بلومبرغ
يلجأ عدد متزايد من أغنى مشتري المنازل في لندن إلى خيار الإيجار بدلاً من الشراء، حيث تحد أسعار الفائدة المرتفعة والعراقيل الضريبية من شهية المستثمرين.
اشترى المليارديرات وأصحاب الملايين ما قيمته 340 مليون جنيه إسترليني (427 مليون دولار) من المنازل في لندن التي تزيد قيمة الواحد منها عن 15 مليون جنيه إسترليني بين يناير ويونيو، أي ما يعادل صفقتين في المتوسط شهرياً، وفقاً لتقرير صادر عن شركة وساطة العقارات الفاخرة "بوشامب إستيتس" (Beauchamp Estates) المستندة إلى بيانات من شركتي "لونريس" (LonRes) و"ويلث-أكس" (Wealth-X).
ويقل هذا المبلغ عن مبيعات النصف الأول من 2022 التي تخطت 400 مليون جنيه إسترليني، و514 مليون جنيه إسترليني في الستة أشهر التالية لإلغاء إغلاق كورونا خلال عام 2021.
في غضون ذلك، تم استئجار ما لا يقل عن 10 منازل فاخرة بقيم يزيد إيجارها عن 5000 جنيه إسترليني أسبوعياً في كل شهر من النصف الأول هذا العام، أي ما يقرب من ضعف المبلغ المسجل في 2022.
سوق العقارات في لندن تواجه رياحاً عكسية
قال جيريمي جي، المدير الإداري في شركة "بوشامب إستيتس": "لندن تتنافس مع مراكز الثروة الأخرى مثل دبي والريفيرا الفرنسية ومانهاتن على جذب أصحاب الملايين والمليارديرات، وتلعب العراقيل المحلية بما في ذلك أسعار الفائدة والضرائب واللوائح التنظيمية في الدولة دوراً مهماً في اتخاذ قرار في سوق العقار".
تباطأ قطاع العقارات في المملكة المتحدة هذا العام على إثر ارتفاع تكاليف الاقتراض وعدم اليقين الاقتصادي وأزمة تكلفة معيشة هي الأسوأ منذ جيل كامل. ورغم أن سوق الإسكان الفاخر في لندن معزولة أكثر عن مثل هذه الرياح المعاكسة، حيث عادة ما يكون المشترون فيها أقل اعتماداً على الديون، إلا أن معنويات القطاع تغلب عليها المشاعر السلبية وعدم اليقين السياسي مع استعداد البلاد لإجراء انتخابات عامة بحلول العام المقبل، ما يؤثر بالسلب على الطلب.
حذرت شركة "بوشامب إستيتس" من أن رسوم الدمغات، والتدقيق المتزايد في الشؤون المالية، واحتمال تشكيل حكومة من حزب العمال في الانتخابات المقبلة، والتي يجب إجراؤها في موعد لا يتجاوز يناير 2025، من بين المخاوف التي تقض مضجع المليارديرات الذين يتطلعون إلى شراء عقارات في المملكة المتحدة.
تفوق مبيعات العقارات في دبي
بلغ العائد على الشقق في دبي 7.34% هذا الصيف، في ظل ربط سعر الدرهم بالدولار وعدم تحصيل ضرائب على دخل الإيجار، وفقاً لمجموعة "سي بي أر إي" (CBRE). وبالمقارنة، بلغ متوسط العائد في لندن 4.18% في الربع الأول من العام الجاري. وفي منطقة وسط لندن الفاخرة، تدنى العائد عن ذلك المستوى بالغاً 3.6%.
مع ذلك، قامت مجموعة أصغر من المشترين المليارديرات بشراء منازل أكبر وأكثر تكلفة في لندن بين يناير ومايو، وارتفع متوسط المبلغ الذي تم إنفاقه على العقار إلى 30 مليون جنيه إسترليني مقارنة بـ21 مليون جنيه إسترليني في الفترة نفسها من العام الماضي. وجاء ذلك على خلفية تزايد حصة المشترين نقداً، والتي ارتفعت إلى 59% من جميع مشتريات المناطق الفاخرة في وسط لندن بين يناير ويوليو، مقارنة بـ47% في الفترة نفسها من عام 2022، حسبما ذكر التقرير.
إنفاق المليارديرات على العقارات
وفقاً للتقرير، يستثمر المليارديرات اليوم -الذين يعمل كثير منهم في مجال التمويل والتكنولوجيا- حوالي ثلث إجمالي ثرواتهم على العقارات السكنية. علاوة على ذلك، من المتوقع أن ينمو عدد الأفراد من ذوي الثروات الكبيرة بنسبة 28% بحلول عام 2026.
قال غاري هيرشام، المدير المؤسس لشركة "بوشامب إستيتس": "أظهرت أسواق العقارات الفاخرة مرونة ملحوظة، حيث ساعدت الحصة المرتفعة من المشتريات النقدية على تخفيف تأثير ارتفاع أسعار الفائدة، كما يعزز المشترون الأميركيون والصينيون وآخرون من هونغ كونغ نشاطهم في سوق العقارات بلندن بشكل ملحوظ".