بلومبرغ
تقلصت القيمة الإجمالية لسوق الإسكان في الولايات المتحدة بأكبر قدر منذ عام 2008 مع تلاشي الطفرة التي حدثت خلال جائحة كورونا.
فبعد أن بلغت ذروة 47.7 تريليون دولار في يونيو، انخفضت القيمة الإجمالية للمنازل الأميركية 2.3 تريليون دولار، أو 4.9%، في النصف الثاني من 2022، وفقاً لشركة الوساطة العقارية "رد فن" (Redfin). وهذا أكبر انخفاض بالنسبة المئوية منذ أزمة الإسكان في 2008، عندما تراجعت قيمة المساكن 5.8% من يونيو إلى ديسمبر.
مشترو المساكن، الذين يواجهون بالفعل ارتفاعاً قياسياً في الأسعار، تعرضوا لضربة إضافية من معدلات الرهن العقاري التي تضاعفت العام الماضي. فمع انخفاض المنافسة في السوق، بلغ متوسط سعر بيع المنازل في الولايات المتحدة 383249 دولاراً الشهر الماضي، انخفاضاً من ذروة 433133 دولاراً في مايو.
وقال تشين تشاو، رئيس أبحاث الاقتصاد في "رد فن"، : "فقدت سوق الإسكان بعض قيمتها، لكن معظم مالكي المنازل سيظلون يجنون مكاسب كبيرة من طفرة الإسكان خلال الجائحة"، مضيفاً أن القيمة الإجمالية للمنازل لا تزال أعلى بنحو 13 تريليون دولار عما كانت عليه في فبراير 2020.
من المؤكد أن أسعار المساكن لا تنهار. ففي ديسمبر، كانت القيمة الإجمالية للمنازل الأميركية لا تزال أعلى 6.5% عما كانت عليه قبل عام.
مكاسب فلوريدا
يعتمد مقدار خسارة أصحاب المنازل على المكان الذي اشتروا فيه. وكانت أكبر الانخفاضات في مدن مكلفة مثل سان فرانسيسكو ونيويورك، بينما لا يزال المشترون الذين انتقلوا إلى مدن ازدهرت خلال الجائحة يلمسون عوائد استثماراتهم، لا سيما في فلوريدا.
يصدُق هذا للغاية على ميامي، حيث قفزت القيمة الإجمالية للمنازل 20% على أساس سنوي إلى 468.5 مليار دولار في ديسمبر، وهي أكبر زيادة سنوية بالنسبة المئوية بين مناطق المدن الكبرى. وبينما انخفض إجمالي سوق الإسكان في الولايات المتحدة، فإن سوق ميامي تحتفظ بالقيمة نفسها تقريباً عندما بلغت ذروة 472 مليار دولار في يوليو. وفي الوقت نفسه، شهد أصحاب المنازل في نورث بورت-ساراسوتا وفلوريدا ونوكسفيل وتنيسي وتشارلستون وساوث كارولاينا مكاسب سنوية تجاوزت 17% في 2022.
ومع انتقال العاملين في مجال التكنولوجيا إلى أماكن أقل أسعاراً، تراجعت القيمة الإجمالية للمنازل في سان فرانسيسكو 6.7% على أساس سنوي في ديسمبر، وهي أكبر نسبة في أي منطقة مدينة رئيسية في الولايات المتحدة، تلتها أوكلاند التي شهدت تراجعاً 4.5% ثم سان خوسيه التي فقدت المنازل فيها 3.2% من قيمتها. كما شهدت مناطق حضرية أخرى، منها نيويورك وسياتل، انخفاضاً سنوياً.
وقالت إلينا فليك، الوكيل العقاري لشركة "رد فن" في بالم بيتش بولاية فلوريدا: "تتلقى سوق الإسكان في فلوريدا دعماً من الأشخاص الذين ينتقلون من الشمال وحتى الساحل الغربي في الآونة الأخيرة".