خافير بلاس: سعر النفط الخطأ معضلة حقيقية لـ"أوبك+"

time reading iconدقائق القراءة - 6
منصات ضخ نفط - Getty Images
منصات ضخ نفط - Getty Images
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أكثر الوقائع إثارة تبدأ عندما يجرؤ شخص ما على قول الحقيقة، مهما كانت صادمة! وهذا ما حدث عندما أعلن مسؤول بارز في تحالف "أوبك+" علناً ما كان يعتقده كثيرون سراً، وهو أن التحالف أبقى أسعار النفط مرتفعة جداً، مما مما أدى إلى دعم منافسيه. وكانت النتيجة أنه ليس لا يمكنه زيادة الإنتاج، واعتمد بدلاً من ذلك على خفض الإنتاج بشكل متزايد.

في 26 نوفمبر، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "شانا" تعليقاً لنائب رئيس الوفد الإيراني في "أوبك+" أفشين جافان زعم فيه أن التحالف يواجه "فائضاً في العرض" من صنعه إلى حد كبير، بعد سنوات من خفض الإنتاج. وأضاف أن "هذه الاستراتيجية لدعم الأسعار شجّعت عملياً على زيادة الإمدادات خارج التحالف، وخصوصاً من الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن ذلك سيترك "مجالاً محدوداً للمناورة" لأوبك+ لتخفيف القيود المفروضة.

التعليق أشار إلى حقيقة نادراً ما يتم التطرق إليها حتى خلف الأبواب المغلقة. فقد دفعت السياسة الحالية أنغولا إلى الانسحاب من "أوبك+"، وقد تحذو حذوها دول أخرى قريباً. جافان حذر من أن الغابون، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو "قد تعيد النظر في عضويتها".

وخلال ساعات، حُذف التعليق دون تفسير، ولكن الضرر كان قد وقع بالفعل، خصوصاً مع اقتراب الاجتماع المقبل للتحالف. ويُشبه هذا الوضع قصة الطفل في حكاية "ملابس الإمبراطور الجديدة" لهانز كريستيان أندرسن، عندما صاح: "ولكنه لا يرتدي شيئاً!". نعم، الإمبراطور مكشوف تماماً.

ترقب اجتماع "أوبك+"

أجّل "أوبك+" اجتماعاً كان مقرراً في الأول من ديسمبر إلى الخامس منه، فيما تحاول السعودية تدبير خطة للحفاظ على أسعار نفط مرتفعة. في يونيو الماضي، أعلن التحالف عن مخطط لزيادة تدريجية شهرية في الإنتاج بدءاً من سبتمبر 2024 وحتى نهاية عام 2025. ولكن ضعف أسعار النفط أجبر "أوبك+" على تأجيل هذه الزيادات مرتين بالفعل، الأولى من سبتمبر إلى أكتوبر، والثانية من أكتوبر إلى يناير.

يتيح التأجيل للمجموعة مزيداً من الوقت لاتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية. والرياض ليست مستعدة للتراجع. وعلى أقل تقدير، تضغط السعودية لتأجيل زيادات الإنتاج للمرة الثالثة، لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، وفقاً لما قاله مندوبون. كما ناقشت المملكة إمكانية إجراء تخفيضات إضافية في الإنتاج، ولكنها لم تجد استجابة بين الأعضاء لهذا الاقتراح حتى الآن.

في هذه الأثناء، تحاول الرياض حث العراق وكازاخستان على الالتزام بحصص الإنتاج الخاصة بهما ضمن "أوبك+". فكلا البلدين ضخّا كميات تتجاوز الحصص المقررة لهما بانتظام، إلى جانب روسيا والإمارات. وتطالب كازاخستان، التي أنفقت مليارات لتوسيع أكبر حقولها النفطية، بأن يعترف التحالف بحقها في زيادة إنتاج النفط العام المقبل. ووفقاً للمندوبين، قد يعرقل هذا الخلاف أي اتفاق يُتخذ في اجتماع 5 ديسمبر.

