قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد إنه لا يزال بوسع إيران والقوى العالمية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد أن أسفرت انتخابات الرئاسة في إيران عن فوز رئيس من غلاة المحافظين، لكنه أشار إلى أن الوقت ينفد.
قال جوزيب بوريل إن التوصل لاتفاق بات "قريبا جدا" وقد يجعل الشرق الأوسط أكثر أمنا، ويجعل ملايين الإيرانيين يشعرون بالارتياح بعد أن أنهكتهم العقوبات المالية والنفطية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عقب انسحابها من الاتفاق قبل ثلاث سنوات.
وأضاف بوريل في تصريح لمجموعة من الصحفيين في بيروت "الوقت يداهمنا فيما يتعلق بهذه المفاوضات".
وتابع "قطعنا شوطا كبيرا في الجهود السياسية، لذلك آمل ألا تكون نتيجة الانتخابات هي العقبة الأخيرة التي ستفسد عملية التفاوض، وعلى حد علمي لن يكون الأمر كذلك".
أسفرت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في إيران يوم الجمعة عن فوز إبراهيم رئيسي. ومن المقرر أن يتولى منصبه في أغسطس خلفا للبرجماتي حسن روحاني، لكن صاحب القول الفصل في الشؤون السياسية هو الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
قال مبعوث الاتحاد الأوروبي في المحادثات إن إيران والدول الست الكبرى أرجأوا محادثاتهم في فيينا اليوم الأحد للتشاور مع حكوماتهم. وكان رئيس الوفد الإيراني قد أشار في وقت سابق إلى أن المحادثات سوف تؤجل، وقال إن الخلافات المتبقية لا يمكن تجاوزها بسهولة.
الاقتراب من الاتفاق
ويشارك الاتحاد الأوروبي في المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
قال بوريل الذي التقى مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تركيا يوم الجمعة إنه لا يزال متفائلا.
وأشار ظريف إلى أن النص الذي يخضع للنقاش في المحادثات النووية أصبح "أكثر تنقيحا"، أو أقرب إلى اتفاق، وأنه يمكن إبرام اتفاق قبل تولي حكومة رئيسي الجديدة السلطة.
وقال أمام منتدى دبلوماسي في منتجع أنطاليا بجنوب تركيا أمس السبت "يفترض أن نترك مناصبنا بحلول منتصف أغسطس، وأعتقد أن هناك احتمالا جيدا للتوصل إلى اتفاق قبل منتصف أغسطس.
"لا أعتقد أن تذليل القضايا المتبقية سيكون أمرا صعبا".
ووصف ظريف رئيسي بأنه رجل موضوعي قائلا "السياسة الخارجية لإيران، والتي أعتقد أنها موضع إجماع، سوف تستمر".
وأيَّد رئيسي، مثل خامنئي، المحادثات النووية باعتبارها سبيلا لإلغاء العقوبات الأمريكية التي أضرّت باقتصاد الجمهورية الإسلامية الذي يعتمد على النفط، وفاقمت المصاعب الاقتصادية بشكل كبير، مما أثار استياء واسع النطاق.
وفي 2018 سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب واشنطن من الاتفاق النووي، الذي يستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عن طهران. ويسعى الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق.
وقال بوريل إن التوصل إلى اتفاق "يمكن أن يجعل العالم، لا سيما منطقة الشرق الأوسط، أكثر أمنا ويُحّسن وضع الإيرانيين".