بلومبرغ
تراجعت قطاعات التصنيع والخدمات والعقارات في الصين بحدة خلال الربع الرابع من العام الماضي إثر الاضطرابات المصاحبة لكوفيد، ما قد ينتج عنه انكماش محتمل للاقتصاد خلال الأشهر الأخيرة من العام، حسبما أظهر مسح خاص.
قالت "تشاينا بيج بوك إنترناشونال" (China Beige Book International)، يوم الاثنين، إن المؤشرات التي تقيس الأرباح والمبيعات ومعدلات التوظيف في الشركات العاملة بقطاعي التصنيع والخدمات سجلت تراجعاً في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2022 على أسس فصلية وسنوية، وهذه النتائج مبنية على دراسة استقصائية جمعت بيانات من 4354 شركة خلال الربع الماضي.
انكماش محتمل لاقتصاد الصين
أوضحت المؤسسة أن المؤشرات في قطاع العقارات، بما فيها الصفقات والأسعار، تراجعت لتقترب من أدنى مستوى لها على الإطلاق.
رجح المسح تراجع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد في الربع الماضي على أساس سنوي، محققاً نمواً نسبته 2% فقط لعام 2022 بأكمله، وفق ما ذكرته "تشاينا بيج بوك إنترناشيونال"، المصدر المستقل للبيانات الاقتصادية، في تقريرها.
في المقابل، توقع خبراء الاقتصاد، ممن استطلعت "بلومبرغ" آراءهم، تراجع النمو إلى 2.9% في الربع الرابع، وتسجيله 3% لعام 2022 بأكمله.
قال ديريك سيسورز، كبير الاقتصاديين لدى "تشاينا بيج بوك إنترناشونال"، إن حدوث تعافٍ حقيقي في الربع الأول غير واقعي بشكل متزايد وسط الموجة المتزايدة من إصابات كوفيد وتدنى الاستثمار إلى أدنى معدلاته في 10 أرباع سنوية واستمرار تضرر الطلبيات الجديدة.
تسبب إلغاء الصين المفاجئ لقيود كوفيد في أوائل ديسمبر في إشعال فتيل العدوى في كافة أنحاء البلاد، ما أثار مزيداً من الغموض حول التنبؤات الاقتصادية.
صعوبة الحصول على تمويل
تعني إعادة فتح الاقتصاد بوتيرة أسرع من المتوقع احتمال تعطل النشاط الاقتصادي في الربع الأول من العام الجاري، مع ذلك، يرى بعض الاقتصاديين احتمالاً متزايداً لتسارع التعافي بمجرد بلوغ موجات العدوي ذروتها.
الأسبوع الماضي، أظهرت المؤشرات الأكثر تواتراً إشارات مبكرة لتعافي النشاط الاقتصادي في مدن مثل بكين التي وصلت معدلات العدوى بها على الأرجح إلى ذروتها بالفعل.
أظهر مسح "تشاينا بيج بوك إنترناشونال" أن الشركات مازالت في حالة إعسار في الربع الرابع، وجاءت 46% من قروض الشركات من مقرضين من غير القطاع المصرفي، ارتفاعاً من 33% في الربع الثالث.
يشير الارتفاع في ما يسمى بـ"صيرفة الظل" إلى أن الشركات تكافح للتأهل لخطوط الائتمان المصرفي وسط ارتفاع تكلفة الاقتراض إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عقد، وفق تقرير "تشاينا بيج بوك إنترناشونال".