بلومبرغ
تعد هونغ كونغ ونيويورك وسان فرانسيسكو من بين ما لا يقل عن اثنتي عشرة مدينة رئيسية تتجه نحو المعاناة من انخفاض قيمة العقارات السكنية هذا العام.
ستسجل أكثر من نصف المدن العالمية الثلاثين التي تراقبها شركة "سافيلز" (Savills) نمواً سنوياً أبطأ في قيم رأس المال السكني في عام 2024، وفقاً لتقرير اطلعت عليه "بلومبرغ" مسبقاً. وبشكل عام، تتوقع الشركة العقارية أن يتباطأ النمو في قيم المنازل الراقية إلى 0.6% هذا العام من 2.2% في 2023، مع تسجيل أقل مكاسب منذ 2019.
تعمل أسعار الفائدة المرتفعة وعدم اليقين السياسي في هونغ كونغ على زيادة المبيعات مع ردع المشترين، ومن المرجح أن يؤدي هذا المزيج إلى انخفاض أسعار الوحدات السكنية الفاخرة بأكثر من 10% هذا العام، مما يجعلها السوق الأضعف التي تتبعها "سافيلز".
نقص المنازل وارتفاع أسعار الفائدة
قالت كيلسي سيلرز، الباحثة في "سافيلز": "رغم أن العقارات السكنية الفاخرة أقل مرونة في مجال الرهن العقاري من نظيرتها العادية، إلا أن ظروف الاقتصاد الكلي الأضعف ستؤثر على المعنويات. سيتبنى العديد من المشترين والبائعين المحتملين نهج الانتظار والترقب".
وأصبحت الأسواق في جميع أنحاء العالم عالقة بين تكاليف الاقتراض المرتفعة بشكل حاد، والتي من المرجح أن تستمر لفترة أطول، ونقص المنازل الذي يبقي الأسعار مرتفعة. وتسببت التقلبات في أن تشهد الأسواق السكنية الرئيسية، التي تغطي المناطق الأكثر ثراء في المدن العالمية، نمواً ضعيفاً في عام 2023 بعد ارتفاع الطلب بعد الوباء.
وإلى جانب هونغ كونغ، تشهد كل من نيويورك وسان فرانسيسكو أيضاً ضعفاً في الأداء، إذ تشهد الأولى عودة طفيفة إلى المكاتب، بينما لا تزال الأخيرة تعاني من الاضطرابات التكنولوجية. وتستعد المدن الصينية بما في ذلك شنتشن وقوانغتشو وهانغتشو أيضاً لانخفاضات حيث تكافح الحكومة لتحقيق الاستقرار في سوق العقارات المتقلبة في البلاد.
ارتفاع تكاليف الإيجار
ارتفعت قيم الإيجارات العالمية الرئيسية بنسبة 5.1% في عام 2023، متجاوزة القيم الرأسمالية في كل مدينة تقريباً تراقبها "سافيلز"، مدفوعة جزئياً بزيادة الطلب من المشترين المحتملين الذين يؤخرون عمليات الشراء حتى تستقر أسعار الفائدة. وشهدت لشبونة أعلى نمو في الإيجارات بين شهري يوليو وديسمبر من العام الماضي، حيث ارتفعت بمعدل 22% مع تجاوز الطلب العرض بعد تطبيق ضوابط الإيجار.
مع ذلك، فإن تخفيف الضغوط التضخمية يعزز آفاق مشتري المنازل في عام 2024. وقالت سافيلز إن احتمال قيام البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة هذا العام قد يؤدي بشكل مفاجئ إلى زيادة أسعار العقارات في الجزء الأخير من العام.
ومن المتوقع أن تشهد سيدني ودبي، اللتان تستفيدان من الزيادة في عدد سكانهما من ذوي الثروات العالية، نمواً في الأسعار يصل إلى 9.9% و5.9% على التوالي. وإلى جانب توقعات النمو في أمستردام وطوكيو، ساعد ذلك في الحفاظ على توقعات متوسط قيمة رأس المال عند مستويات إيجابية في المدن الثلاثين.
مع ذلك، فإن موجة الانتخابات المقرر إجراؤها فيما يقرب من 70 دولة في عام 2024 يمكن أن تقيد القيم في عدد أكبر من المدن الكبرى، وفقاً لـ"سافيلز".
وكتبت يلينا سفيتكوفيتش، مديرة الإسكان العالمي في "سافيلز"، في التقرير: "السنة المقبلة ستكون سنة انتخابات، مما يضيف طبقة إضافية من عدم اليقين إلى التوقعات. على هذا النحو، نتوقع مستويات أقل -ولكن لا تزال إيجابية- لنمو قيمة رأس المال في عام 2024".