مبيعات العقارات الفاخرة في دبي تواصل تسجيل أرقام قياسية

شقة من خمس غرف تحمل العلامة التجارية "باكارات" بيعت بأكثر من 55 مليون دولار

time reading iconدقائق القراءة - 18
ناطحة سحاب برج خليفة، وسط المباني التجارية الأخرى في دبي، الإمارات العربية المتحدة.  - المصدر: بلومبرغ
ناطحة سحاب برج خليفة، وسط المباني التجارية الأخرى في دبي، الإمارات العربية المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تبرز سوق العقارات في دبي، في جزء منها على الأقل، وتحديداً شقق التاون هاوس التي تحمل أسماء علامات تجارية مثل "فور سيزونز"، و"بولغاري"، و"كافالي"، كوجهة لأغنياء العالم الباحثين عن أماكن لحفظ ثرواتهم.

تزدهر مبيعات هذا النوع من العقارات في دبي التي أصبحت عاصمة عالمية لما يعرف بالوحدات السكنية ذات العلامات التجارية، في وقت يواصل فيه المشترون الأجانب شراء المنازل فائقة الفخامة. خلال الأسبوع الجاري، وافق مشترٍ على دفع 203.1 مليون درهم (55.3 مليون دولار) مقابل شقة مكونة من خمس غرف تحمل علامة "باكارات" (Baccarat) في مشروع لم توضع أساساته حتى الآن، بما يعادل 14 ألف درهم لكل قدم مربعة. ويعد هذا أعلى سعر مدفوع في قدم مربعة لشقة في مرحلة ما قبل الإنشاء، وفق شركة الوساطة العقارية "لوكس هابيتات سوثبيز إنترناشونال ريالتي" (Luxhabitat Sotheby’s International Realty).

يتجاوز هذا السعر الرقم القياسي المسجل في فبراير، عندما بيعت شقة مكونة من خمس غرف مقابل 160.3 مليون درهم أو 13,751 درهماً لكل قدم مربعة في مبنى "بولغاري لايتهاوس"، وفق سجلات دائرة الأراضي في دبي. سيُبنى البرج على جزيرة صناعية على شكل فرس البحر، قرب فندق ومنتجع يحمل اسم العلامة التجارية للمجوهرات.

تعاف سريع بعد ركود استمر 6 سنوات

حققت مبيعات العقارات الفاخرة في دبي، طفرة مع ازدياد الأثرياء ثراءً خلال جائحة "كوفيد-19"، ونتيجة لبحث الروس عن ملاذات آمنة لأموالهم بعد غزو دولتهم لأوكرانيا.

ارتفعت أسعار العقارات الممتازة في دبي بنسبة 89% في أكتوبر على أساس سنوي، مسجلة تعافياً سريعاً من الركود الذي استمر من 2014 إلى 2020. وفاجأت السرعة التي ازدهرت بها السوق الكثيرين، إذ أصبحت الفلل في مشروع "فور سيزونز ريزيدنسيز" في دبي، والتي بيعت بحوالي 40 مليون درهم في 2021 في مرحلة ما قبل الإنشاء أو "التي لم يبدأ بناؤها بعد"، تساوي الآن حوالي 100 مليون درهم.

هذا الازدهار دفع قيمة شقق العلامات التجارية المباعة في دبي خلال 2022، إلى مستوى قياسي عند 25.3 مليار درهم (6.9 مليار دولار)، ما شكّل تقريباً خُمس قيمة كل مشتريات الشقق في المدينة، وفق تقديرات "نايت فرانك".

قال فيصل دوراني، مدير أبحاث الشرق الأوسط في "نايت فرانك"، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "ازداد الإقبال على تلك الشقق بشكل حاد، بفضل تدفق أموال فائقي الثراء الذين يواصلون استهداف المنازل الفاخرة في المدينة".

ميزة العلامة التجارية

يحب المطورون التعاون مع أسماء العلامات التجارية الفاخرة، لأنهم يستطيعون في الغالب بيع الشقق بسعر أعلى بـ30% من المساكن التي لا تحمل أسماء علامات تجارية، علماً أن النسبة تتغير بحسب المنطقة. وفي العادة، تحصل العلامة التجارية على عمولة من كل عملية بيع، ورسم إدارة سنوي، وهذا أمر طبيعي مقابل ميزة الاسم التجاري والإشراف على الجودة.

