بلومبرغ
يقبع فحمٌ أستراليٌّ تزيد قيمته عن 500 مليون دولار على السفن الراسية قبالة الموانئ الصينية، في حين يعرقل الخلاف الدبلوماسي بين البلدين التجارة بينهما، ويعطل جزءاً من أضخم ناقلات البضائع الجافة في العالم، مما يهدد بالتحول إلى أزمة إنسانية.
وتنتظر 50 سفينة منذ شهر أو أكثر من أجل تفريغ حمولتها من الفحم القادم من أستراليا، فهناك حوالي 5.7 مليون طن من الفحم، وقرابة 1000 بحار على متن السفن الراسية التي تتكوَّن في الغالب من سُفن بحجم "كيب سايز Capesize" و"بان ماكس Panamax" بحسب بيانات مُنفصلة أجرتها "بلومبرغ"، وشركة استخبارات البيانات "كيبلير Kpler".
توتر متصاعد بين الصين وأستراليا
جاء ذلك بعد إضافة الصين مجموعة واسعة من السلع، والمواد الغذائية الأسترالية إلى القائمة السوداء، مما أدَّى إلى تصاعد التوترات بين الشريكين التجاريين التي كانت قد تدهورت منذ أن منعت السلطات الأسترالية شركة "هواوي" في عام 2018 من إقامة شبكة الجيل الخامس G5.
وأفادت "بلومبرغ" في أكتوبر أنَّ السلطات الصينية طلبت من محطات الطاقة، ومصانع الصلب الصينية، التوقف عن استخدام الفحم الأسترالي، وصدرت تعليمات للموانئ بعدم تفريغ الوقود.
وقد قال "وانغ شياو لونغ في"، المدير العام لإدارة الشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية الصينية، يوم الاثنين، إنَّ الإجراءات التجارية الأخيرة التي اتخذتها الصين كانت لحماية الصحة العامة، وتتفق مع ضوابط منظمة التجارة العالمية.
تكتيك صيني شائع
وتزامن الحظر المفروض على الفحم الأسترالي مع حملة أوسع لتقييد واردات الوقود، وهو تكتيك شائع تستخدمه بكين لدعم أسعار الفحم، وشركات التعدين المحلية. فقد ذكر مركز بحوث الطاقة "وود ماكنز Wood Mackenzie" أنَّ واردات الصين الشهرية من الفحم، تراجعت مؤخراً إلى أدنى مستوى لها منذ قرابة عقد.
لكن السلطات قد تمنح حصصَ استيرادٍ إضافية للسيطرة على الأسعار مع اقتراب ذروة الطلب في فصل الشتاء. فقد ارتفع سعر الفحم من تسليم ميناء "تشينهوانغداو" القياسي مرة أخرى فوق مستوى التَّدخل البالغ 600 يوان للطن، كما فشلت جهود زيادة الإنتاج المحلي بسبب حوادث المناجم التي وقعت في المقاطعات الرئيسية.
وكانت مؤسسة "مورغان ستانلي"، قد قالت في مذكرة صدرت يوم الإثنين، نقلاً عن تجار وتقارير إعلامية محلية، إنَّ الموانئ المختارة، قد تحصل على حوالي 10 ملايين طن من الحصص الإضافية حتى نهاية العام.
66 سفينة
وفقاً لبيانات الشحن التي قامت "بلومبرغ" بتحليلها؛ فإنَّ هُناك 66 سفينة مُحمَّلة بالفحم الأسترالي على السواحل الصينية، معظمها قبالة الساحل الشمالي الشرقي بالقرب من موانئ "جينغتانغ"، و"كوفيديان".
وحدَّدت "كيبلير" 53 سفينة فحم أسترالية، تنتظر منذ أربعة أسابيع أو أكثر لتفريغها في الموانئ الصينية. وتحمل 39 سفينة قُرابة 4.1 مليون طن من الفحم المعدني. وأغلق فحم التكويك الأسترالي في بورصة "سنغافورة" شهر نوفمبر، يوم الإثنين، عند 101.57 دولاراً للطن الواحد.
وبحسب تحليل "كليبير" فإنَّ تسع سفن تحمل حوالي 1.1 مليون طن من الفحم الحراري. وكان السعر المعياري لهذا النوع من الفحم قد استقر عند 63.40 دولاراً يوم الإثنين في سوق العقود الآجلة، والخيارات للسلع، وأسعار الفائدة، ومشتقات الأسهم الأوروبية "ICE Futures Europe". كما تحمل خمس سفن أخرى أنواعاً من الفحم لم يتم تحديدها.
وعلى افتراض أنَّ الشحنات غير المحدَّدة، كانت أرخص من النوعين، فإنَّ قيمة الفحم على السفن التي حدَّدتها "كليبير" تبلغ حوالي 519 مليون دولار.
ووفقاً لـ"كليبير"، فإنَّه قبل القيود الصينية على الشحنات الأسترالية، انتظرت السفن التي تحمل الفحم من جميع المُصدِّرين عموماً، مدة ثلاثة إلى خمسة أيام للحصول على مرسى لها.