشر، وفقاً لتقرير صحيفة "سيكيوريتيز تايمز".
تحفيز حكومي
كتب محللون في شركة "سيتيك للأوراق المالية"، بمن فيهم تشين كونغ، في تقرير يوم الاثنين: "يبدو أن عدد الزوار إلى صالات العرض والمعاملات في المدن الكبرى قد ارتفع". وأضافوا: "هناك فرصة لتوقف انخفاض الأسعار في هذه المدن خلال هذا العام".
قبيل احتفالات اليوم الوطني، أعلنت السلطات عن مجموعة من السياسات لتعزيز قطاع العقارات، بما في ذلك خفض معدلات الرهن العقاري القائمة، ومتطلبات الدفعة الأولى لشراء المنزل الثاني. وعلى المستوى المحلي، كانت بكين وشنغهاي من بين المدن التي وسعت نطاق الأهلية لشراء العقارات.
ارتفعت أسهم المطورين الصينيين منذ الإعلان عن هذه التحركات، واستمرت الأسهم المتداولة في هونغ كونغ في الارتفاع، بينما كانت بورصات البر الرئيسي مغلقة. وارتفع مؤشر "بلومبرغ إنتليجنس" لأسهم العقارات الصينية بأكثر من الضعف منذ الإعلان عن التحفيز في 24 سبتمبر. ومن المقرر استئناف التداول في البر الرئيسي يوم الثلاثاء.
مزيد من الحوافز
على الرغم من التيسير العقاري، حذر بعض الخبراء من أن هناك حاجة إلى المزيد لتعزيز الانتعاش، بما في ذلك التركيز بشكل أكبر على إعادة توازن الاقتصاد نحو الاستهلاك المحلي.
وكتبت كريستي هونغ، محللة "بلومبرج إنتليجنس"، في تقرير: "إن التعافي القوي في الاقتصاد الحقيقي، الذي ينعكس في تحسن توقعات الوظائف والدخل، يعد المفتاح لتحول الثقة في الإسكان". وقالت إن المخاوف المستمرة بشأن المنازل غير المكتملة قد تدفع المشترين إلى تفضيل العقارات المباعة على العقارات الجديدة.
بينما "قد تكون مبيعات العقارات تحسنت" في أوائل أكتوبر، من المتوقع أن تشير البيانات الاقتصادية العامة إلى ضعف الزخم، وفقاً لاقتصاديي مجموعة "يو بي إس" (UBS) تاو وانغ ونينغ تشانغ. وذكروا أن السلطات قد تعلن عن حزمة مالية بعد العطلة أو في 18 أكتوبر، وهو الموعد المتوقع لإصدار أرقام الربع الثالث. ومن المقرر أن يعقد أكبر مُخطط اقتصادي في الصين مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء.
تشير توقعات محللي "تشاينا إندكس أكاديمي" (China Index Academy) إلى أن أحدث إجراءات التحفيز سيمنح سوق العقارات دفعة هامشية في الربع الرابع. ويتوقعون أن تنخفض المبيعات السنوية للمنازل حسب المساحة بنسبة تتراوح بين 15% و18% هذا العام.
قال المحللون: "يجب أن يبدأ تنفيذ الإجراءات في الفترة المبكرة من الربع الرابع". وأضافوا: "حينها فقط يمكن لهذه الإجراءات أن تدعم السوق بشكل مستقر حتى العام المقبل".