بلومبرغ
ارتفع متوسط صادرات أربعة أسابيع للنفط الخام الروسي للأسبوع الثاني على التوالي عن الفترة المنتهية في 16 يونيو، رغم إعلان موسكو أنها ستلتزم بشكل صارم بهدف إنتاج "أوبك+" هذا الشهر.
بعد أن بلغت الشحنات أعلى مستوى لها منذ بداية العام في منتصف أبريل، دخلت في اتجاه هبوطي، حيث انخفضت بمقدار 420 ألف برميل يومياً، أو ما يعادل 11%، في بداية يونيو. منذ ذلك الحين، استعاد متوسط الأسابيع الأربعة ثلث الانخفاض السابق. ووفق أحدث البيانات، فقد جاءت الزيادة البالغة 80 ألف برميل يومياً مدفوعة بارتفاع الشحنات الأسبوعية إلى أعلى مستوى في شهرين.
تخلت موسكو عن مزيج سابق من قيود الإنتاج والتصدير لصالح الالتزام بهدف إنتاج موحد يفضله شركاؤها في تحالف منتجي النفط "أوبك+". هذا يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت روسيا تفي بالتزاماتها من تدفقات التصدير، حيث لا يرتبط الإنتاج والشحنات بشكل تام.
تعهدت موسكو بالتعويض عن ضخ النفط فوق حصتها في أبريل، وعن فائض الإنتاج "المحدود المفرط" الذي سجلته في مايو. كما قالت إنها ستبدأ في الإبلاغ عن بيانات الإنتاج بالبراميل للمحللين الذين يقدمون تقديرات إنتاج ما يسمى بـ"المصادر الثانوية" لمنظمة "أوبك"، بدلاً من الأطنان التي تستخدمها الدول السوفيتية السابقة عادة. هذا من شأنه أن يسمح لروسيا بتحديد عامل التحويل المستخدم، مع وجود مؤشرات مبكرة تشير إلى أنها اختارت رقماً أقل بكثير من الرقم الذي يستخدمه معظم المحللين، مما يحسن امتثالها عبر إجراء واحد.
من المرجح أن تؤدي فجوة مدتها خمسة أيام في برنامج التحميل "بريمورسك" إلى انخفاض التدفقات في الأسبوع حتى 23 يونيو.
أحجام التصدير
تضاعفت أحجام التصدير الأسبوعية بسبب زيادة أسعار النفط على أساس أسبوعي، ما عزز القيمة الإجمالية لشحنات الخام الروسية بنسبة 9% في الأيام السبعة حتى 16 يونيو.
كانت المملكة المتحدة قد أعلنت عن عقوبات واسعة النطاق على روسيا. تشمل العقوبات أربع ناقلات من أسطول الظل الذي يضم السفن الناقلة لنفط روسيا وشركة التأمين "إنغوستراخ" (Ingosstrakh Insurance Co)، وهي أكبر شركة لتغطية مخاطر الشحن ومقرها في موسكو.
تأتي هذه الخطوة في وقت تواصل موسكو اختبار فعالية العقوبات المفروضة رداً على حربها على أوكرانيا في فبراير 2022. قامت ثلاث ناقلات من أصل 21 ناقلة مملوكة لشركة "سوفوكومفلوت" (Sovcomflot PJSC) المملوكة للدولة بتحميل شحنات من النفط الخام بعد أن ظلت خاملة لعدة أشهر. الناقلة الأولى وهي "إس سي إف بريموري" حوّلت حمولتها إلى سفينة أخرى أثناء رسوها في أرخبيل رياو بشرق سنغافورة. والاثنتان الأخريان، وهما "براتسك" و"بيلغورود"، تسلكان المسار نفسه.
شحنات الخام
أظهرت بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ أن 34 ناقلة قامت بتحميل 25.91 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 16 يونيو. وكان ذلك أعلى من 24.72 مليون برميل المسجلة في الأسبوع السابق.
