المصدر:
بلومبرغ
تشهد أسواق الديزل في الصين والهند -اللتين تمثلان الجزء الأكبر من الطلب في آسيا- علامات تباطؤ، مما قد يؤدي إلى مزيد من الضعف في أسعار النفط الخام.
في الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط، يتراجع الطلب على الديزل، بينما في الهند، انهار نمو الاستهلاك. بسبب الوضع الحالي، وتراجعت أرباح المصافي في جميع أنحاء المنطقة من تحويل النفط الخام (مثل خام دبي) إلى الديزل بأكثر من 40% منذ بداية العام، وفق بيانات "بلومبرغ فير فاليو" (Bloomberg Fair Value).
يكتسب الديزل أهمية كبيرة كونه يشكل ركيزة أساسية في سوق الطاقة العالمية التقليدية، ويعمل على تشغيل الشاحنات والمعدات المستخدمة في مجالات التعدين والبناء والزراعة. كما يمثل الديزل أكبر حصة من المنتجات المشتقة من النفط الخام على مستوى العالم، حسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
الديزل وتراجع الطلب على النفط
يؤثر تراجع طلب الديزل على أسعار النفط، إذ هبط سعر خام برنت، وهو المؤشر العالمي لأسعار النفط، إلى أدنى مستوياته منذ أواخر 2023 هذا الأسبوع، وسط مخاوف من وجود فائض عالمي.
وتسجل آسيا تراجعاً في الطلب على الديزل مثلما يحدث في أوروبا، حيث سجلت العقود المستقبلية أدنى مستوياتها منذ منتصف 2023 هذا الأسبوع. وفي الأيام الأخيرة، انخفض مؤشر رئيسي لقياس ربحية إنتاج الديزل في آسيا إلى أضعف مستوياته خلال أكثر من 15 شهراً، الأمر الذي يمثل تحدياً بالنسبة للمصافي.
استهلاك الديزل في الصين والهند
في الصين- حيث يتباطأ النمو الاقتصادي وتتفاقم أزمة العقارات، تتزايد المخاوف من أن الحكومة قد لا تحقق مستهدف النمو الاقتصادي (الناتج المحلي الإجمالي)، وتراجع استهلاك الديزل بأكثر من 10% منذ مطلع العام، مما يضعه على مسار أول انخفاض سنوي كامل منذ ثلاثة أعوام، وفق حسابات "بلومبرغ" المستندة إلى الأرقام الرسمية.
يعود انخفاض استهلاك الديزل في الصين جزئياً إلى التباطؤ الدوري في النمو الاقتصادي، مما يقلل من الطلب بسبب تراجع الأنشطة الاقتصادية، لكن يوجد أيضاً عنصر هيكلي يتمثل في توافر البدائل، حيث تتحول الشاحنات كثيراً إلى استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الديزل، كما زادت نسبة السيارات التجارية الجديدة التي تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء إلى 5.2% و11.7% في عام 2024، مقابل 2.9% و0.7% في عام 2020.
وفي الهند، حيث يتفوق النمو الاقتصادي عن الصين بفارق كبير، لا يزال الطلب على الديزل يواجه تحديات. في الأشهر الثمانية الأولى من العام، وارتفع الاستهلاك 2.4%، مما يُظهر أن السوق لا تزال تنمو، ولكن أقل بكثير عن معدل النمو 6.7% المسجل خلال نفس الفترة من عام 2023، وما يقرب من 10% في عام 2022.
يقول موديت نوتيال، كبير محللي الأبحاث لدى شركة "وود ماكنزي": "تشديد معايير الانبعاثات، والخوف من الحظر الكامل للسيارات التي تستخدم الديزل، والتعادل شبه التام بين سعر البنزين والديزل في البلاد، هذه العوامل تغيير سلوك العملاء". وفي المدى الطويل، يواجه الطلب على الديزل مخاطر بسبب انتشار استخدام السيارات الكهربائية.
تصنيفات
