الشرق
حذرت ليلى بنعلي، كبيرة الاقتصاديين في منتدى الطاقة الدولي، من وقوع الاقتصاد العالمي في ركود تضخمي، يشبه ما حدث في سبعينيات القرن الماضي، بسبب الارتفاع المتواصل المتوقع في أسعار الوقود، ورأت أن هناك إشارات للاقتصاد الحقيقي وقطاع النفط والغاز تقول إن هناك فقاعة تتكون، في ظل أزمة الديون المحتملة وصدمة المعروض وتضخم أسهم التكنولوجيا ومكررات الربحية الكبيرة للأسهم.
قالت بن علي، في لقاء مع صبا عودة عبر قناة "الشرق" إن سوق النفط الآن يمر بأزمة تصورات حول وضعه والتخمة وسرعة تعافي الطلب، خاصة أن هناك متحوراً قاتلاً من الفيروس، وتابعت أن الاختلاف في تحالف أوبك+ حول عودة النفط المسحوب في ظل الاتفاق خلال 5 أشهر أم 14 شهراً.
ورغم السعادة بارتفاع استهلاك الوقود خاصة في الصيف، لكن قد يحدث فائض بالمعروض في النصف الثاني من العام الحالي والعام المقبل في حالة زيادة الإنتاج.
بحسب كبيرة الاقتصاديين في منتدى الطاقة الدولي، فإنه "إذا عدنا خطوة للوراء، هناك مخاوف من الضغوط التضخمية الحالية بسبب السياسات النقدية التيسيرية، أدت لزيادة فقاعة الأصول والائتمان، لذلك فإن الحالة الحالية كانت متوقعة، خاصة عندما بدأ التراجع عن خفض الإنتاج".
اقرأ: مواقف الرياض وأبوظبي لـ"الشرق" تكشف سر إخفاق أوبك+ في التوصل لاتفاق
عودة التوازن لسوق النفط
عمل تحالف أوبك+ بطريقة فعَّالة على إعادة التوازن لسوق النفط، وفقاً لليلى بن علي، فقد كان هناك عدم يقين بالنسبة للطلب، لكن عودة التوازن للسوق كانت بطيئة، والمخزونات لدى الدول الصناعية الكبرى تقل حالياً بـ 120 مليون برميل عن العام الماضي، لكنها تزيد بـ110 ملايين برميل عن نهاية مايو 2019.
حددت كبيرة الاقتصاديين في منتدى الطاقة الدولي عاملين يدعمان أسعار النفط والغاز لكنهما قد يضران بالمستهلكين والمستوردين، وهما أننا أمام صيف شديد الحرارة، وإعادة فتح الاقتصادات الأساسية إذا تبين أن الفيروس المتحور قيد السيطرة.
لكن على الجانب الآخر، هناك عوامل سلبية تواجه الطلب، مثل ارتفاع مستوى الديون العالمية ومزيج السياسات النقدية والمالية التيسيرة، والصدمات السلبية التي تصيب المعروض، مما قد يؤدي لارتفاع أسعار الوقود، وإذا تم ربط هذه الأمور مع ما هو سائد من أوضاع اقتصادية، فإن الأمور قد تصل للركود التضخمي الذي أصاب الاقتصاد في سبعينيات القرن الماضي.
يخشى منتدى الطاقة الدولي على وتيرة تعافي الطلب، فوفقاً لكبيرة الاقتصاديين هناك انخفاض في الطلب بـ 4 ملايين نفط، يشكل وقود الطائرات الجانب الأكبر من هذا الطلب المفقود، والذي ما زال أقل بـ30% عن مستويات ما قبل الجائحة، وقد يحتاج تعافي الطلب على وقود الطيران لعامين إضافيين، كما أن الدولار ضعيف نسبياً أمام اليورو، مما يؤثر على القوة الشرائية.
مخاطر زيادة أسعار النفط
تعاني الدول المصدرة للنفط والغاز من مشكلة عدم تعافي الطلب، وهي تعلم أن أي زيادة في أسعار النفط ستضر المستهلكين وكذلك المنتجين على المدى البعيد، والزيادة التي يتحدث عنها تحالف أوبك+ ستحسن الوضع فقط، لكن هناك مجموعة واسعة من العوامل غير المرتبطة بسوق النفط، التي ترسل إشارة لهذه السوق وللاقتصاد الحقيقي بأننا أمام فقاعة تتكون، كأزمة ديون محتملة وصدمة المعروض وتضخم أسهم التكنولوجيا ومكررات الربحية الكبيرة للأسهم.
قالت ليلى بن علي: "نحن أمام آثار دائمة أطول أجلاً على قطاع النفط، الذي واجه 3 أزمات في عقد واحد، واليوم نحن أمام حالة عدم يقين غير مسبوقة، تتعلق بالسياسات والتغير المناخي".
انخفض الاستثمار في قطاع النفط من تريليون دولار سنوياً قبل 10 سنوات إلى أقل من 300 مليار دولار سنوياً، والالتزام بالمشاريع طويلة الأجل تراجع بأكثر من 60% في آخر 6 سنوات، ونتحدث عن 35 مليار دولار سنوياً، وكل هذه العوامل تضغط على القطاع النفطي، والذي يعاني من تراجع الاستثمار بحسب ليلى بن علي، لكن الخبر السار أن عمليات الاستحواذ والاندماج والانضباط في رأس المال تدعم تحقيق ربحية أعلى، فمعدل العائد الداخلي للمشاريع عاد لمستوى 25% مقابل 8.2% في السنوات الماضية، فالقطاع سيتعرض للضغط في المستقبل القريب لكن الأرباح ستكون أعلى.