في الوقت ذاته، يتمتع المشترون، الذين قد يكونون من معجبي العلامة التجارية، بمستوى أعلى بكثير من وسائل الرفاهية التي عادة ما تفوق بكثير مشروعات التطوير العقاري التي لا تحمل أي علامة تجارية، كما يستفيدون من الأمان الذي يوفره الاسم الذي يثقون به، وهي ميزة مهمة بشكل خاص في مبيعات ما قبل الإنشاء، أو لأولئك المشترين الذين يشترون العقار من الخارج دون رؤيته. أيضاً، عادة ما تُسلم هذه المنازل مفروشة بالكامل.

مؤخراً، تفوقت دبي على جنوب فلوريدا لتصبح البقعة صاحبة أكثر المشاريع ذات العلامات التجارية في العالم. هناك الآن ما يقرب من 40 مشروعاً ذات علامات تجارية في دبي، إلى جانب الإعلان عن عشرات المشروعات الأخرى المقرر بناؤها بحلول عام 2030، وفق تقرير صادر عن "سافيلز" (Savills) هذا الأسبوع.

قادة دول بين المشترين

في مدينة دبي المترامية الأطراف، تظهر سلسلة من مشروعات التطوير العقاري عبر جزء اصطناعي من خور دبي وحوله، باعتباره بؤرة هذه المشروعات، وبعضها على الخور مباشرة مثل مجمع "فور سيزونز" المكون من 28 وحدة من الشقق والتاون هاوس التي جرى تسليمها للسكان قبل أسابيع قليلة. قال شخصان مطلعان على الأمر إن نجم التنس العالمي، روجر فيدرير، من بين المشترين فائقي الثراء في المجمع.

يستطيع سكان المجمع استخدام مرافق منتجع "فور سيزونز" على الشاطئ. ويقدم طاقم العمل المكون من 40 شخصاً تقريباً، خدمات تنظيف المنازل، والأمن، وركن السيارات، والحجوزات (الكونسيرج) وغيرها من الخدمات، مثل تخزين البقالة والتخطيط للمناسبات.

قال جورج عازار، الرئيس التنفيذي لـ"لوكس هابيتات سوثبيز": "الناس الذين يأتون من الخارج، خصوصاً الأوروبيون، يتطلعون إلى الجودة، والخصوصية، والخدمات.. لا أستطيع تسميتهم، لكن يمكنك تصور شخصياتهم. لديك قادة دول وكبار المتسابقين في سباقات فورمولا 1".

مشروع "باكارات ريزيدنس" سيُبنى على قطعة أرض بين الخور ووسط المدينة حيث يقع برج خليفة، الذي لا يزال أطول مبنى في العالم. تقول "لوكس هابيتات سوثبيز" إن المشترين اقتنصوا نصف الشقق المتاحة، والبالغ عددها 49 وحدة.

هل ينطوي شراء العقارات ذات العلامات التجارية على مخاطر؟

لكن لا تخلو هذه العقارات من المخاطر. يقول سكوت أنتل، مؤسس "سكوتس إف زي" (Scotts FZ)، للاستشارات القانونية في مجال الضيافة، إنه يمكن إزالة اسم العلامة التجارية، وإن كان أمراً نادر الحدوث. وقد يرجع ذلك لأسباب مختلفة مثل أن تقرر جمعية أصحاب المنازل أن رسوم الإدارة باهظة.

أيضاً قد لا يحظى المبنى بصيانة عالية الجودة بما يكفي، أو قد يباع الفندق الملحق بالجزء السكني، أو قد يغيّر المطور العقاري بناء على بنود العقد، العلامة التجارية قبل تسليم الشقق. قال أنتل: "أجد ذلك مقلقاً للغاية إذا كنت أحد المشترين.. إذا اشتريت (فيراري) وحصلت على (لادا)، وقالوا لي: حسناً، مازالت هذه سيارة.. نعم إنها سيارة، لكنها ليست ما دفعت مقابله".

من بين المخاطر الأخرى، يأتي احتمال تورط العلامة التجارية في فضيحة، وهو أمر محتمل عندما تدخل اللعبة دور الأزياء الفاخرة، التي تميل إلى جذب الفضائح. تعد إزالة العلامات التجارية أمراً نادراً، لكنه حدث في عام 2016، عندما صوّت سكان "أبر ويست سايد" لصالح تجريد مبنى مانهاتن من اسم ترمب.

مع ذلك، لا تردع أي من هذه المخاطر المستثمرين الذين يشترون -وقد نفذوا فعلياً عمليات تقليب (البيع بعد فترة قصيرة لتحقيق ربح) لبعض المنازل- في ظل التخطيط لإنشاء مزيد من الشقق.

أُعيد بالفعل بيع وحدات في شقق "فور سيزونز" المطلة على الخور، وهناك شقق سكنية تابعة للعلامة التجارية ذاتها يجري بناؤها في المركز المالي للمدينة.

تصنيفات

قصص قد تهمك