الشرق
لا تهدأ وتيرة المشاريع العقارية في دبي، حتى خلال الفترة التي تراجع الطلب على العقارات بها منذ سبع سنوات. لكن عقب جائحة كورونا، وبعد أن أصبحت الإمارة محط أنظار أثرياء العالم وقبلتهم خلال انتشار الوباء، انتعش القطاع العقاري بقوة وبدأت وتيرة المشاريع الكبرى تتسارع.
من المباني الصغيرة إلى التجمعات السكنية الكبيرة، يمكن لمن يتجول في المدينة أن يلاحظ الأعمال الإنشائية في المشاريع العقارية بجانب تطوير البنية التحتية، إذ يسعى المطورون العقاريون إلى استغلال طفرة المدينة التي استفادت من تدفق الوافدين الجدد الذي ساعد على إنهاء ركود استمر سبع سنوات وأدى إلى ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات.
شركة "إعمار العقارية"، التي تملك حكومة دبي حصة بها، أعلنت عن أحدث مشاريعها الفاخرة باستثمار يفوق 20 مليار دولار.
قالت الشركة المدرجة في سوق دبي المالي، يوم الجمعة إن مشروع "ذا أويسس" يُعد أرقى مشاريع الرفاهية في دبي، ويُقام على مساحة إجمالية تزيد على 9.4 مليون متر مربع. يتضمن المشروع أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية تتراوح ما بين القصور والفلل الفخمة.
سهم شركة "إعمار" الذي وصل إلى أدنى مستوى له دون الدرهمين في مارس 2020 وقت اندلاع كورونا، أغلق اليوم الجمعة عند 6.59 درهم للسهم، ما يعني قفزة بأكثر من 231% منذ الجائحة.
ارتفع الطلب على العقارات الفاخرة التي يبلغ سعرها 10 ملايين دولار أو أكثر في الإمارة، ما ساعد دبي على الاقتراب من لندن ونيويورك. خلال الربع الأول، تم بيع 88 منزلاً بهذا السعر في دبي لتتجاوز المراكز العالمية الأخرى، وفق تقرير صادر عن شركة العقارات "نايت فرانك".
إحياء مشاريع ضخمة
خلال الشهر الجاري، أقرت دبي خطة تطوير جديدة لمشروع "نخلة جبل علي" أكبر الجزر الاصطناعية الشهيرة على شكل نخلة في الإمارة، ما يحيي مشروعاً توقف وسط أزمة الائتمان العالمية لعام 2008. ستشمل الخطة الرئيسية الجديدة لنخلة جبل علي 80 فندقاً ومنتجعاً، وتضيف 110 كيلومترات إلى ساحل الإمارة.
المشروع الذي يسعى لاستيعاب ما يصل إلى 35000 أسرة، يُحتمل أن يضم قصوراً وشققاً فاخرة. كما سيتم تشغيل ما يقرب من ثلث المرافق العامة في المشروع بالطاقة المتجددة.
شركة التطوير العقاري المملوكة للإمارة، "نخيل"، كشفت لأول مرة عن مشروعي الجزيرتين الاصطناعيتين "نخلة جميرا" و"نخلة جبل علي" في عام 2003.
إقبال كثيف
بلغ عدد صفقات العقارات السكنية المسجلة في دبي خلال الشهر الماضي 10934 صفقة، بارتفاع نسبته 76.6% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. وخلال هذا الشهر، ارتفعت المبيعات على الخارطة بنسبة 107.2% وفي السوق الثانوية ارتفعت المبيعات 52.7%.
بلغ عدد الصفقات منذ بداية العام حتى نهاية الشهر الماضي 47850 صفقة، وهو مستوى قياسي في السوق العقارية في دبي خلال تلك الفترة، وفق أحدث تقرير صادر عن "سي بي آر إى" (CBRE).
خلال تلك الفترة زاد متوسط سعر الشقق السكنية 15.9%، فيما ارتفعت أسعار الفيلات 16%. الإيجارات في المدينة ارتفعت أيضاً بمتوسط 24% على أساس سنوي. إيجار العقارات الفاخرة أيضاً مزدهر، إذ يشير التقرير إلى أن متوسط الإيجار السنوي في منطقة جميرا بلغ 262 ألف درهم، فيما تجاوز المليون درهم سنوياً في منطقة البراري.
أسعار بيع قياسية لعقارات تعلنها دبي بين حين وآخر، وقد تشهد السوق خلال تلك الفترة صفقة هي الأعلى في تاريخ الإمارة إذ إن قصراً شبيهاً بفرساي معروض للبيع مقابل 750 مليون درهم (204 ملايين دولار)، ليكون المنزل الأعلى ثمناً حالياً في السوق.
الصفقات الضخمة الأخرى في الآونة الأخيرة تشمل بيع قطعة أرض خالية قبالة الشاطئ مقابل 125 مليون درهم، وشراء بنتهاوس مطل على الخليج العربي مقابل 420 مليون درهم. مع ذلك، فإن سعر القدم المربع في "القصر" -البالغ 12500درهم- يتجاوز ضعف ما سجلته العقارات الأخرى في تلال الإمارات، وقد بيع أغلى منزل في المنطقة حتى الآن مقابل 210 ملايين درهم في أغسطس 2022، بحسب سجلات العقارات في دبي.
هناك عقار واحد فقط في المدينة ينافس هذا القصر وهو بنتهاوس مخطط لبنائه في مشروع يحمل اسم العلامة التجارية "بوغاتي" وتنفذه شركة "بن غاطي العقارية" ومطروح للبيع بقيمة 750 مليون درهم، لكن ذلك العقار لم يُبنَ بعد.