المصدر:
الشرق
أبرمت شركة "القابضة" (ADQ)، الواقع مقرها في أبوظبي شراكة بالمناصفة مع "إنرجي كابيتال بارتنرز"، الأميركية للتعاون في إنشاء وتطوير مشاريع لتوليد الطاقة وتطوير البنية التحتية في القطاع، وتعهدتا بضخ استثمارات إجمالية تتجاوز 25 مليار دولار.
المشروع المشترك سيركز بشكل أساسي على السوق الأميركية، مع دراسة إمكانية تخصيص جزء من رأس المال للاستثمار في فرص محتملة في بعض الأسواق الدولية. ويعتزم الطرفان ضخ استثمارات في مشاريع قادرة على توليد 25 غيغاواط من الطاقة. ومن المتوقع أن يصل إجمالي مساهمات رأس المال المبدئية المُقدّمة من الشركتين إلى 5 مليارات دولار. وفق البيان الصادر يوم الثلاثاء.
قال محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في "القابضة" (ADQ): "يتيح التوسع السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتبنّيها فرصاً واعدة لتلبية احتياجات مراكز البيانات المتقدمة من الطاقة والبنية التحتية. وتتيح لنا شراكتنا مع (إنرجي كابيتال بارتنرز) إمكانية الاستثمار في مشاريع توليد الطاقة والبنية التحتية ذات الصلة، بما يلبي الطلب المتسارع على الطاقة".
يأتي الإعلان عن الصفقة بعد وقت قصير من استضافة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني في الإمارات وشقيق رئيس الدولة. يرأس الشيخ طحنون شركة القابضة (ADQ)، الصندوق السيادي البالغة قيمته 249 مليار دولار.
من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، خلال قمة تقنية عُقدت أمس الثلاثاء، إن الإدارة الأميركية "مسرورة" باستقبال وفد إماراتي في واشنطن، مشيداً بالإمارات كشريك رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي.
قال حمد الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة "ADQ"، في مقابلة مع بلومبرغ: "هذه مجرد البداية"، في إشارة إلى استثمارات مخطط لها بقيمة 25 مليار دولار. وأضاف: "لا نمانع زيادة رأس المال إذا سنحت لنا فرص". وأوضح أن الشراكة تهدف إلى استثمار كامل المبلغ خلال السنوات الخمس المقبلة، ثم جمع المزيد من التمويل إذا رصدت الشركة أهدافاً جديدة.
طموح الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي
وتبرز الطاقة والتكنولوجيا كمركز جديد للعلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، إلى جانب مجالات التعاون التقليدية مثل الدفاع والأمن. وتتطلع الولايات المتحدة إلى تعزيز الاستثمارات للحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، تماماً كما تسعى الإمارات إلى تعزيز قدرتها على الوصول إلى الرقائق الدقيقة المتقدمة ومهارات الحوسبة من الشركات الأميركية.
وقبل شهرين، أعلن ترمب أن شركة "داماك" العقارية، المملوكة للملياردير الإماراتي حسين سجواني، ستستثمر مبلغ 20 مليار دولار على الأقل في الولايات المتحدة. وأضاف أن الشركة، التي تتخذ من دبي مقراً لها، ستركز على تطوير مراكز بيانات (Data Centers) في مناطق الغرب الأوسط والجنوب الشرقي من الولايات المتحدة.
"إنرجي كابيتال بارتنرز" تركز على الاستثمار في الكهرباء والبنية التحتية المستدامة، ولديها استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة. استحوذت عليها شركة "بريدج بوينت "غروب" عام 2024 لإنشاء شركة استثمارية بأصول إجمالية مُدارة تبلغ 73 مليار دولار، موزعة بين الاستثمار الخاص والائتمان والبنية التحتية. وتمتلك الشركة وتشغِّل مشاريع طاقة تولد أكثر من 83 غيغاواط في الأسواق الأميركية الرئيسية.
بدوره قال دوغ كيملمان، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي في "إنرجي كابيتال بارتنرز": "سيتمحور تركيزنا في هذه الشراكة بشكل رئيسي على بناء مشاريع طاقة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي وقادرة على التوسع لتزويد الاحتياجات اللازمة لمراكز البيانات المتقدمة".
تضم إمبراطورية الشيخ طحنون بن زايد البالغة قيمتها 1.5 تريليون دولار، أيضاً شركة "جي 42"، التي حصلت على تمويل من "مايكروسوفت"، ووقعت صفقات مع "إنفيديا" و"أوبن إيه آي". كما يُشرف على شركة "إم جي إكس"، التي تُساهم في تمويل مشروع ترمب "ستارغيت" البالغة قيمته 100 مليار دولار، وتحالف استثماري في الذكاء الاصطناعي بقيمة 30 مليار دولار بقيادة "مايكروسوفت" و"بلاك روك".
الشراكة مع "إنرجي كابيتال بارتنرز" ستعمل على تلبية الطلب المتزايد على إنشاء محطات لتوليد الطاقة بالقرب من مراكز البيانات أو القطاعات المستهلكة من أجل ضمان استمرارية إمدادات الطاقة بجودة عالية، وتشمل تطوير مشاريع طاقة جديدة إضافة إلى توسعة مشاريع قائمة، وفق ما ورد بالبيان. وتقدّر وزارة الطاقة الأميركية أن الضغط على مراكز البيانات قد تضاعف ثلاث مرات خلال العقد الماضي، ومن المتوقع أن يتضاعف مرتين أو ثلاث مرات بحلول 2028.
تصنيفات
