بلومبرغ
استحوذت شركة "بايونير ناتشورل ريسورسز" للنفط الصخري الأمريكية على "دبل بوينت إنرجي" مقابل 6.4 مليار دولار، وذلك بعد أقل من 3 أشهر على استحواذها على زميلتها في قطاع النفط الصخري "بارسلي إنرجي"، مع توسّع الشركة في حوض بيرميان الأمريكي.
وقالت "بايونير"، في بيان، إن الصفقة تتكون من حوالي 27.2 مليون سهم من أسهم "بايونير" العادية، ومليار دولار نقداً، بالإضافة إلى تحملها نحو 900 مليون دولار من الديون والالتزامات.
ومن المتوقع إغلاق الصفقة في الربع الثاني من العام الجاري. وستزيد"بايونير" من خلال هذه الصفقة موقعها إلى أكثر من مليون فدان صافي، وستحصل بذلك بشكل رئيسي على أرض جديدة غير مستغلة.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي، سكوت دي شيفيلد، في بيان له: "لقد نجحت "دبل بوينت" بوضع بصمة مثيرة للإعجاب وعالية الجودة في حوض ميدلاند"، مشيراً إلى مناطق بيرميان الأوسع التي يوجد فيها النفط الصخري. وأضاف أن"الصفقة ستولد قيمة كبيرة لمساهمينا".
تعافي النفط الصخري
تشكّل هذه الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في صناعة النفط في أمريكا الشمالية هذا العام، وأول صفقة كبيرة منذ الارتفاع السريع في أسعار النفط إلى أكثر من 60 دولاراً للبرميل خلال الأشهر الخمسة الماضية.
ويشمل مستثمرو"دبل بوينت" شركة "أبولو غلوبال مانجمنت"، و"كوانتوم إنرجي بارتنرز"، و"ماغنتير كابيتال"، و"جي إس أو كابيتال بارتنرز" التابعة لمجموعة "بلاكستون".
ويتوسع الرئيس التنفيذي شيفيلد في حوض بيرميان في أعقاب أسوأ انهيار شهدته صناعة النفط في التاريخ؛ حيث ارتفعت أسعار النفط الخام 27% هذا العام، ما يعني ارتفاعاً يمحو ركود عام 2020. ويأتي ذلك وسط تفاؤل متزايد بأن الاقتصادات ستستمر في الانفتاح، مما أدى إلى زيادة الطلب على البنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى.
الاتحاد في مواجهة الجائحة
وتعد هذه الصفقة الأحدث في سلسلة من الصفقات، حيث تندمج شركات الحفر الأمريكية في محاولة منها للنجاة من الاضطرابات الناجمة عن الوباء.
ويذكر أن "بايونير" قد وافقت في أكتوبر على شراء "بارسلي إنرجي" مقابل 4.5 مليار دولار من الأسهم، والتي أعقبت استحواذ شركة "كونوكو فيلبس" على "كونوكو ريسورسيز" بقيمة 9.7 مليار دولار.
وفي هذا السياق يرى فنسنت جي بياتزا، كبير محللي الصناعة في "بلومبيرغ إنتليجنس"، في مذكرة له أن "بايونير في وضع ملائم للظهور كواحد من الناجين الكبار والمستقلين من الدمج الذي حصل في بيرميان، فلقد خلقت صفقات الشركة الأخيرة منافساً هائلاً في الحوض، لديه نطاق وتركيز أصول يحسد عليه".
"دبل بوينت"
تأسست"دبل بوينت" من قبل الرئيسين التنفيذيين كودي كامبل، وجون سيلرز، اللذين صنعا اسمهما عن طريق عقود الإيجار في منطقة "إيغل فورد" في جنوب ولاية تكساس في الأيام الأولى لطفرة النفط الصخري بالولايات المتحدة قبل انتقالهم إلى حوض بيرميان الأكثر ربحاً.
وهناك تمكن الثنائي من تجميع ممتلكات كبيرة بدعم من شركات الملكية الخاصة، بما في ذلك "أبولو". وفي عام 2017، باعا حقوق ملكية لنحو 70 ألف فدان لـ"بارسلي" مقابل 2.8 مليار دولار.
وبعد ذلك بوقت قصير، جمع الثنائي المزيد من الأموال، وشكلا "دبل بوينت"، وشرعا في العمل على اقتناص حقوق الحفر في منطقة "ميدلاند" التابعة لـحوض بيرميان.
ولغاية الربع الأول من العام الجاري، كانت "دبل بوينت" تدير سبع حفارات لتنتج 80 ألف برميل من النفط يومياً.