بلومبرغ
اختارت دبي بنوكاً استثمارية من بينها بنك "الإمارات دبي الوطني كابيتال" و"جيه بي مورغان تشيس" للعمل على الطرح العام الأولي المزمع لشركة الإنشاءات "أليك" (ALEC)، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات ليست علنية، إن شركة "مويليس أند كو" (Moelis & Co) تقدم المشورة أيضاً لـ"مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية" المدعومة من الدولة بشأن بيع الأسهم الذي قد يتم في وقت أقربه النصف الثاني من هذا العام.
وأضافوا أن التفاصيل بما في ذلك الحجم والتوقيت لا تزال قيد المناقشة، ويمكن أن تتغير.
رفض ممثلو مجموعة "أليك"، وبنك الإمارات دبي الوطني، و"جيه بي مورغان" وشركة "مويليس" التعليق. ولم يرد متحدث باسم "مؤسسة دبي للاستثمارات" على الفور على طلب التعليق.
طرح "أليك للهندسة والمقاولات" للاكتتاب العام سيكون هو أحدث طرح في دبي، التي كانت تبيع حصصاً في شركات مملوكة للدولة على مدى العامين الماضيين في إطار جهودها لتعميق أسواق رأس المال.
نشاط الاكتتابات العامة
كان أحدث اكتتاب عام هو طرح شركة مواقف السيارات العامة في المدينة بقيمة 429 مليون دولار، التي قفز سهمها 26% عن سعر الطرح.
أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن الإمارة جمعت 9 مليارات دولار من ستة طروح أولية للاكتتاب العام منذ 2022. وكانت خطتها، التي كشفت عنها في نهاية 2021، تهدف إلى إدراج 10 شركات في إطار سعيها لمواكبة طفرة الطروح العامة الأولية في أبوظبي والرياض المجاورتين.
تجمع الحكومات في الخليج العربي التمويل بهدف تنويع اقتصاداتها بعيداً عن الوقود الأحفوري عبر إدراج الأصول المملوكة للدولة في البورصة، مما جعل المنطقة نقطة مضيئة لنشاط الاكتتابات العامة الأولية حتى مع تدهور ذلك النشاط في الأسواق الأخرى. واجتذبت هذه الصفقات طلباً قوياً سواء من المستثمرين المحليين أو الدوليين، حيث جذبتهم عوائد الأرباح الكبيرة التي تقدمها.
طفرة الإسكان
استحوذت "مؤسسة دبي للاستثمارات" على شركة "أليك" في 2017 من مجموعة الجابر، ومقرها في أبوظبي، وتعمل الشركة في تنفيذ مشروعات ترفيهية وتجارية وكذلك المطارات وغيرها، وفقاً لموقعها الإلكتروني. كما يشمل نشاطها أيضاً تنفيذ مشروعات سكنية وتجارية في الإمارات العربية المتحدة.
يأتي الإدراج المحتمل وسط انتعاش سوق الإسكان في دبي، حيث تقترب الأسعار من مستويات قياسية، وارتفعت الإيجارات إلى مستويات غير مسبوقة. وساعد تدفق المستثمرين الأثرياء وتخفيف قوانين التأشيرات وتيسير تصاريح العمل، على تحول القطاع من حالة الركود التي استمرت لسنوات طويلة.
كذلك ازدهرت سوق العقارات التجارية في المدينة، وارتفعت نسبة الإشغال إلى مستويات قياسية على عكس تراجع الطلب في مدن أخرى مثل لندن ونيويورك.
ومع ذلك، فإن لقطاع البناء في الإمارة تاريخاً من الرخاء والأزمات، إذ صُفيت شركة "أرابتك القابضة"، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، في 2020، بعد أن تراكمت ديونها مع تراجع الحكومات عن الإنفاق.
ومنذ ذلك الحين، عانت العديد من شركات المقاولات، التي ظهرت منذ أكثر من 10 سنوات مع فورة البناء التي اجتاحت دبي ودول الخليج العربي الأخرى، من التأخير في تنفيذ المشروعات وضعف هوامش الأرباح.