الشرق
وافق تحالف أوبك+ على زيادة خط الأساس الخاص بالإمارات في اتفاق تخفيضات الإنتاج إلى 3.5 مليون برميل يومياً بدلاً من 3.17 مليون حالياً.
كما تمّت الموافقة على تعديل مستوى الأساس لإنتاج السعودية وروسيا إلى 11.5 مليون برميل يومياً لكل منهما، بدلاً من 11 مليوناً.
العراق والكويت حققتا مكاسب أيضاً، بالموافقة على زيادة سقف إنتاج كل منهما بواقع 150 ألف برميل يومياً، على أن يتم الاستناد إلى خطوط الأساس الجديدة اعتباراً من مايو 2022.
وسيزيد "أوبك+" الإنتاج بما يصل إلى 432 ألف برميل يومياً كل شهر، حتى يتم إعادة كل الإنتاج المتوقف للسوق.
وأجمعت دول التحالف على تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام المقبل. ويُنتظر أن يجتمع وزراء الطاقة في دول تحالف أوبك+ خلال شهر سبتمبر المقبل.
تصريحات الوزراء
عقب الاجتماع، أعرب وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال مؤتمر صحفي، عن أمله في الانتهاء من خفض الإنتاج تماماً بحلول سبتمبر 2022.
وردّاً على سؤال لماذا شملت الزيادة 5 دول فقط، أجاب أن هناك مسائل تتعلق بنيجيريا بهذا الخصوص يتم التعامل معها. كما أن الجزائر تقدّمت بطلب لتعديل خط الأساس الخاص بها.
عن كيفية التعامل مع عودة النفط الإيراني إلى السوق، أشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أنه "لا أحد يعلم متى وكيف سيعود النفط الإيراني إلى السوق. ونحن أبقينا 3 أشهر على سبيل الاحتياط لإجراء التعديلات التي تتطلّبها الظروف، لاسيما ما يتعلق منها بجائحة كورونا. وسنجري مراجعة في ديسمبر لتطورات السوق".
وحول آلية إنهاء الاختلاف مع الإمارات، قال: "ما يجمعنا أكبر بكثير مما تمّ تداوله". مُضيفاً: "إن بناء الإجماع فن، ويحتاج لكثير من الجهد والوقت".
بدوره، قدّر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الحوار البناء مع أوبك+، والقيادة الحكيمة للأمير عبدالعزيز بن سلمان ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك كرئيسين مشاركين للتحالف. "ولولا هاتين الركيزتين لكان صعباً على هذا التحالف أن يظلّ متماسكاً". كما شدد على التزام الإمارات بعضوية منظمة أوبك وتحالف أوبك+ لتحقيق التوازن والاستقرار للسوق.
أما وزير النفط الكويتي الدكتور محمد الفارس، فقد اعتبر الاتفاق بمثابة "تأكید لأجواء الترابط داخل اللحمة الخلیجية من خلال التواصل بین الشقیقتین المملكة العربیة السعودیة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وھو أمر تدعمه دولة الكویت على الدوام وتسعى لاستمراره بین الأشقاء لمصلحة المنطقة".
رأى الوزير الكويتي أن قرار زيادة الإنتاج يأخذ في اعتباره بعض المستجدات بالأسواق، منھا المطالب بإدخال تعدیلات على الأساس المرجعي لبعض الدول الأعضاء بالتحالف لاحتساب أي مستويات للتخفيضات في مستويات الإنتاج مستقبلاً، حسب دواعي استقرار الأسواق ضمن اتفاق التمديد والذي يبدأ العمل فيھا من شھر مايو 2022.
وتوقع الفارس أن يكون لاتفاق أوبك+ آثار إیجابية على استقرار الأسواق خلال عامي 2021 و2022.
أساس صلب
انطلق اجتماع وزراء الطاقة لتحالف "أوبك+" بعد الساعة الواحدة ظهراً بدقائق قليلة بتوقيت السعودية. وعُقد عبر تقنية الفيديو، برئاسة كل من وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
وكان مندوب إحدى دول التحالف قد كشف لوكالة بلومبرغ قبل دقائق من بدء الاجتماع أن الإمارات تتوقع مراجعة خط الأساس الخاص بها لتخفيضات الإنتاج بحيث يصبح 3.5 مليون برميل بدلاً من 3.17 مليون برميل حالياً.
وصرح مسؤولون قبيل الاجتماع أنه لن يُعقد إلاّ إذا كان الاتفاق مضموناً.
الاجتماع يُنهي الخلاف السعودي-الإماراتي الذي أثار قلق تجار النفط. حيث كانت الإمارات ترى أن الطريقة التي تُحسب بها حصتها غير عادلة. وهي عارضت اتفاقاً أجمعت عليه بقية دول التحالف، كان من شأنه أن يضيف 400 ألف برميل يومياً كل شهر.
انهيار المحادثات لفترة وجيزة أدى إلى ارتفاع النفط الخام إلى أعلى مستوياته في 6 سنوات في بورصة نيويورك، لكن الأسعار انخفضت منذ ذلك الحين لتتداول دون 72 دولاراً للبرميل بقليل يوم الجمعة الماضي.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ظهرت علامات على إحراز تقدم بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نحو اتفاق مدروس، كان من شأنه أن يمنح الأخيرة حصة إنتاجية أكثر سخاءً. ومن ثم اجتمع البارحة السبت وزراء من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان عبر الإنترنت لمناقشة الأمر، على حد قول مندوبين لدول من تحالف "أوبك+".