بلومبرغ
يسارع موردو البنزين لتأمين طرق بديلة للتسليم لتجنب نقص الوقود بداية من أتلانتا إلى نيويورك، بعد هجوم إلكتروني باستخدام برنامج الفدية الخبيث أدى إلى إغلاق أكبر خط أنابيب للمنتجات النفطية في البلاد.
يبحث التجار وشركات شحن الوقود عن صنادل وسفن لتوصيل البنزين الذي كان سيجري شحنه بطريقة أخرى على نظام خط أنابيب " كولونيال بيايلاين"، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.
وقالت المصادر إن تجارا آخرين يسعون لتوفير ناقلات لتخزين البنزين مؤقتا في الخليج الأمريكي في حالة استمر الإغلاق فترة طويلة.
وقف جميع العمليات
وذكرت شركة "كولونيال بايبلاين" في بيان لها أنها أوقفت جميع العمليات على نظامها كإجراء احترازي يوم الجمعة، بعد تعرضها لهجوم إلكتروني أثر على بعض أنظمة تكنولوجيا المعلومات، كما أنها تعمل على استعادة العمليات، على الرغم من عدم وجود مخطط زمني لإعادة التشغيل حتى الآن.
يأتي الهجوم في الوقت الذي يستعد فيه قطاع الطاقة في البلاد لتلبية الطلب القوي على الوقود المرتبط بالسفر في الصيف، حيث نما الطلب على البنزين بشكل مطرد هذا العام مع خروج الولايات الأمريكية الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد من حالة الإغلاق، وتخفيف معظم القيود الاقتصادية.
ومع تلقي المزيد من الأمريكيين للتطعيم، يتنقل الكثيرون مرة أخرى للعمل من المكتب، ويخططون لرحلات صيفية لأول مرة ويحجزون رحلات جوية، وبالتوازي استعدت مصافي التكرير الأمريكية بزيادة عملياتها في شهر مارس الماضي إلى المستويات التي كانت عليها قبل تفشي الوباء الذي أدى إلى تدمير الطلب على النفط.
البديل الأوروبي
يعد خط الأنابيب مكونا رئيسيا في توصيل البنزين والديزل ووقود الطائرات إلى الساحل الشرقي من حزام التكرير في البلاد على طول ساحل الخليج الأمريكي. وتملك الشركة من خلال نظامها القدرة على إرسال حوالي 2.5 مليون برميل يوميا من مدينة هيوستن حتى ولاية نورث كارولينا، و900 ألف برميل أخرى يوميا إلى مدينة نيويورك.
يتورط في هجمات برامج الفدية الخبيثة قراصنة يزرعون برامج ضارة للشبكات الإلكترونية تعمل على تشفير البيانات وتترك الأجهزة مقفلة حتى يدفع الضحايا مبالغ الابتزاز المطلوبة، ويعد ذلك أكبر هجوم من نوعه على خط أنابيب وقود أمريكي.
وبحسب المصادر فإن الاهتمام الرئيسي في الوقت الحالي ينصب على تلبية الطلب على المنتجات في جنوب شرق الولايات المتحدة، والذي يعتمد بشكل خاص على نظام شركة "كولونيال".
ونوهت المصادر إلى أن الشمال الشرقي يمكنه تأمين شحنات البنزين القادمة من أوروبا، لكن التكلفة سوف تزداد، كلما طالت مدة بقاء خط الأنابيب مغلقا.
ويعتقد وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في مؤسسة "أي إن جي غروب إن في" ( ING Groep NV) أنه كلما طال أمد الأزمة، زادت المضاربة على ارتفاع أسعار المنتجات المكررة على الساحل الشرقي.. كما أنه من المحتمل أن يؤدي هذا أيضا إلى حدوث ارتفاع في أسعار المنتجات الأوروبية، حيث نرى المزيد من الشحنات المنقولة بحريا بحاجة إلى الذهاب إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة لسد النقص".
قد يكون البديل هو استخدام خط أنابيب شركة "كيندر مورغان" (Kinder Morgan )، رغم أنه يمتد فقط إلى أقصى شمال العاصمة واشنطن، وتعد قدرته البالغة 720 ألف برميل يوميا أقل بكثير من قدرة خطوط شركة "كولونيال" ولديه بالفعل مستخدمون آخرون لنقل الإمدادات، وفقا لأحد المصادر المطلعة.