بلومبرغ
تقوم عائلة صينية بإثبات وجودها في هونغ كونغ من خلال اقتناص قطع من الأراضي، بالإضافة إلى صحيفة محلية بارزة.
أصبح "ووك ينغ شينغ" رئيس شركة "كايسا غروب القابضة" (Kaisa Group Holdings Ltd)، ومقرها مدينة "شنتشن" الصينية، واحداً من أكثر رجال الأعمال نشاطاً في هونغ كونغ، مع موجة من عمليات الشراء الجديدة.
وتؤكد تحركات "شينغ" على النفوذ المتزايد للنخب الصينية في المستعمرة البريطانية السابقة، حيث يظهر وضعها ودورها كمركز مالي عالمي، علامات على التراجع.
شراء العقارات والصحف
اشترت شركة "كايسا"أربعة مواقع في جميع أنحاء المدينة مقابل 7.1 مليار يوان (1.1 مليار دولار) في عام 2020، وفقاً لإفصاحات بالبورصة. كان أحد أحدث استثماراتها هو شراء حصة تُقدر بــ50% من قطعة أرض سكنية بقيمة 3.2 مليار يوان في حي "كاي تاك" الصاعد، والمملوك سابقاً لرجل الأعمال "بان سوتونغ".
تتجاوز طموحات العائلة فكرة شراء العقارات والممتلكات فقط؛ حيث وافقت "ووك هيو تينغ"، ابنة مؤسس الشركة، والتي هي في أواخر العشرينات من عمرها، على شراء حصة أغلبية في إحدى الصحف الأكثر انتشاراً في هونغ كونغ وهي جريدة "سينغ تاو نيوز"، في وقت سابق من هذا العام.
من المؤكد أن تواجد العائلة لا يزال ضئيلاً في قطاع العقارات المحلية مقارنة بعشرات الملاك منها، والذين يتحكمون في الصناعات المختلفة بداية من قطاع الاتصالات وحتى سلاسل المتاجر الكبرى.
ولكن على الجانب الآخر، فإن شركات بر الصين الرئيسي مهيأة لأن تصبح أكثر هيمنة؛ حيث أن سياسات الصين الحازمة الأخيرة في هونغ كونغ تُفسح المجال أمامها للنمو هناك.
ترحب الحكومة في بكين بمزيد من الشركات الصينية التي تتوسع في هونغ كونغ لتعزيز الوضع التجاري وخلق فرص عمل، وفقاً للخبير الاقتصادي في شركة "ناتيكسس"، جاري نغ، والذي يعتقد بأن تلك الشركات "ستُجند المزيد في هونغ كونغ على الصعيدين الاقتصادي والسياسي لمساعدة الحكومة على تدعيم الاستقرار في مواجهة الآثار السلبية للوضع الحالي".
ويعطي تدفق الأموال الصينية دفعة لسوق العقارات في هونغ كونغ، في وقت تتصاعد المخاوف من أن رأس المال قد يستنزف في المدينة.
انخفاض الطلب على المكاتب
كانت البنوك العالمية تتخلص من المساحات المكتبية (المُستأجرة) في المناطق التجارية المرموقة؛ بينما يفكر العديد من السكان في المغادرة إلى المملكة المتحدة بموجب سياسة التأشيرات الجديدة.
سجّل مقياس الطلب على المساحات المكتبية في المدينة أكبر انخفاض ربع سنوي على الإطلاق في الربع الأخير، حيث وصل صافي معدل "الإخلاء السلبي" إلى 900 ألف قدم مربع (600،83 متر مربع)، وفقاً لـ"كوشمان آند ويك فيلد".
وقالت شركة المليادير الصيني في بيان، إنها ترى أن هناك إمكانات سوقية جذابة في هونغ كونغ، إحدى المدن الأساسية في منطقة الخليج الكبرى. وتثق مجموعة "كايسا" بآفاق النمو في هونغ كونغ على المدى الطويل. وأضافت أن المجموعة ستواصل استكشاف فرص الاستثمار والأعمال في المنطقة بنشاط.