ارتفعت تدفقات الخام المنقولة بحراً في روسيا في الأسبوع المنتهي في 16 يونيو بنسبة 5%، إلى أعلى مستوى في شهرين عند 3.7 مليون برميل يومياً. كما زاد متوسط الأسابيع الأربعة الأقل تقلباً، بحوالي 80 ألف برميل يومياً إلى 3.42 مليون، وهي الزيادة الثانية على التوالي.
تم تعويض الزيادة الأسبوعية في الشحنات من مينائي "بريمورسك" وأوست لوغا" على بحر البلطيق جزئياً من خلال انخفاض عدد السفن المغادرة من نوفوروسيسك وموانئ المحيط الهادئ في "كوزمينو" و"دي كاستري".
تشير فجوة مدتها خمسة أيام في برنامج التحميل "بريمورسك"، حيث لم يتم تحديد أي عمليات تحميل بين 18 يونيو و22 يونيو، إلى فترة من أعمال الصيانة التي ستوقف التدفقات من الميناء لمعظم الأسبوع المقبل.
بعد ما يقرب من شهرين من التوقف عن الخدمة، تتجه الناقلة المكوكية "زاليف فوستوك" إلى جزيرة سخالين من حوض بناء السفن في الصين. من المقرر أن تصل يوم السبت، حيث ستزيد عدد السفن التي تنقل النفط الخام من مشروع "سخالين 1" إلى اثنتين، وتعمل السفينة الثالثة التي يستخدمها المشروع عادةً، في الصين حالياً.
بلغت شحنات النفط الخام حتى الآن هذا العام حوالي 30 ألف برميل يومياً فوق المتوسط المسجل في عام 2023.
ألغت روسيا أهدافها التصديرية في نهاية مايو، واختارت بدلاً من ذلك تقييد الإنتاج، بما يتماشى مع شركائها في مجموعة منتجي النفط "أوبك+".
وتحددت أهداف إنتاج البلاد عند 8.978 مليون برميل يومياً حتى نهاية سبتمبر، وبعد ذلك من المقرر أن يرتفع الإنتاج بمعدل 39 ألف برميل يومياً كل شهر حتى سبتمبر 2025، طالما سمحت ظروف السوق بذلك.
تم تحميل شحنتين من خام "كيبكو" الكازاخستاني في نوفوروسيسك خلال الأسبوع.
التدفقات حسب الوجهة
- آسيا
ارتفعت الشحنات المخصصة لعملاء روسيا في آسيا، بما في ذلك تلك التي لا تظهر وجهة نهائية، إلى 3 ملايين برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 16 يونيو، من 2.97 مليون برميل معدّلة في الفترة حتى 9 يونيو.
تم تحميل حوالي 1.23 مليون برميل يومياً من الخام على ناقلات متجهة إلى الصين. وزادت واردات الدولة الآسيوية المنقولة بحراً بحوالي 800 ألف برميل يومياً من الخام الذي يتم تسليمه من روسيا عبر خط الأنابيب، إما مباشرة أو عبر كازاخستان.
بلغ متوسط التدفقات على متن السفن التي تشير إلى أنها متجهة إلى الهند حوالي 1.5 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ1.45 مليون برميل يومياً في الفترة حتى 9 يونيو.
من المرجح أن ترتفع أرقام الشحنات الصينية والهندية مع وضوح موانئ التفريغ للسفن التي لا تظهر حالياً وجهاتها النهائية.
أبحر ما يعادل 220 ألف برميل يومياً على متن السفن التي تظهر وجهتها إلى بورسعيد أو السويس في مصر. تنتهي هذه الرحلات عادة في موانئ بالهند أو الصين، وتظهر تحت اسم "وجهة آسيوية مجهولة" حتى تصبح الوجهة النهائية واضحة.
