ناميبيا تستعد لتصبح أحدث نقطة ساخنة للنفط في العالم

اكتشافات نفطية بحرية بمليارات البراميل في الدولة الواقعة غرب القارة الأفريقية

time reading iconدقائق القراءة - 8
عمال يتعاملون مع صناديق الأسماك المجمدة على رصيف في ميناء والفيس باي، ناميبيا. - بلومبرغ
عمال يتعاملون مع صناديق الأسماك المجمدة على رصيف في ميناء والفيس باي، ناميبيا. - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بذور الرخاء الاقتصادي تُنثر الآن قبالة رصيف مزدحم في ميناء "والفيس باي" الرئيسي في ناميبيا. فبينما يقوم العمال بحمل الأسماك ونقلها من قوارب الصيد، أو تفريغ شحنات من الكبريت والنحاس الكونغولي، تنقل مقطورة أسطوانة حفر خرسانية هائلة الحجم إلى إحدى مناطق التخزين. 

وما بين الشحنات الاعتيادية من المواد الخام وواردات العربات المستعملة المخصصة لشركات الشحن الإقليمية، تجد مساحة أرض تمتلئ بمعدات حديثة لاستكشاف النفط والتنقيب عنه. 

وما إن تتجمع كل مكونات الحفر، يتم تحميلها على عربة وتركيبها، لتبدأ في عمليات استكشاف نفط في أعماق البحر تحت إشراف شركات مثل "توتال إنرجيز"، وقد يترتب على نجاح جهودها الاستكشافية ثروة لهذا البلد الذي يقع في جنوب غرب أفريقيا. 

قامت شركة النفط الفرنسية العملاقة، مع شركتي "شل" ومقرها في لندن و"غالب إنرجيا" البرتغالية، باكتشافات كبيرة في أعماق المحيط الأطلسي على بعد نحو 180 ميلاً من سواحل ناميبيا. 

ومنذ بداية عام 2022، حقق حفر العديد من الآبار كشفاً نفطياً إيجابياً بلغت نسبته 80%، وهو معدل نجاح غير مسبوق تقريباً. 

هذا ما يسبب نوعاً من الإثارة، ابتداءً من الصخب في ميناء "والفيس باي" الذي يستقبل العديد من منصات الحفر البحرية، وحتى قاعات مجالس الإدارة في تكساس وكاليفورنيا، حيث تسعى شركات النفط الكبرى الأخرى إلى الحصول على موطئ قدم في أكثر المناطق النفطية الجديدة سخونة ونشاطاً. 

مركز للطاقة في المنطقة

قالت ماغي شينو، مفوضة النفط في ناميبيا، في مؤتمر في العاصمة ويندهوك: "نحن نعد البلاد لتكون مركزاً للطاقة في المنطقة"، حيث من المحتمل أن يتضاعف حجم الاقتصاد مرتين أو ثلاث مرات. وأضافت: "نتوقع نشاطاً هائلاً في ناميبيا خلال أعوام 2025 و2026 و2027 حتى نصل إلى إنتاج ضخم".

مازال هذا الحديث سابقاً لأوانه في ناميبيا، فلم يُعلن بعد أن أياً من الاكتشافات التي حدثت في مياهها سيحقق نجاحاً تجارياً. لكن شركة "توتال إنيرجيز" تهدف إلى التصديق على أول تطوير لها في حقل فينوس في وقت لاحق من هذا العام، وقال الرئيس التنفيذي باتريك بويان إن البلد الأفريقي قد يشهد ذات يوم طفرة مثل تلك التي تحدث على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي في غيانا

أصبحت غيانا التي تقع في أميركا اللاتينية أسرع الاقتصادات نمواً في العالم بعد الاكتشافات الكبرى التي تقودها شركة "إكسون موبيل". ومن المتوقع أن يرتفع إنتاجها إلى 1.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2029، أي بعد 10 سنوات فقط من ظهور صناعة النفط فيها. 

هذه الوتيرة السريعة للتطوير ستصبح موضع ترحيب في ناميبيا، التي عبّر المسؤولون فيها عن مخاوفهم بشأن ما إذا كانت الاكتشافات النفطية ستأتي متأخرة جداً، في عالم يهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول منتصف القرن. 

من شأن ذلك أن يُحدث تحولاً في اقتصاد البلاد، فقد يضاعف الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040، ويعزز مكانة بلد كان خاضعاً إلى حد كبير لسيطرة جنوب أفريقيا لعقود قبل استقلاله.

تجهيز البنية التحتية

يتصور بويان أن حوض أورانج وحده في ناميبيا قد يشهد في يوم من الأيام طاقة إنتاج تصل إلى سبع سفن إنتاج عائمة، كل منها بسعة 180 ألف برميل يومياً تقريباً. ولكن أولاً، يتعين على البلاد القيام بالكثير من العمل لتجهيز البنية التحتية الداعمة. 

قال إيان توم، المحلل في شركة "وود ماكنزي"، إن ناميبيا ستحتاج إلى "بنية تحتية ضخمة، وأعمال توسعة كبيرة لتطوير هذه المشاريع ودعمها خلال دورة حياتها". تعمل الشركة الاستشارية حالياً على مراجعة تقديراتها للكميات التي يمكن استخراجها من البلاد. كانت تقديراتها السابقة تشير إلى 7 مليارات برميل نفط مكافئ، لكنها تحتاج الآن إلى تحديثها بعد اكتشافات شركة "غالب".

