بلومبرغ
تتمتع أوروبا بوضع قوي يمكنها من الحفاظ على إمدادات ثابتة من الغاز هذا الشتاء، حتى مع إغلاق خط شحنات رئيسي من روسيا، وذلك وفقاً لشركات الطاقة في ألمانيا، أكبر مستهلك في المنطقة.
بينما لا تزال دول مثل النمسا وسلوفاكيا تعتمد على التدفقات القادمة من الشرق، فإن انتهاء الاتفاق الذي ينظم نقل الوقود الروسي عبر أوكرانيا في 31 ديسمبر لن يؤثر كثيراً على سوق الغاز الطبيعي الأوروبية التي أصبحت أقوى، حسبما صرح مايكل لويس، الرئيس التنفيذي لشركة "يونيبر" (Uniper)، في مقابلة يوم الأربعاء.
وقال لويس في مؤتمر "غازتك" في هيوستن: "سيتم سحب كمية معينة من السوق، لكن هذا الأمر معروف للسوق وهو ينعكس في مستويات الأسعار الحالية". وأضاف: "نحن في وضع جيد إلى حد ما مع اقترابنا من فصل الشتاء".
مصادر أخرى
خزنت أوروبا كميات من الغاز قبل بدء موسم التدفئة، كما أنها تتلقى الآن إمدادات ثابتة من النرويج، ورفعت واردات الغاز الطبيعي المسال من منتجين مثل الولايات المتحدة للمساعدة في تعويض الكميات المنخفضة بالفعل التي لا تزال تتدفق من روسيا.
رأى إيغبرت لايج، الرئيس التنفيذي لشركة "سيكيورينغ إينرجي فور يوروب" (Securing Energy for Europe) الألمانية، في مقابلة منفصلة خلال مؤتمر "غازتك"، أنه "يمكن تعويض الكميات الأوكرانية من الغاز"، بما في ذلك من خلال زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال. وأضاف: "لكن بالطبع، في حال كان الشتاء شديد البرودة، قد نواجه بعض النقص في الإمدادات".
مخازن الغاز في ألمانيا ممتلئة بنسبة تقارب 96%، رغم أن وتيرة ضخ الوقود قد تراجعت في الآونة الأخيرة، وفق "غاز إنفراستراكتشر يوروب" (Gas Infrastructure Europe).
تحديات متعددة
لم تعد "يونيبر" وألمانيا ككل تشتري الغاز من شركة "غازبروم"، شركة الطاقة المملوكة للدولة الروسية. أُممت "يونيبر" خلال أزمة الطاقة عام 2022 في واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ للشركات في تاريخ ألمانيا. بعد غزو روسيا لأوكرانيا ثم الحد من صادرات الغاز إلى أوروبا، اضطرت الشركة، التي كانت ذات يوم أحد عملاء "غازبروم" الرئيسيين، إلى دفع مئات ملايين اليوروهات يومياً مقابل إمدادات بديلة، ولم تتمكن من تحقيق ذلك إلا بدعم من الدولة.
في يونيو، حصلت "يونيبر" على أكثر من 13 مليار يورو (14.5 مليار دولار) كتعويضات بموجب قرار تحكيم دولي يتعلق بعدم توريد كميات الغاز الروسية من قبل "غازبروم" منذ منتصف 2022. تبحث الشركة جميع الخيارات لاستعادة التعويضات التي حصلت عليها في الإجراءات القضائية. وقال لويس: "إنها عملية قانونية معقدة. هناك عدة تحديات، وستستغرق وقتاً".
وعندما سُئل عن بدائل صفقة العبور التي هي على وشك الانتهاء، أشار لويس إلى أن "يونيبر" ليس لديها نية لشراء الغاز الروسي. كما تبدو المحادثات مع روسيا المتعلقة باتفاقية السلام النهائية قاتمة بعد أن دخلت حرب أوكرانيا عامها الثالث.
وأضاف: "علينا أن نشهد نهايةً للحرب قبل أن نتمكن من إجراء أي مناقشات معقولة. أعني نهايةً للحرب وإعادة تأسيس حقيقية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا". وتابع: "من الصعب للغاية تصور ما قد يحدث".