أما أحجام "الشحنات المجهولة الأخرى"، التي تبلغ نحو 50 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 16 يونيو، فهي تلك التي تحملها ناقلات لا تظهر وجهة واضحة. تبحر أغلبها من الموانئ الغربية في روسيا، وتستمر في عبور قناة السويس، ولكن بعضها قد ينتهي به المطاف في تركيا. ربما يتم نقل البعض الآخر من سفينة إلى أخرى، حيث تجري أغلب عمليات النقل هذه الآن في البحر الأبيض المتوسط، ومؤخراً قبالة المغرب، أو بالقرب من صُحار في سلطنة عمان.
تواجه تدفقات النفط الروسية تعقيداً بسبب إجراء البحرية اليونانية تدريبات بمنطقة أصبحت مرادفة لنقل الخام الروسي. وقد تم تمديد هذه الأنشطة الآن حتى 15 يوليو.
- أوروبا وتركيا
توقفت صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية، مع توقف التدفقات إلى بلغاريا في نهاية العام الماضي. كما خسرت موسكو حوالي 500 ألف برميل يومياً من صادرات خطوط الأنابيب إلى بولندا وألمانيا في بداية عام 2023، عندما أوقفت تلك الدول عمليات الشراء.
أصبحت تركيا الآن السوق الوحيدة قصيرة المدى للشحنات من الموانئ الغربية في روسيا، حيث ارتفعت التدفقات في 28 يوماً حتى 16 يونيو، لتصل إلى حوالي 420 ألف برميل يومياً، وهو أعلى مستوى لها في شهر.
- قيمة الصادرات
ارتفعت القيمة الإجمالية لصادرات روسيا من النفط الخام إلى أعلى مستوى لها في ستة أسابيع عند 1.79 مليار دولار في الأيام السبعة حتى 16 يونيو، من حوالي 1.63 مليار دولار في الفترة حتى 9 يونيو، مدعومة بمزيج من التدفقات الأعلى وزيادة الأسعار على أساس أسبوعي.
ارتفعت قيم الصادرات في موانئ البلطيق والبحر الأسود على أساس أسبوعي بنحو 4.5 دولار للبرميل، في حين ارتفعت أسعار خام شرق آسيا والمحيط الهادئ الرئيسي بنحو 2.5 دولار للبرميل. كما ارتفعت أسعار التسليم في الهند بنحو 4.15 دولار للبرميل، وكل ذلك وفقاً لأرقام من "أرغوس ميديا".
كما زاد متوسط الدخل لأربعة أسابيع بنحو 40 مليون دولار إلى 1.64 مليار دولار أسبوعياً. وصلت ذروة متوسط أربعة أسابيع إلى 2.17 مليار دولار أسبوعياً في الفترة حتى 19 يونيو 2022.
خلال الأسابيع الأربعة الأولى التي تلت دخول سقف أسعار مجموعة السبع على صادرات الخام الروسي حيز التنفيذ في أوائل ديسمبر 2022، انخفضت قيمة التدفقات المنقولة بحراً إلى 930 مليون دولار أسبوعياً، لكنها سرعان ما تعافت.
ملاحظة
هذه القصة جزء من سلسلة أسبوعية لمتابعة شحنات الخام من محطات التصدير الروسية والقيمة الإجمالية لتلك التدفقات.
تستثني جميع الأرقام الشحنات التي تم تحديدها على أنها من نوع "كيبكو" في كازاخستان. هذه هي الشحنات التي تقوم بها شركة "كازترانس أويل" وتمر عبر روسيا للتصدير من خلال مينائي نوفوروسيسك وأوست لوغا، ولا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي أو سقف الأسعار. يتم مزج البراميل الكازاخستانية مع الخام من أصل روسي لإنشاء خام تصدير موحد. منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية.
يتم التحقق من بيانات تتبع السفن مقابل تقارير وكلاء الموانئ، بالإضافة إلى التدفقات وحركات السفن التي أخطر بها مقدمو المعلومات الآخرون بما في ذلك شركتا "فورتكسا" و"كبلر".