
بلومبرغ
اتسعت الفجوة بين أسعار عقود الغاز الطبيعي الأوروبية المقرر تسليمها هذا الصيف مقابل نظيرتها التي ستُسلم خلال الشتاء المقبل، وذلك بعد إعلان ألمانيا عن إمكانية تقديم دعم لإعادة تعبئة مخزونات الوقود.
تُتداول العقود الصيفية بأعلى علاوة منذ نوفمبر، حيث تزيد بنحو 4 يورو لكل ميغاواط في الساعة عن أسعار الشتاء. وبدأ هذا الفارق في الاتساع أواخر العام الماضي بسبب مخاوف من نقص الإمدادات خلال عام 2025، مما أثار قلقاً من أن هذا الاتجاه قد يثني المتداولين عن تخزين الغاز خلال الصيف.
يُعتبر الحفاظ على مخزونات وقود كافية أمراً بالغ الأهمية لأمن الطاقة في أوروبا، خاصةً بعد فقدان معظم تدفقات خطوط الأنابيب الروسية، حيث توفر هذه المخزونات دعماً لمواجهة ارتفاع الطلب خلال موسم التدفئة.
دعم ألمانيا لمخزونات الغاز
تبحث شركة "تريدينغ هب يوروب" (Trading Hub Europe)، المشرفة على سوق الغاز الطبيعي الألماني، مع الجهات التنظيمية إمكانية تقديم دعم مالي لتشجيع إعادة تعبئة مخزونات الغاز، وكشفت يوم الثلاثاء عن أحدث التفاصيل المتعلقة بخطة الدعم.
وازداد الفارق السعري بين الصيف والشتاء بشكل أكبر بعد نشر التقرير، حيث يُتوقع أن يؤدي الدعم إلى شراء الغاز الصيفي رغم ارتفاع الأسعار.
اقرأ أيضاً: تقلبات بأسعار الغاز الأوروبي بعد سماح ترمب برخص جديدة لتصدير الغاز المسال
قال جيمس واديل، رئيس قسم الغاز الأوروبي والغاز الطبيعي المسال العالمي في شركة "إنرجي أسبيكتس" (Energy Aspects)، إن "أي دعم يعزز شراء الغاز في الصيف للتخزين سيدعم أسعار الصيف مقارنة بالشتاء. لكن كلما تدخلت الدول من خلال تقديم دعم أو فرض عقوبات لعدم التعبئة، زادت تشوهات إشارات الأسعار التي عادة ما تشجع الشركات على التخزين".
أبرز ملامح خطة الدعم الألمانية:
- المناقصات تهدف إلى تشجيع عمليات التخزين لتلبية الأهداف القانونية.
- الدعم يُمنح للموردين إذا كان الفارق السعري الموسمي أقل من العروض المقدمة.
- الدعم مقيد بحد أقصى مع احتساب الدفعات النهائية بعد 1 نوفمبر.
اضطرابات إضافية في سوق الغاز
ساهمت عاصفة شتوية شديدة في تعزيز الاتجاه الصعودي داخل سوق الغاز، حيث أدت إلى تعطيل شحنات الغاز الطبيعي من محطة تصدير رئيسية في الولايات المتحدة، وحدوث اضطرابات واسعة في النقل جنوب البلاد. وأعلنت محطة "فريبورت للغاز الطبيعي المسال" عن توقف عملياتها بسبب انقطاعات متكررة في الطاقة الكهربائية.
في الوقت نفسه، يترقب المتداولون خطوات إضافية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي صرح بإمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم يتفق الرئيس فلاديمير بوتين على الدخول في مفاوضات بشأن أوكرانيا. وفرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات واسعة النطاق على قطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك بعض مشاريع الغاز الطبيعي المسال.
التأثير على أسعار الغاز الأوروبية
ذكرت شركة الاستشارات "أوكسيليون" (Auxilione) في مذكرة أن "إغلاق محطات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بسبب سوء الأحوال الجوية المتوقعة، بجانب مراجعة ألمانيا لإطارها التنظيمي الخاص بتعبئة مرافق تخزين الغاز قبل الشتاء المقبل، أدى إلى مزيد من الانخفاض في الفارق السعري بين الصيف والشتاء. وهذا يجعل تعبئة المخزونات خلال أشهر الصيف أكثر صعوبة من الناحية الاقتصادية، حيث تتطلب الأسواق فارقاً سعرياً إيجابياً".
كما ساهمت ظروف الرياح المنخفضة في زيادة الطلب على الغاز، مما دفع أسعار الغاز الفورية في المملكة المتحدة للارتفاع. علاوة على ذلك، ارتفعت تكاليف التحوط ضد زيادة الأسعار لموسم التخزين المقبل.
وسجلت العقود المستقبلية لأقرب شهر في سوق الغاز الهولندية، والتي تُعد مؤشراً على أسعار الغاز في أوروبا، تغيراً طفيفاً عند 50 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند الساعة 10:05 صباحاً بتوقيت أمستردام.