المستثمرون الأجانب يضخون مليارات في صفقات الفنادق باليابان

time reading iconدقائق القراءة - 9
سيّاح يرتدون اللباس التقليدي في اليابان (كيمونو) في منطقة أساكوسا في طوكيو - المصدر: بلومبرغ
سيّاح يرتدون اللباس التقليدي في اليابان (كيمونو) في منطقة أساكوسا في طوكيو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يشهد الاستثمار الفندقي في اليابان طفرة بدعم من الازدهار السياحي وعودة الزوار الصينيين، وتسجيل الدولة الجزرية أعلى مستوى من التضخم في أربعة عقود.

أنفق المستثمرون الأجانب مليارَي دولار على صفقات الفنادق في اليابان عام 2023، وهو أكبر مبلغ مقارنة بأي قطاع آخر في العقارات التجارية الآسيوية، وفقاً لـ"إم إس سي آي ريل إيستايت" (MSCI Real Assets)، وهي قيمة أعلى من مستويات 2022 بأكمله، التي بلغت 1.4 مليار دولار.

الطلب القوي من الزوار على السكن وارتفاع الأسعار، يخلقان مشهداً مثالياً للاستثمار. وفي بيئة تضخمية، تتمتع الفنادق بالقدرة على تغيير أسعار الغرف في الوقت الفعلي لضبط الأسعار، ما يجعلها أكثر جاذبية من الشقق والمكاتب والمستودعات، إذ قد تظلّ أسعار الإيجار منخفضة لسنوات. علاوة على ذلك فإن ضَعف الينّ يزيد جاذبية اليابان للسياح والمستثمرين الباحثين عن صفقات جيدة.

وقال كيني هو، الرئيس التنفيذي لصندوق الأسهم الخاصة "إينفيجين إنفستمنت مانجمنت" (Envision Investment Management)، ومقره تايبيه ويركز على الاستثمارات العقارية ذات القيمة المضافة في اليابان وتايوان: "نحن نبحث بنشاط عن فرص استحواذ جديدة". وأشار إلى أنه "مع جذب قطاع السياحة في اليابان عدداً متزايداً من الوافدين الدوليين، سيكون قطاع الفنادق قادراً على النمو والتنوع، لتلبية أنواع مختلفة من الطلب على السكن".

إنفاق أعلى

مقارنة بما قبل وباء كورونا، ينفق زوار اليابان أكثر. ويذهب معظم هذه الأموال إلى السكن والضيافة، وفقاً لبيانات الإنفاق الصادرة عن وكالة السياحة اليابانية. وبعد سنوات من الانكماش، تتزايد الأسعار الأساسية التي تستثني أسعار الطاقة والموادّ الغذائية الطازجة، بأسرع وتيرة منذ عام 1981.

تشير هذه العوامل إلى أن للتوسع في قطاع الفنادق مجالاً أكبر. لا يزال عدد زوار اليابان ونسب إشغال الفنادق أقلّ من مستويات عام 2019، لكن متوسط سعر الغرفة اليومي في النصف الأول من السنة كان أعلى بنسبة 16% من أسعار النصف الأول من عام 2019، وفقاً لإحصاءات مزود البيانات في القطاع العقاري "كو ستار".

قال دايسوكي كيتا، رئيس قسم العقارات في شركة "بلاكستون" في اليابان في وقت سابق من هذا الشهر، إن الفنادق كانت على "أعلى قائمة" أولويات الاستحواذ، إذ تَحوَّل أكبر مدير للأصول البديلة في العالم إلى البحث عن المشتريات، بعد عام من بيع أصول عقارية في اليابان تزيد قيمتها على 4.5 مليار دولار.

وفي الشهر الماضي اشترى "كونسورتيوم" (تحالف) مكوَّن من "غولدمان ساكس لإدارة الأصول"، و"هيئة أبوظبي للاستثمار"، وشركة "إس سي كابيتال بارتنرز" السنغافورية، محفظة تضمّ 27 عقاراً، مقابل نحو 900 مليون دولار.

كما وافقت شركة الأسهم الخاصة الكندية "بينتال غرين أوك" (BentallGreenOak) على شراء فندق "ريتز كارلتون" في فوكوكا هذا الصيف، كما أعلنت شركة "كيه كيه آر" (KKR & Co) وشركة "غاو كابيتال" (Gaw Capital) ومقرها هونغ كونغ، عن صفقة لشراء فندق "طوكيو حياة ريجنسي" في الربيع.

تحدّيات مستمرّة

في الوقت نفسه تظهر تحديات مستمرة في قطاع الفنادق، بخاصة النقص المزمن في العمالة في اليابان عموماً، خصوصاً في قطاع الضيافة، وهو ما يمكن أن يعوق الأعمال والربحية، وفقاً لشركة الخدمات العقارية "سافيلز" (Savills Plc).

أما المستثمرون الذين يسعون لشراء العقارات، فإن السوق ضيّقة والمنافسة شرسة. سجّل إنفاق المستثمرين الأجانب على الفنادق أسرع وتيرة له منذ ما يقرب من عقد من الزمن، ليشكل أكبر نسبة من صفقات الفنادق في اليابان منذ عام 2014، وفقاً لمؤشر "إم إس سي آي" (MSCI).

تعمل زوي وارد، الرئيسة التنفيذية لشركة الوساطة "جابان بروبرتي سينترال" (Japan Property Central KK)، مع عديد من العملاء السنغافوريين الذين لديهم ميزانية تصل إلى 100 مليون دولار، ويرغبون في شراء فنادق رجال الأعمال في اليابان في أقرب وقت ممكن. وقالت: "ما نواجهه هو انخفاض العرض حقّاً، ووجود قدر كبير من المنافسة، لأن الكل يبحث عن نفس النوع من الفنادق في المناطق السياحية الرئيسية".

تصنيفات

قصص قد تهمك