ستبدأ ناميبيا في الاستثمار في البنية التحتية لدعم أعمال الحفر والتنقيب. وتضع شركة "نامبورت" المملوكة للدولة خططاً لخدمة صناعة النفط، وكذلك مشاريع الهيدروجين الأخضر المخطط لها، بالإضافة إلى ما يزيد عن 2.1 مليار دولار أميركي لتحديث موانئها. 

صرح أندرو كانيمي، الرئيس التنفيذي لشركة "نامبورت"، في مقابلة، أن خليج "والفيس باي" توجد به فعلاً صناعة راسخة لإصلاح السفن تزود المستكشفين بخدمات التصنيع واللحام والتجميع. 

"هاليبرتون" تبدأ عملها بالميناء

تسلمت مؤخراً سفينة تشغلها شركة "هاليبرتون" للخدمات النفطية، ومقرها في هيوستن، تسمى "ستيم ستار أنغولا"، أحد الأرصفة العائمة في الميناء لتقديم خدمات إصلاح معدات الخدمات النفطية. وفي رصيف آخر، تقوم الشركة بإنشاء مصنع متنقل لصنع طين الحفر، وهو سائل لزج ومهم لعمليات حفر الآبار. 

تخطط "هاليبرتون" لتوظيف وتدريب مواطني ناميبيا للعمل في المنشأة التي لا تزال تنتظر الموافقة البيئية، كما ستقوم منافستها الأميركية أيضاً "بيكر هيوز" ببناء مصنع لطين الحفر. 

قال كانيمي إن ميناء لوديريتز الأصغر حجماً، الذي يقع على طول الساحل وأقرب إلى الاكتشافات، هو مجرد قاعدة لشركة "توتال إنيرجيز" في هذه المرحلة. وأوضح أنه من المخطط أن يلعب هذا الميناء يوماً ما دوراً أكبر في دعم أنشطة الحفر للشركات الأخرى أيضاً. 

كذلك، يتضح الحضور المتزايد لصناعة النفط خارج الموانئ؛ اصطفّ عمال يرتدون الملابس الزرقاء الخاصة بشركة "شلمبرغير" العملاقة للخدمات النفطية عند بوفيه إفطار في فندق في وسط خليج والفيس باي. وقد حدد وفد من شركة "غالب" زيارة مع نيفيل أندريه، حاكم منطقة إرونغو، لمناقشة افتتاح مكتب للشركة في المدينة، وذكر أنه التقى أيضاً بممثلين من شركة "شيفرون".

ويراجع أندريه البنية التحتية المحلية التي تحتاج إلى تحديث بما في ذلك الطرق والمطار، كما يدرس فرصاً للتدريب. وعلّق: "قطاع النفط والغاز قطاع ضخم من حيث الحجم، وهو جديد بالنسبة لنا كدولة من حيث التشغيل".  

الاهتمام العالمي

بدأت إمكانات ناميبيا النفطية المتزايدة على نحو سريع في جذب اهتمام دولي جاد، وربما صفقات بمليارات الدولارات. 

ذكر المسؤولون التنفيذيون اسم ناميبيا أكثر من غيانا في المؤتمرات الهاتفية المرتبطة بالحديث عن نتائج شركات النفط في الربع الأخير، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وقد أعرب الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص عن "حماسه" لشراكة محتملة مع هذا البلد، الذي قد يفوق إنتاجه إنتاج العديد من أعضاء المنظمة الأفارقة مثل ليبيا أو الجزائر

تتطلع شركة "غالب" إلى بيع جزء من اكتشافها النفطي، والذي تقدره بما يصل إلى 10 مليارات برميل وتبلغ قيمته نحو 20 مليار دولار. وكانت شركتا "إكسون موبيل" و"شل" من بين شركات الطاقة العملاقة التي تقيّم تقديم عروض للحصول على حصة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. 

في أبريل، استحوذت شركة "شيفرون" على حصة تشغيلية في بلوك "PEL 82" البحري الواقع شمال الاكتشافات الرئيسية الأخرى. واستحوذت شركتا "بي بي" و"إيني"، من خلال مشروعهما المشترك "أزول إنرجي" (Azule Energy)، على حصة بعد شهر واحد في بلوك "PEL 85"، وهو أقرب إلى الاكتشافات النفطية الأخيرة. كما زادت شركة "توتال إنرجي" حصتها هذا العام في الحقل الذي حققت فيه اكتشاف "فينوس". 

في الغالب ستهيمن شركات كبيرة مثل تلك الشركات في نهاية المطاف على هذه الصناعة البحرية الوليدة في ناميبيا، وفقاً لتوم من "وود ماكنزي" الذي قال: "إن مخاطر وتعقيدات العمل في المياه العميقة وتكلفة البئر، تعني أنك تتطلع إلى أكبر اللاعبين الذين يمتلكون ثروات هائلة ويستطيعون الاضطلاع بأعمال الحفر".

NAMEالمؤشرVALUEقراءة المؤشرNET CHANGEالتغيرCHANGE %نسبة التغير1 MONTHشهر1 YEARسنةTIME (GMT)الوقت2 DAYيومان
XB1:COMبنزين RBOB (Nymex)205.29+0.61+0.30%+2.04%-13.14%01:12:49.000بنزين RBOB (Nymex)
CO1:COMمزيج برنت74.76+0.31+0.42%+1.49%-18.49%01:12:52.000مزيج برنت
CL1:COMخام غرب تكساس WTI (Nymex)71.04+0.37+0.52%+0.16%-19.77%01:12:52.000خام غرب تكساس WTI (Nymex)
تصنيفات

قصص قد تهمك