بلومبرغ
لن يحضر الملياردير الصيني الذي يرأس شركة العقارات العملاقة المحاصرة "تشاينا إيفرغراند غروب" اجتماعاً سياسياً سنوياً ضمن أهم مجموعة سياسية استشارية في الصين، وفقاً لمصادر مطلعة.
قالت المصادر إن "هوي كا يان" طلب إجازة لأسباب شخصية من التجمع السنوي للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، طالبة عدم الكشف عن هويتها بسبب سرية الموضوع. وأضافت أنه لن يشارك في المؤتمر الذي يستمر أسبوعاً، بينما تحاول شركة "إيفرغراند" احتواء مخاطر التشغيل وتجاوزها.
انتخب "هوي"، الذي ظل عضواً بالحزب الشيوعي مدة تزيد على ثلاثة عقود، للانضمام إلى الهيئة الاستشارية السياسية في عام 2008، وبعدها ضمن انتخابه لدورتين إضافيتين مدة كل منهما خمسة أعوام.
ظل مؤسس شركة "إيفرغراند" جزءاً من نخبة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في اللجنة الدائمة المكونة من 300 عضو منذ عام 2013. وشارك بنشاط في اجتماعات المؤتمر خلال السنوات السابقة، بما في ذلك التحدث في نشرات الأخبار حول الإصلاح الاقتصادي وتخفيف الفقر.
تقع إمبراطورية "هوي" في مركز أزمة ائتمان امتدت تداعياتها في القطاع العقاري، وأضرت بالاقتصاد في سنة شديدة الأهمية بالنسبة إلى الحزب الشيوعي الصيني.
اقرأ أيضا: انهيار أسهم عقارات الصين بعد أوامر بهدم مباني إيفرغراند
أصبحت شركة "إيفرغراند" متعثرة رسمياً، وربما تكون سلطات مقاطعة "غواندونغ"، التي تنتمي إليها شركة التنمية العقارية من بين الجهات، التي ستتصدر للقيام بواحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة للديون تشهدها البلاد. ولم ترد شركة "إيفرغراند" على طلب للتعليق خارج ساعات العمل الرسمية.
تضم عضوية المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، الذي يبلغ عدد أعضائه 2000 عضو، أبرز رجال الأعمال والسياسيين في البلاد، وعادة يقدم الحاضرون مقترحات تتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية الهامة.
يتزامن انعقاد هذه الاجتماعات مع مؤتمر الشعب الوطني، وهو أكبر الأحداث على أجندة الصين السياسية قبل مؤتمر الحزب في وقت لاحق هذا العام، والذي يعقد مرتين كل عشر سنوات، ويرجح أن يؤكد على فترة الولاية الثالثة غير المسبوقة للرئيس شي جينبنغ.
تدرس السلطات الصينية مقترحاً بتفكيك شركة "إيفرغراند" عبر بيع الجانب الأكبر من أصولها، وفق تقرير نشرته "بلومبرغ" في وقت سابق من العام الحالي.
قالت الشركة للدائنين في شهر يناير إنها تهدف إلى إصدار خطة مبدئية لإعادة الهيكلة خلال الأشهر الستة المقبلة.
اقرأ أيضا: "إيفرغراند" الصينية تتراجع عن خطة سداد منتجات الثروات
شهدت شركة "إيفرغراند" وكثير من نظيراتها نضوب قنوات التمويل، بعد حملة حكومية ضد تفاقم مشكلة المديونية في القطاع. وخفف المسؤولون من قبضتهم عليها مؤخراً بعد انخفاض أسعار المنازل والمبيعات.
تعهد رئيس الوزراء لي كيكيانغ بتحقيق الاستقرار في أسعار المنازل في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الشعب الوطني أمس السبت.
رغم تكراره مقولة الرئيس "شي" بأن المنازل للسكن وليست للمضاربة، قال لي كيكيانغ أيضاً إن الصين سوف تدرس نماذج جديدة في تطوير العقارات السكنية، بما في ذلك تشجيع الإيجار، علاوة على عمليات الشراء.