فائض ديزل آسيا يميل للتدفق إلى أوروبا حيث الطلب والسعر أعلى

time reading iconدقائق القراءة - 11
ناقلة نفط راسية في مرفأ سنغافورة - المصدر: بلومبرغ
ناقلة نفط راسية في مرفأ سنغافورة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حين عمّ وباء فيروس كورونا أنحاء آسيا العام الماضي أرسل تجار النفط أسطول ناقلات نفط لسحب إمدادات الديزل الزائدة من المنطقة. قد يتكرر الأمر راهناً مع تفشي سلالة دلتا المتحولة عبر القارة.

أظهرت بيانات جمعتها "بلومبرغ" أن الوقود في سنغافورة يباع بخصم هو الأكبر منذ أبريل مقارنة بسعره في أوروبا. يساعد ذلك في تحفيز شحنه من آسيا تجاه الغرب، حيث يمكن أن يجلب سعراً أعلى.

تملك آسيا فائضاً من وقود الديزل يرجح سحبه من المنطقة، وتعتبر أوروبا إحدى الوجهات المحتملة، حسب قول ساندرا أوكتافيا، وهي محللة لدى شركة "إنريجي أسبيكتس" (Energy Aspects). كما قالت إن التدفقات يمكن أن تتجه أيضاً نحو الولايات المتحدة، حيث المخزونات منخفضة، أو إلى غرب إفريقيا.

ترى أوكتافيا أن هوامش أرباح الديزل الآسيوية ما تزال ضعيفة نسبياً، رغم انخفاض الصادرات من الصين، وهو ما يغلب استمراره في الأشهر المقبلة، معتبرة أن انعدام تجاوب السعر مع خفض الإمدادات "يدل حقاً على مدى هبوطية الوضع".

دلالة تباين التعافي

يوفر فرق السعر بين الوقود في آسيا وأوروبا بعض الدلائل حول التعافي الحالي من الوباء لكل منطقة. يرتفع الطلب على النفط مرة أخرى في أوروبا، فيما فرضت آسيا مجدداً قيوداً على التنقل لمكافحة ارتفاع جديد في إصابات كوفيد-19 مع انتشار سلالة دلتا المتحولة، ما أدى إلى تقليص استهلاك الوقود.

توقع سري بارافايكاراسو، رئيس وحدة النفط الآسيوي لدى شركة "فاكتس غلوبال إنريجي" أن يظل فائض الديزل في آسيا مرتفعاً في أغسطس عند حوالي 600 ألف برميل يومياً، رغم أنه قد ينخفض ​​في الأشهر المقبلة. خفضت الشركة الاستشارية توقعاتها بشأن الطلب الإقليمي على النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا لشهر أغسطس بسبب سلالة دلتا المتحولة.

يحتاج هذا الوقود أيضا إلى مكان ما للذهاب إليه، ويبدو أن كثيراً منه يتجه إلى أوروبا. قفز وصول نواتج التقطير المتوسطة، نمطياً الديزل ووقود الطائرات، إلى القارة من المنطقة الواقعة شرق قناة السويس المصرية إلى حوالي 2.7 مليون طن في يوليو، مقارنة بنحو 1.8 مليون في يونيو، وفقا لبيانات تتبع الناقلات جمعتها "بلومبرغ".

واردات الشرق الأوسط

يبدو أن شهر أغسطس كان قوياً أيضاً بدعم من اتجاه الواردات من الشرق الأوسط، وهو المورد الرئيسي للوقود في آسيا إلى أوروبا، للارتفاع إلى أعلى مستوياتها في عشرة أشهر. ينتظر أيضاً أن تزيد صادرات الهند من وقود الديزل إلى الوجهات الأوروبية هذا الشهر بأكثر من خمسة أضعاف عن مستواها في يوليو، وفقا لشركة تعقب البضائع "فورتيكسا" (Vortexa). يتطلع التجار بطريقة متزايدة إلى شحن الديزل من آسيا إلى أوروبا على متن سفن شحن كبيرة، وفقا لبعض المشاركين في السوق.

يتزايد الطلب على وقود الديزل في أوروبا باطراد منذ الربيع، ويقدر مستواه هذا الشهر بأقل من نحو 270 ألف برميل يومياً من مستوى ما قبل وباء مرض كوفيد هذا الشهر، بحسب هيدي غراتي، مدير في شركة "أي أتش أس ماركيت". تراجع الديزل المخزن في مخازن مستقلة بمركز تجارة النفط في المنطقة أقل بكثير من المتوسط ​​الموسمي لمدة خمس سنوات.

قال غراتي عن طلب أوروبا على الديزل: "نتوقع بعض القوة في شهري سبتمبر وأكتوبر"، مع دعم قادم من قطاعي النقل والصناعة اللذين ينتعشان بعد العطلة الصيفية. أضاف قوله أنه على المدى القريب جداً "قد نشهد مزيداً من التوجه إلى أوروبا" من آسيا.

موسم صيانة المصافي

قال بير هيلمان، رئيس تجارة الشحن لدى شركة "ميرسك تانكرز أيه/أس" (Maersk Tankers A/S) إن الشركة تتوقع مزيداً من تدفقات الديزل من آسيا إلى أوروبا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، بدفع موسمي من صيانة المصافي والطلب على زيت التدفئة في الشتاء.

من المرجح أن يرتفع إجمالي متطلبات واردات الديزل في أوروبا إلى 1.23 مليون برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي، وفقا لتقرير شركة "إنريجي أسبيكتس" بتاريخ 20 أغسطس.

يعد تأثير الوباء على السفر الجوي أيضا أمراً أساسياً، حيث تعاملت المصافي مع فائض وقود الطائرات من خلال توجيهه لإنتاج الديزل. إذا تساوت جميع العوامل الأخرى، فإن عدد الرحلات الجوية الأقل يعني بالتأكيد إنتاج المزيد من الديزل. ستكون معدلات تشغيل المصافي، التي خفضتها الصين بالفعل، كبيرة أيضا في المستقبل.

قالت أوكتافيا من شركة "إنريجي أسبيكتس" إن الطلب على المنتجات النفطية في آسيا "لا يبدو جيدا كثيرا... لن يأتي كثير من الارتفاع من هنا".

تصنيفات