الشرق
وقّعت أرامكو السعودية وشركتها التابعة "ساسرف" و"رونغشنغ للبتروكيماويات" الصينية اتفاقية إطارية لإنجاز مشروع توسعة في مصفاة (ساسرف) الواقعة بالجبيل، وفق بيان مشترك صدر اليوم.
يتضمن مشروع التوسعة، الذي يوجد حالياً في مرحلة التمهيد للأعمال الهندسية والتصميمية الأولية، إنشاء وحدتين كبيرتين لتكسير البخار ودمج مشتقات التكرير والكيماويات المرتبطة بها في مجمع ساسرف الحالي، مما يعزز قدرته على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية عالية الجودة.
يأتي هذا الاتفاق الجديد بعد يوم واحد عن إعلان بدء "أرامكو" وشركتا "سينوبك" و"فوجيان بتروكيميكال" الصينيتان تشييد مشروع بتروكيماويات جديد مشترك، يُسمى بالمرحلة الثانية من "فوجيان غولي" في الصين، والمتوقع أن يبدأ التشغيل بحلول عام 2030، وفقاً لبيان مشترك صدر أمس عن الشركات الثلاث.
زيادة قدرات التكرير
تحدد الاتفاقية الثلاثية الجديدة آلية التعاون والتخطيط بين أرامكو و"رونغشنغ" فيما يتعلق بتصميم وتطوير المشروع، الذي يهدف إلى توسيع قدرات التكرير والبتروكيماويات في "ساسرف" وتعزيز التعاون الدولي.
تتبادل الصين والسعودية الاستثمارات بقطاعي تكرير النفط والبتروكيماويات، في ظل علاقة بين الجانبين تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. وينفذ البلدان مبادرتين كبيرتين هما "الحزام والطريق" الصينية و"رؤية 2030" السعودية بأهداف كبيرة تشمل تنويع الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري.
كانت "أرامكو" و"سابك" و"سينوبك" وقعت في ديسمبر 2022 مذكرة تفاهم لدراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لتطوير مجمّع بتروكيماويات جديد يتم دمجه مع المصفاة البالغة طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل يومياً على الساحل الغربي للمملكة في ينبع. وتلا ذلك توقيع الشركات الثلاث اتفاقية مبدئية لإنشاء مجمّع بتروكيماويات في فوجيان بكلفة 6 مليارات دولار.
التعاون بين ثاني أكبر اقتصاد بالعالم وأكبر اقتصاد عربي يتردد بشكل دائم في تصريحات المسؤولين، مثلما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في سبتمبر عن استعداد بلاده لتعميق التعاون مع المملكة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والبنية التحتية. كما شجعت الصين شركاتها على الاستثمار في المملكة بمجالات مثل الطاقة الجديدة والمعلومات والاتصالات والاقتصادات الرقمية والخضراء.
كانت "أرامكو" و"رونغشنغ" أعلنتا في أبريل الماضي عن خطط تعاون بينهما تقضي امتلاك شركة الطاقة العملاقة في السعودية 50% من أسهم شركة "نينغبو تشونغجين بتروكميكال" (Zhongjin Petrochemical)، وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة "رونغشنغ" فيما تعتزم المجموعة الصينية الاستحواذ على 50% من "مصفاة الجبيل"، وهي وحدة مملوكة بالكامل لشركة الطاقة العملاقة في السعودية، ويتضمن كلا الاستثمارين توسعات في المشروعين محل الصفقة.