بلومبرغ
اتصلت الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية عشية اجتماع "أوبك+" لتسليط الضوء على أهمية "الطاقة المعقولة التكلفة"، مما يضيف عنصراً آخر من عدم اليقين إلى قرار المجموعة بشأن تخفيضات الإنتاج.
وقال مندوبون لأعضاء في المنظمة، إنَّ التحالف النفطي يتجه نحو محادثات اليوم الخميس مع عدَّة خيارات مطروحة للمناقشة، بما في ذلك الحفاظ على تخفيضات الإنتاج الحالية، أو إجراء زيادة متواضعة. وأشارت تصريحات كبار مسؤولي التجمع النفطي إلى نهج حذر، مع التركيز على هشاشة الطلب، وخطر عودة ظهور كوفيد-19.
وكان العديد من مراقبي "أوبك" يتوقَّعون أن تمدد المجموعة حصص الإنتاج لمدَّة شهر واحد على الأقل، لذا فإنَّ أيَّ انحراف عن ذلك قد يمثِّل إشارة متشائمة. ويبقى أن نرى ما إذا كانت المكالمة التي وجَّهتها وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر جرانهولم، إلى نظيرها السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يمكن أن تقلب التوازن في اتجاه آخر.
وارتفع سعر خام برنت بنسبة 1.4% إلى 63.61 دولاراً للبرميل في الساعة 9:52 صباحاً في لندن.
وقالت الوزيرة جرانهولم في تغريدة عبر تويتر: "لقد أجريت مكالمة مثمرة مع وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان آل سعود اليوم. وأكَّدنا من جديد على أهمية التعاون الدولي لضمان مصادر الطاقة بأسعار معقولة وموثوقة للمستهلكين". مضيفةً أنَّ الطرفين ناقشا "التعاون الوثيق لحلِّ التحديات المشتركة، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة الكفاءة، وتقليل الميثان في إنتاج النفط والغاز، وتطوير أشكال نظيفة من الهيدروجين لمكافحة التغيير المناخي".
ولم يصدر تعليق فوري من متحدِّث باسم وزارة الطاقة السعودية.
وفي بداية هذا الأسبوع، كان من المتوقَّع على نطاق واسع أن تحافظ منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها على قيود الإنتاج لمدَّة شهر آخر على الأقل. ودعماً لهذا الرأي، خفَّض الخبراء الفنيون في التحالف تقديراتهم للطلب يوم الثلاثاء.
وفي تصريحاته الافتتاحية أمام لجنة وزارية يوم الأربعاء، حذَّر الأمين العام لـ"أوبك"، محمد باركيندو، من أنَّ الطلب على النفط لا يزال هشاً.
وقال باركيندو للجنة الوزارية التحضيرية لاجتماع تحالف "أوبك+" الرئيسي المقرر عقده يوم الخميس: "لا ينبغي أن نكون في الخارج نشتمُّ رائحة الزهور بعد"؛ مشدِّداً على أنَّ السوق النفطية "محاطة بالشكوك، بما في ذلك انتشار سلالات متحوِّرة من كوفيد-19، والتبني غير المتكافئ للقاحات، والمزيد من عمليات الإغلاق، وموجات ثالثة من الإصابات بالفيروس] في العديد من البلدان".
لكن اعتباراً من مساء الأربعاء، وقبل التدخُّل الأمريكي، كانت إمكانية زيادة الإنتاج من بين الخيارات التي يمكن النظر فيها، بحسب مندوبين طلبا عدم الكشف عن هويتهما.
إنَّ الدعوات لضخِّ مزيد من النفط لا تنحصر بالأسواق والمستوردين فقط؛ وبحسب هيليما كروفت، كبيرة استراتيجيي السلع "آر بي سي كايبتال" فإنَّ المملكة العربية السعودية تواجه أيضاً ضغوطاً من داخل "أوبك+" لاسيَّما من روسيا والإمارات العربية المتحدة، اللتين تبدوان الأكثر إلحاحاً لإعادة الإنتاج لمستوياته السابقة.
وتقول كروفت: "يمكن أن تتخذ المفاجآت أشكالاً مختلفة، وقد ينظر وزير النفط السعودي إلى إفساح المجال أمام المنتجين الآخرين الذين يضغطون من أجل زيادة الإنتاج".
تقديرات الطلب
ومع ذلك، تشير بيانات التحالف إلى الحاجة لتوخي الحذر، فقد خفَّض مسؤولون من اللجنة الفنية المشتركة لتحالف "أوبك+"، التي اجتمعت يوم الثلاثاء، تقديراتهم لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 5.6 مليون برميل يومياً من 5.9 مليون في السابق. وكان التعديل الأكثر وضوحاً يتعلَّق بالفترة من أبريل إلى يونيو المقبلين، إذ يُتوقَّع أن ينخفض متوسط الاستهلاك بمقدار مليون برميل يومياً عن التقديرات السابقة.
وهذا يعني أنَّ الهدف الأساسي لـ"أوبك+" للأشهر المقبلة، والمتمثِّل بخفض مخزونات الوقود الزائدة التي تراكمت خلال جائحة كورونا، لن يتحقَّق إلاّ ببطء، ما لم يُقرّ التحالف باجتماعه اليوم الخميس الحفاظ على تخفيضات الإنتاج قرب مستوياتها الحالية.
وحجب تحالف "أوبك+" حوالي 8 ملايين برميل يومياً من النفط عن السوق حالياً
- ما يناهز 8% من إجمالي الإنتاج العالمي- من أجل تبديد الفائض الذي تراكم عندما انهار الطلب على النفط العام الماضي.
وفي حين أنَّهم التزموا بإعادة عرض بعضٍ من هذه البراميل بالسوق خلال بقية العام، فقد تحرَّك المنتجون بحذر شديد حتى الآن. وفي بداية مارس، أذهلوا التجار برفضهم الدعوات لزيادة الإنتاج مع تعافي الاستهلاك.
وتشير أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في "إنرجي أسبكتس" في مقابلة مع بلومبرغ، إلى أنَّ "أوبك" تتوقَّع أن يرتفع الطلب على النفط في الصيف، خاصة في الولايات المتحدة، لكنَّ أعضاء المنظمة "قلقون للغاية بشأن أسواق أخرى من العالم". لكن مع ذلك، "هناك حديث حقيقي عن البدء بإعادة ضخِّ البراميل إلى السوق اعتباراً من مايو".