الشرق
استطاعت المملكة العربية السعودية توفير ما يقارب من نصف استهلاك الأردن من الكهرباء في وقت الذروة، مع تبنيها خططاً لكفاءة استهلاك الطاقة.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن "الشركة الوطنية لكفاءة خدمات الطاقة (ترشيد)" التي تأسست في 2017 تمكنت من توفير حوالي 2 غيغاواط من استهلاك الطاقة "كانت تذهب هباء"، مضيفاً أن ذلك يوازي تقريباً نصف استهلاك الأردن في وقت الذروة.
وفق الأمير عبدالعزيز فإن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تجني الأموال من خلال التحول في قطاع الطاقة، وذلك بفضل اعتماد جميع قراراتها على الدراسات الاقتصادية ودراسات الجدوى، بحسب كلمته خلال منتدى "مبادرة السعودية الخضراء" التي انطلقت في الرياض اليوم الثلاثاء.
تهدف "مبادرة السعودية الخضراء" إلى التصدي للتغير المناخي وتعزيز جودة الحياة بالإضافة إلى حماية البيئة للأجيال القادمة. ويتزامن انطلاقها مع استضافة المملكة لفعاليات "مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر" (كوب 16). وتتضمن المبادرة أكبر مشروع تشجير في العالم يهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في المملكة زرع منها حتى الآن 95 مليون شجرة، وتخطط المملكة لزرع أكثر من 600 مليون شجرة إضافية بحلول عام 2030، مع إعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، بعدما أعلنت عن إعادة تأهيل 111 ألف هكتار، منذ إطلاق المبادرة؛ لمواجهة التغيرات المناخية، والمساهمة في مكافحة الاحتباس الحراري.
في الوقت نفسه شدد وزير الطاقة السعودي في معرض حديثه عن الاقتصاد الدائري للكربون على أهمية ضمان أمن الطاقة، موضحاً أنه "ليس اختيارياً"، حتى يتسنى تحقيق الأهداف الأخرى مثل خفض التكلفة وتحقيق الاستدامة.
وأشار الأمير عبدالعزيز إلى أن المملكة هي أول من استخدم كلمة "التحول" في العالم في إحدى الفعاليات بأبوظبي عام 2019 لأنها تمر بتحول حقيقي.
يذكر أن شركة "أكوا باور"، أطلقت بالشراكة مع شركتي "نيوم" و"إير بروداكتس" مشروعاً لبناء أكبر منشأة تجارية في العالم على مستوى المرافق الصناعية تعمل بالطاقة المتجددة لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر، حيث يستهدف توفير قدرة إنتاجية تبلغ حوالي 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح،
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان في أبريل الماضي خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض إن "السعودية تريد أن تمد العالم بكافة أنواع الطاقة سواء كانت هيدروجينية أو نووية. فنحن نريد مد العالم بالطاقة أياً كان نوعها".
رئيس أرامكو: تجاهل عنصر التكلفة من أكبر تحديات تحول الطاقة
من جهته، اعتبر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة "أرامكو السعودية" أمين الناصر أن أكبر التحديات أمام تحول الطاقة في الوقت الحالي هو عدم الواقعية وتجاهل عنصر التكلفة، ولفت في كلمته أمام المؤتمر إلى وجود ملياري شخص حول العالم لا يملكون إمدادات لوقود الطهي النظيف، وهناك ما يقرب من 800 مليون شخص لا تصل لهم الكهرباء بصورة منتظمة، بينما تظل تكلفة استخدام بدائل الطاقة الأحفورية مثل الهيدروجين مرتفعة.
الناصر أكد أن "أرامكو" تستثمر حالياً 700 مليون دولار في مجال رأس المال الجرئ لدعم الشركات الناشئة التي يعمل معظمها على ابتكار حلول تكنولوجية في مجالات الاستدامة يمكن أن تنجح في تقليص تكلفة التحول عن الوقود الأحفوري.
خلال المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول في فبراير الماضي، قال وزير الطاقة السعودي: "قررنا تأجيل رفع الطاقة الإنتاجية لأننا نتحول في مجال الطاقة، وشركة أرامكو تتحول كذلك إلى شركة طاقة متكاملة ولديها استثمارات في مجالات عديدة من بينها الطاقة المتجددة وتحويل النفط الخام السائل إلى كيماويات، وقريباً الطاقة الحرارية".
توقفت "أرامكو" عن حرق الغاز منذ أواخر السبعينيات، واستثمرت في تحسين الكفاءة حتى صارت اليوم لديها أقل معدل انبعاثات على مستوى العالم، من الميثان ومن ثاني أكسيد الكربون، وفق أمين الناصر، الذي أشار أيضاً إلى استثمار الشركة في احتجاز الكربون وتخزينه، من خلال مشروع بسعة 9 ملايين طن يدخل التشغيل بعد ثلاث سنوات، وأكد على أن المملكة ستواصل الاستثمار في قطاعي الطاقة الأحفورية والمتجددة.