وتطالب كازاخستان، التي أنفقت مليارات لتوسيع أكبر حقولها النفطية، بأن يعترف التحالف بحقها في زيادة إنتاج النفط العام المقبل. ووفقاً للمندوبين، قد يعرقل هذا الخلاف أي اتفاق يُتخذ في اجتماع 5 ديسمبر.

ولكن في النهاية، الإيرانيون محقّون، فالتحالف يدعم نمو منافسيه، وكلما استمر في ذلك أصبح من الصعب إيجاد مخرج. صحيح أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يوفر للسعودية سبيلاً،  إذا تمكن من كبح صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية. ولكن ذلك بالكاد سيشير لنجاح سياسة "أوبك+"، بل على العكس، سيُظهر أن التحالف يعتمد على البيت الأبيض.

أسعار النفط في 2024

بلغ متوسط سعر خام برنت نحو 80.5 دولاراً للبرميل، خلال هذا العام. ولم تكن الأسعار منخفضة بما يكفي لإلحاق ضرر كبير بالمنتجين الأميركيين،  إلا منذ سبتمبر. ومع ذلك، فإن أسعار النفط عند 70 إلى 75 دولاراً للبرميل ليست كافية لوقف صناعة النفط الصخري الأميركية. والسبب الرئيسي لذلك هو الكفاءة؛ بالإضافة إلى أن 70 دولاراً للبرميل يُعدّ جيداً من منظور تاريخي. ويُذكر أن متوسط سعر برنت خلال فترة 2017-2019 كان 63 دولاراً للبرميل، حينما أضاف المنتجون الأميركيون حوالي ستة ملايين برميل يومياً من الخام والسوائل الأخرى.

تُقدّر "وكالة الطاقة الدولية" أن صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة أصبحت متطورة لدرجة أن 300 منصة حفر حالياً تنجز ما كانت تحتاجه 500 منصة قبل خمس سنوات.

ترافيس دي. ستايس، الرئيس التنفيذي لشركة  "دايموند باك إنرجي"، إحدى أكبر شركات النفط الصخري، أبلغ المستثمرين مؤخراً إن خطته الأولية كانت تشغيل 22 إلى 24 منصة العام المقبل، ولكنه يعتقد الآن أنه يمكنه إنجاز العمل باستخدام 18 منصة فقط؛ حيث "يعتمد ذلك بشكل كامل على التحسينات المستمرة في الكفاءة".

في النهاية، ستحد الجيولوجيا من صناعة النفط الصخري الأميركية حتى لو بقيت أسعار النفط مرتفعة. ولكن هذا اليوم لم يأتِ بعد. وكلما استمر "أوبك+" في الدفع نحو أسعار مرتفعة للغاية، قوّض قدرته على زيادة الإنتاج. يدرك مسؤولو "أوبك+" ذلك، لكن قلة منهم يتحدثون عنه بصراحة. ربما حان الوقت لفعل ذلك، قبل فوات الآوان.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
NAMEالمؤشرVALUEقراءة المؤشرNET CHANGEالتغيرCHANGE %نسبة التغير1 MONTHشهر1 YEARسنةTIME (GMT)الوقت2 DAYيومان
XB1:COMبنزين RBOB (Nymex)227.14+3.67+1.64%+15.28%-18.83%11:30:00.000بنزين RBOB (Nymex)
CO1:COMمزيج برنت74.72+1.09+1.48%+2.09%-15.40%11:49:21.000مزيج برنت
CL1:COMخام غرب تكساس WTI (Nymex)71.35+1.99+2.87%+2.06%-16.60%11:50:01.000خام غرب تكساس WTI (Nymex)
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان
Javier Blas

Javier Blas

Energy and commodities columnist at Bloomberg.
للإتصال بكاتب هذا المقال:@JavierBlas

تغيير حجم الخط

تكساس

2 دقائق

14°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 14°/14°
13 كم/س
58%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.