بلومبرغ
تراجعت مبيعات المنازل في الصين بوتيرة متباطئة في أكتوبر، بعد تكثيف بكين جهودها من أجل دعم قطاع الإسكان.
انخفضت قيمة مبيعات المنازل الجديدة لدى أكبر 100 شركة عقارية بنسبة 27.5% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 406.7 مليار يوان (55.6 مليار دولار)، متراجعة من انخفاض نسبته 29.2% في سبتمبر الماضي، وفقاً لبيانات أولية من مؤسسة المعلومات العقارية الصينية اليوم الثلاثاء. ارتفعت المبيعات بـ0.6% على أساس شهري.
تسبب الركود العقاري في الصين منذ سنوات في تعطش المطورين للأموال، وتأخر إنجاز المنازل وحرمان الاقتصاد من محرك رئيسي. رغم أن أحدث البيانات الاقتصادية تشير إلى أن هدف النمو الحكومي البالغ حوالي 5% يمكن تحقيقه هذا العام، فقد ينخفض ذلك إلى 2.9% في عام 2024 إذا تعمقت أزمة العقارات، حسبما حذرت وكالة "إس آند بي غلوبال ريتينغز" في الأسبوع الماضي.
سعت الحكومة إلى وقف هذا الانخفاض في الأشهر الأخيرة من خلال الكشف عن إجراء تخفيضات جديدة في متطلبات الدفعة الأولى مع حث مؤسسات الإقراض أيضاً على خفض أسعار الفائدة على الرهون العقارية الحالية. على الرغم من ذلك، انخفضت أسعار المنازل في سبتمبر بأسرع وتيرة في عام تقريباً، ما يشكّل صفعة للمعنويات في دولة حظيت فيها العقارات لفترة طويلة بمكانتها كأحد المستودعات الرئيسية للثروة.
علامة فارقة
قال تشن ون جينغ، مدير الأبحاث المساعد في شركة" تشاينا إندكس هولدينغز" (China Index Holdings): "أسعار المنازل المنخفضة جعلت المشترين في مأزق. كان للتدابير الداعمة الحالية بعض التأثير في بعض أكبر المدن، لكن تأثير السياسة لا يبدو مستقراً".
أدت سياسات الإنقاذ الشاملة في نوفمبر من العام الماضي إلى التعافي بين شهري فبراير ومايو، الذي انحسر بعد إطلاق الطلب المكبوت.
شكّلت الأزمة العقارية علامة فارقة أخرى يوم الإثنين، عندما حصلت "تشاينا إيفرغراند غروب" (China Evergrande Group)، وهي شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم، على تأجيل أخير في جلسة تصفية ضدها. تعد فترة السماح بالتأجيل المقررة في 4 ديسمبر المقبل هي الأحدث في سلسلة من التأخيرات منذ بدء إجراءات التصفية العام الماضي.
تصاعدت التحديات التي تواجه "إيفرغراند" على جبهات متعددة. قالت الشركة في أواخر سبتمبر إن مؤسسها هوي كا يان يُشتبه في ضلوعه في جرائم، حيث ألقت الشرطة القبض عليه.
أما نظيرتها، وهي شركة "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings Co)، فقد اعتُبرت متخلفة عن سداد سندات بالدولار لأول مرة في 25 أكتوبر، مما يؤكد انزلاقها في محنة وسط أزمة ديون عقارية أوسع هزت ثاني أكبر اقتصاد في العالم.