لكن متحدثة باسم الشركة العقارية قالت، إن شراء "ووك هيو تينغ" صحيفة "سينغ تاو نيوز" هو استثمار شخصي.
التوسع في نشاط العقارات
تأسست شركة "كايسا" في عام 1999، بعد عام من إضفاء الشرعية الرسمية على ملكية العقارات في الصين، وطورت الشركة من وضعها واسمها من خلال تجديد العقارات المهجورة، مثل "غوانغزو زونغينغ بلازا" المكون من 51 طابقاً.
في عام 2020، احتلت شركة "كايسا" المرتبة 25 من خلال المبيعات التعاقدية في الصين. لكن المطور لديه ماضٍ متقلب. ففي أواخر عام 2014، تم التحقيق معه بشأن صلات مزعومة بجيانغ زونيو، رئيس الأمن السابق في "شنتشن"، الذي أدين فيما بعد بالكسب غير المشروع، حسبما أفادت بلومبرغ في ذلك الوقت.
ومنعت الحكومة الصينية الموافقات على مبيعات العقارات والمشاريع الجديدة في شنتشن، وهي خطوة قيل إنها مرتبطة بالتحقيق. واستقال رئيس مجلس الإدارة"ووك" في ديسمبر 2014 قبل أن يعود بعد أربعة أشهر، وتعهد بنمو أسرع لشركته. ولم تتم معاقبة "كايسا" ورفعت السلطات قيود المبيعات، التي استنزفت التدفقات النقدية وجعلتها أول شركة عقارية صينية تتخلف عن سداد سنداتها المقومة بالدولار.
تخلفت "كايسا" عن سداد 6 سندات خارجية على الأقل بين عامي 2015 و2016 بقيمة إجمالية 2.5 مليار دولار، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
وقالت الشركة إنها تمول المشاريع الأربعة في هونغ كونغ بموارد داخلية وقروض بنكية. لكنها قالت في أواخر مارس إنها تصدر أسهماً لجمع 2.6 مليار يوان (334 مليون دولار) لشرائها مشروع عقاري في بكين.
تعتبر خلفية "ووك" وشركة العقارات التي أسسها مع إخوته أكثر تعقيداً من أباطرة الأعمال المحليين في هونغ كونغ، الذين لديهم تاريخ طويل من الاستقرار المالي.
وبلغ صافي نسبة الدين إلى حقوق الملكية 97% في "كايسا" في عام 2020، مقارنة بـ6.9% لشركة "سي كيه القابضة للأصول" (CK Asset Holdings)، و13.6% لشركة "صن هونغ كاي بروبيرتز" (Sun Hung Kai Properties)، وشركة "نيو ورلد للتنمية" (New World Development) التي تتمتع بمستوى أعلى بكثير من نظيراتها المحلية، لا تزال لديها نسبة أقل من "كايسا" عند 43%.
زيادة التواجد الصيني في "هونغ كونغ"
ليست شركة "كايسا" هي الوحيدة بين مطوري البر الرئيسي الذين يغامرون بدخول هونغ كونغ. فقد كان لدى مجموعة "تشاينا ايفرغراند" (China Evergrande Group)، و"تشاينا فانك" (China Vanke) العديد من المشاريع السكنية المعروضة للبيع في السنوات القليلة الماضية. واشترت "إيفرغراند" قطعة أرض ضخمة من شركة البناء المحلية "هينديرسون لاند للتنمية" قبل حوالي عام مع خطة لإنشاء أكبر قصر في المدينة.
نمت هيمنة الشركات الصينية في هونغ كونغ بشكل مطرد في العقد الماضي. ففي عام 2008، شكلت الشركات من البر الرئيسي أقل من 5% من مساحات مباني المكاتب المركزية من الدرجة الأولى. والآن، تستأجر هذه الشركات ما يصل إلى 30% في أكثر المناطق التجارية شهرة في المدينة، وفقاً لشركة "سافلس". وإذا اعتبرنا أن "كايسا" تمثل مرشدة للقطاع، فإن ذلك سيستمر في الارتفاع. وبحسب المحلل الاقتصادي "غاري نغ" "سيكون هناك المزيد من الشركات الصينية التي تبني وجوداً لها في هونغ كونغ".