بلومبرغ
تتخلص دبي أخيراً من تخمة العقارات التي ضربت السوق لسنوات، وفقاً لأحد أكبر المطوّرين العقاريين في الإمارة، برغم أنَّ الأرقام بالكاد تظهر ذلك.
أدرجت لجنة حكومية -تأسست قبل الوباء- بعض أكبر المطوّرين العقاريين في دبي كأعضاء فيها في محاولة لإدارة العرض والطلب في سوق العقارات، ولضمان أنَّ الشركات المملوكة للحكومة لا تزاحم مطوري القطاع الخاص، ولم يظهر الكثير من الوضوح منذ ذلك الحين حول الكيفية التي ستحقق اللجنة بها النتائج المرجوة.
لكن في نظرة نادرة على أعمال اللجنة الداخلية؛ قال فرهاد عزيزي، الرئيس التنفيذي لـ"عزيزي للتطوير العقاري"، إنَّ الجهود تركزت على جعل إطلاق مشاريع جديدة أكثر تكلفة على المطورين.
نمو أسعار المنازل في دبي قد يتباطأ بضغط من زيادة العرض
وأوضح عزيزي في مقابلة: "كانت اللجنة سبباً في تغييرات واسعة النطاق.. فقد جعلوا الأمر أكثر صعوبة على أي أحد ليصبح مطوراً عقارياً".
ومن شأن هذا العزم أن يكبح القطاع الذي شهد تحولاً مذهلاً أثناء الوباء، وبشكل جزئي من خلال جذب المشترين الهاربين من الإغلاقات بالخارج. ومع ذلك؛ قد يعني القدر الهائل من العقارات المتوفرة أنَّ القيم قد تعتدل فعلياً العام الجاري.
ومن المقرر أن يُستكمل 36 ألف منزل في دبي في 2022، وفق تقدير متحفظ لشركة الاستشارات العقارية "كور" (Core)، وهو ليس بتغيّر كبير عن رقم العام الماضي البالغ 37 ألفاً.
S&P عن عقارات دبي: فائض المعروض يجعل التعافي هشّاً
تضييق الخناق
وخلف الكواليس، يبدو أنَّ دبي تضيّق الخناق. والآن، تطالب اللجنة الحكومية المطوّرين بالالتزام بمواعيد تسليم محدّدة، وإلا سيواجهون غرامات عند الفشل، بحسب ما قال عزيزي.
أوضح عزيزي أنَّ الشركات يتعيّن عليها حالياً إكمال 50% من البناء، قبل أن تتمكّن من الاستفادة من حسابات الضمان الخاصة بها، مقارنة بـ 20% قبل تشكيل اللجنة.
وقال عزيزي: "هذا يضبط المعروض تلقائياً، وبالتالي؛ تمت إدارته بشكل أفضل".
تراجعت أسعار العقارات في دبي بأكثر من الثلث منذ 2014 قبل أن يترجم الانتعاش في الطلب إلى مبيعات قياسية، وارتفعت أسعار المساكن بنحو 10% في المتوسط في عام 2021، مدفوعة بصعود مبيعات منازل الأسرة الواحدة، إذ إنَّ عمل الناس عن بعد أثناء الوباء دفعهم للبحث عن منازل أكبر، وفقاً لـ"كور".
الملياردير حسين سجواني: مصدوم من انتعاش عقارات دبي
وما يزال مركز الأعمال في الشرق الأوسط يقدّم صفقة جذابة نسبياً، وهو "أرخص خمس مرات على الأقل من لندن"، وفقاً لـِ عزيزي.
ألمح عزيزي إلى استقرار الأسعار ببطء في الإمارة، لكن "لا أتوقَّع ارتفاعها بشكل مفاجئ، إلا إذا حدث شيء كبير.. وما تزال دبي سوقاً للشراء".
وتريد "عزيزي للتطوير العقاري" توسيع عملياتها في ألمانيا وإنجلترا وكندا، وقد بدأت بالفعل في البحث عن مواقع لإنشاء مقر، وقال عزيزي، إنَّ المطوّر سيفتتح على الأرجح مكتباً في واحدة من تلك الدول بحلول نهاية العام.
وشهدت شركته مؤخراً زيادة في الطلب من مشترين من دول أوروبية مثل: فرنسا، وإسبانيا، وروسيا.
قال الرئيس التنفيذي، إنَّ الشركة لا تنوي طرح أسهمها للجمهور في الوقت الحالي، لأنَّ ذلك أصبح " أولوية مالية أقل"، لكن ما يزال من الممكن إحياء خططها لإصدار صكوك بنهاية العام.
وأوضح عزيزي: "نجري محادثات بالفعل لتحديد أفضل قطعة أرض لمشروعنا المجتمعي التالي المخطط له.. وبمجرد تحديدها؛ سنسعى لإصدار صكوك لمساعدتنا".