مصافي الصين العملاقة تتدافع لشراء النفط تجنباً لاضطرابات العقوبات

تزايد الاهتمام بشحنات النفط الفورية في الآونة الأخيرة من جانب المستوردين الصينيين

time reading iconدقائق القراءة - 4
علم الصين يرفرف بالقرب من مصفاة نفط في شنغهاي، الصين - AFP
علم الصين يرفرف بالقرب من مصفاة نفط في شنغهاي، الصين - AFP
المصدر:

بلومبرغ

تسارع شركات النفط الحكومية الصينية والمصافي الخاصة الكبرى إلى شراء شحنات الخام من الشرق الأوسط ومناطق أخرى، في تعجيل بالاستعداد لأي اضطرابات محتملة في إمدادات الوقود إذ يهدد تشديد العقوبات على روسيا وإيران بتقليص تدفقات الخام في الأجل القريب.

قال تجار يوم الثلاثاء إن شركات مثل "سينوك" و"شاندونغ يولونغ بتروكميكال" (Shandong Yulong Petrochemical) و"جيانغسو إيسترن شنغهونغ" (Jiangsu Eastern Shenghong) أرسلت طلبات عاجلة لشراء النفط الخام للتسليم الفوري. أضافوا أن العديد من درجات الخام تُؤخذ بعين الاعتبار، بما فيها نفط الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين. أشاروا إلى أن الشحنات الخاصة بشهر فبراير تحظى بطلب مرتفع بصفة خاصة.

المصافي الصغيرة تواجه صعوبات

يأتي تحرك بعض كبار مشتري النفط في الصين بسبب مخاوف من أن شركات التكرير الصغيرة -التي تتعرض لضغوط بالفعل- قد تضطر إلى تقليص معدلات التشغيل وإنتاج الوقود إذا فقدت إمكانية الوصول إلى النفط الروسي والإيراني مُخفض السعر. واجهت معظم المصافي المستقلة المعروفة باسم "أباريق الشاي"، والمتمركزة حول مقاطعة شاندونغ الشرقية، تراجعاً في هوامش الربح على مدى فترة طويلة قبل الإعلان عن أحدث القيود التي فرضتها واشنطن الجمعة الماضية.

في حال تعثر أداء شركات التكرير الصغيرة، يُتوقع أن تتدخل المصافي الحكومية الكبرى لضمان عدم حدوث نقص في الإمدادات المحلية من الوقود، مثل الديزل. رغم أن ذلك قد يعني زيادة حصتها في السوق، إلا أنه يهدف بالأساس إلى ضمان أمن الطاقة، وهو أمر يشكل أولوية قصوى بالنسبة لبكين.

تؤثر أحدث العقوبات الأميركية على أكثر من 180 ناقلة وبعضاً من أكبر منتجي النفط الخام في روسيا، ما أثار اضطراباً كبيراً في سوق النفط الآسيوية. ويعمل المشترون وشركات الشحن ومشغلو الموانئ على التعامل مع التداعيات، في وقت بدأت فيه بعض الناقلات المشمولة بالعقوبات، التي تحمل خام "إسبو" الروسي إلى مقاطعة شاندونغ، بالانتظار أو الرسو قبالة السواحل الصينية مع تقييم شركات الشحن لخطواتها المقبلة.

اهتمام بعقود التسليم الفوري

تزايد تدريجياً اهتمام المستوردين الصينيين بالشحنات الفورية للنفط الخام على مدى الشهرين الماضيين، بعد أن رفعت إيران أسعار نفطها المعروض. لكن هذا الاهتمام تصاعد الأسبوع الحالي مع إصدار واشنطن قائمة طويلة من العقوبات التي تستهدف أسطول الظل المكلف بنقل الشحنات الحرجة حول العالم.

خلال الأسبوع الحالي، باعت شركة "توتال إنرجيز" شحنات فورية من خام عُمان وخام زاكوم العلوي الإماراتي إلى مشترين، من بينهم "سينوك" و"رونغشنغ بتروكيميكال"، كما عرضت شحنات من خام لابا البرازيلي اليوم. زادت العلاوات السعرية الفورية لخام عُمان، وهو خام متوسط الكبريت يُستخدم كمؤشر مرجعي ويُتداول على نطاق واسع عالمياً، لتصل إلى نحو 3 دولارات للبرميل الأسبوع الجاري، مقارنة بعلاوة تراوحت بين 1.50 و1.70 دولار الأسبوع الماضي. كما قفزت أسعار تأجير الناقلات العملاقة على الخطوط بين الشرق الأوسط والصين.

تصنيفات

قصص قد تهمك