رغم التحفيز.. تزايد تباطؤ مبيعات المنازل في الصين في نوفمبر

مرت شركات التطوير العقاري المتعسرة في الصين بشهر كئيب جديد، بعد تعمق تراجع مبيعات المنازل في نوفمبر.

تراجعت المبيعات التعاقدية لأكبر 100 شركة تطوير عقاري في البلاد بنسبة 38% في نوفمبر على أساس سنوي، لتصل إلى 751 مليار يوان (118 مليار دولار)، لتنخفض بذلك أكثر من نسبة هبوطها في أكتوبر والبالغة 32%، وفقاً للبيانات الأولية التي جمعتها شركة الأبحاث "تشاينا ريل إيستيت إنفورميشن كورب".

تضافر تأثير أزمة الديون الآخذة في الاتساع لدى الشركات، بما في ذلك مجموعة "إيفرغراند غروب"، والجهود الرسمية لكبح جماح المضاربة على العقارات، لسحق الطلب على المنازل، وضرب ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما أجبر السلطات على تخفيف القيود، وتهدئة مخاوف المشترين للمنازل.

ولم توقف سياسات تخفيف ضوابط الرهن العقاري، وآليات تحسين تمويل شركات البناء، تباطؤ الصناعة. أطلقت شركة الأبحاث إشارة تحذيرية حول القطاع، وخاصة لشركات التطوير المثقلة بالديون.

قالت "تشاينا ريل إيستيت إنفورميشن كورب" :"من الصعب تحسين البيئة التمويلية للشركات العقارية التي تواجه المشاكل، وقد يتواصل تزايد الضغط على معدل دوران رأس المال".

أضافت "تشاينا ريل إيستيت إنفورميشن كورب" أنَّ التسهيلات الأخيرة في السياسات تعود بالنفع بشكل أساسي على الشركات المملوكة للدولة، والشركات الخاصة "عالية الجودة".

أزمة ثقة

سيضرب انخفاض المبيعات لشهر آخر ثقة المستثمرين القلقين بالفعل حول أداء الشركات العقارية على المدى الطويل تماماً، كما ظهرت مخاوف من إعادة هيكلة محتملة في "كايسا غروب هولدينغز".

أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة بشكل كبير إلى إبعاد العديد من شركات التطوير عن سوق الديون الخارجية خلال الأسابيع الأخيرة، مما زاد من مخاطر التخلف عن السداد.

توقَّع محللو "موديز لخدمات المستثمرين" في مذكرة يوم الأربعاء "أن يظل نمو المبيعات ضعيفاً في أرجاء البلاد في الأشهر الستة إلى الـ 12 المقبلة.. كما ستزيد البيئة الائتمانية المشددة من مخاطر إعادة التمويل في القطاع، إذ يواصل المستثمرون والبنوك الابتعاد عن المطورين الضعفاء مالياً".

من المتوقَّع أن تتراجع السندات الصينية الدولارية مرتفعة العائد يوم الأربعاء، بنحو 0.5 سنتات في الصباح، وفقاً لمتداولي الائتمان. قلص مؤشر "بلومبرغ إنتلجينس" لشركات التطوير العقاري في البر الرئيسي مكاسبه إلى 1.3% الساعة 11:20 صباحاً في شنغهاي من 1.9% في وقت سابق. لتصل خسائر المؤشر منذ مطلع العام إلى 31%.

شهدت أكبر 100 شركة تطوير عقاري في الصين انخفاضاً ثابتاً في مبيعاتها التعاقدية منذ يوليو، فقد سجل أكثر من نصفها انخفاضاً بنسبة تزيد عن 30% على أساس سنوي في نوفمبر، وفقاً لبيانات "تشاينا ريل إيستيت إنفورميشن كورب ".

استمرت مبيعات المنازل في 29 مدينة رئيسية بالصين في الانخفاض بحسب المنطقة في نوفمبر، وبتراجع نسبته 32% على أساس سنوي، و 19% مقارنة مع الشهر نفسه من عام 2019.

برغم تسريع بعض المدن الصينية الكبرى؛ مثل شنغهاي وتشنغدو، موافقات الرهن العقاري، أو تخفيض تكاليف الاقتراض، ستواصل شركات التطوير الاستمرار بالاعتماد على خصومات الأسعار أو بعض أوجه الجذب لمشتري المنازل لزيادة المبيعات.

يتوقَّع محللو "سيتي غروب" في مذكرة بحثية، صادرة اليوم الأربعاء، أن تستقر مبيعات المنازل في وقت مبكر من شهر مارس 2022، بعد ظهور المزيد من التفاصيل حول خطة الصين لفرض ضريبة على الممتلكات.