كيف يؤثر قرار ترمب بإعادة تراخيص الغاز على قطر وأوروبا؟

حظيت صناعة الغاز الطبيعي المسال الأميركية بدفعة جديدة. لكن منتجو الغاز الصخري في الداخل والمشترون المتعطشون للطاقة في الخارج هم من سيحددون مدى قدرة الولايات المتحدة على زيادة الإمدادات.

فقرار الرئيس دونالد ترمب برفع الحظر عن تراخيص تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركي لم يكن مفاجئاً؛ حيث أشارت "بلومبرغ إن إي إف" في تقريرها بعنوان "التوقعات العالمية لإمدادات الغاز الطبيعي المسال لعام 2030: الموجة الثانية للولايات المتحدة" إلى أن هذه الخطوة متوقعة. كما تعكس نية ترمب الأوسع لتعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة.

مع ذلك، فإن تراكم طلبات التراخيص التي ستحتاج وزارة الطاقة للتعامل معها سيستغرق وقتاً، ما يعني أن تأثير القرار على المشاريع الجديدة المقترحة للغاز الطبيعي المسال لن يظهر حتى نهاية العقد. علاوة على ذلك، قد يواجه هذا المسار تحديات قانونية ومخاوف بيئية، ما يهدد توسيع الصناعة أو يزيد العراقيل التي يجب تجاوزها. الموافقات لن تشمل كل المشروعات، وليس كل مشروع تمت الموافقة عليه سيتم تنفيذه.

اقرأ المزيد: ترمب يعيد تشكيل قطاع الطاقة الأميركي مع التركيز على النفط والغاز

ما التالي؟

لا يزال مستقبل إنشاء مشاريع الغاز الطبيعي المسال الأميركية الجديدة واعتمادها غير واضح. لكن ذلك لن يوقف الزخم التجاري. سيبدأ مطورو الغاز الطبيعي المسال بجدولة رحلاتهم للتفاوض مع المشترين المحتملين، سيعود المستشارون القانونيون الذين يعملون مع شركات الغاز الطبيعي المسال إلى النسخ السابقة من مسودات اتفاقيات البيع والشراء التي تضم تعديلات جرى تتبعها. كما ستعود فرق المبيعات إلى العمل بحماس، والمشترون المحتملون ينتظرون، بينما يراقبون التطورات عن كثب.

لكن النقطة الأكثر أهمية لفهم تأثير قرار ترمب على الصناعة تكمن في كيفية استجابة الأطراف الأخرى. وهناك ثلاث نتائج رئيسية متوقعة يمكن تفصيلها، كالآتي:

هل ستسرع قطر جهودها لتأمين المشترين؟

يُتوقع أن تتضاعف قدرة تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركي تقريباً بحلول عام 2030، مع الأخذ في الاعتبار المشاريع قيد الإنشاء حالياً فقط. ومع هذه الموجة الثانية من النمو الأميركي ومشاريع التوسع المستمرة في قطر، سيشكل المصدران أكثر من نصف الإمدادات العالمية بحلول نهاية العقد، حيث يتنافسان على الأسواق نفسها.

اقرأ المزيد: قطر: تعاقدات لبيع 25 مليار طن من الغاز المسال منذ العام الماضي

ولا تزال شركة "قطر للطاقة" وشركاؤها يحاولون تأمين المزيد من العملاء لمشروعها التوسعي الضخم في الخليج العربي. كما تحتاج قطر إلى تثبيت الطلب سريعاً حتى تضمن التفوق على الإمدادات الأميركية الناشئة.

هل سترحب أوروبا بالمزيد من الغاز الأميركي؟

توقفت تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا بداية هذا العام، ما قد يزيد الضغط على أوروبا للتخلي عن إمدادات الغاز الروسي المسال. ومع ذلك، تريد القارة ضمان عدم الاعتماد المفرط على الغاز الأميركي.

سيكون السرد السياسي حول زيادة واردات الغاز الأميركي المسال إلى أوروبا واتفاقيات الشراء من قبل المشترين الأوروبيين موضوعاً يستحق المتابعة في الأشهر المقبلة.

هل تسود حماسة "الحفر بلا توقف"؟

لم يعد منتجو الغاز الصخري الأميركي يهتمون فقط بأسعار الغاز المستقبلية. بل يزداد اهتمامهم بالعوامل الكلية التي ستؤثر على الطلب، بما في ذلك احتياجات تغذية مرافق التصدير بالغاز .

لذا؛ علينا أن نترقب إعلان مطوري الغاز الأميركي عن المزيد من اتفاقيات البيع والشراء مع المنتجين لتأمين الغاز اللازم لمشاريع التصدير الخاصة بهم. فالشركات التي تمتلك التصاريح اللازمة، وتوفر الغاز، والعملاء المستعدين لتوقيع العقود في المؤتمرات المقبلة، كلها ستتصدر الاهتمام.

وتشمل الشركات التي تنظر حالياً في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الأميركية كلاً من "تشينيير" (Cheniere)، و"نكست ديكيد" (NextDecade)، و"سمبرا إنرجي" (Sempra Energy)، و"فينتشر غلوبال" (Venture Global LNG)، وغيرها.