أعمال تكرير النفط تتباطأ في الصين بعد عقود من النمو

بكين عالجت 14.76 مليون برميل يومياً العام الماضي مع انتعاش الطلب بعد الجائحة لكن التعافي يتعثر

time reading iconدقائق القراءة - 9
موظف يعمل في \"يانليان أويل ريفاينري\" في 25 مايو 2005 بمقاطعة لوشوان في إقليم شنشي الصين.  - المصدر: بلومبرغ
موظف يعمل في "يانليان أويل ريفاينري" في 25 مايو 2005 بمقاطعة لوشوان في إقليم شنشي الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يمكن أن تتباطأ أعمال معالجة النفط في الصين هذا العام بعد ازدهار استمر عقوداً من الزمن، مما يشكّل ضربة للطلب العالمي وتطلعات منتجي "أوبك+" الذين يسعون لتعزيز المعروض في السوق.

يُتوقع أن يظل تكرير النفط في أكبر مستورد للخام في العالم ثابتاً، أو يتراجع لأول مرة منذ رصد البيانات عام 2004، باستثناء 2022 الذي تأثر بتفشي الجائحة، وفقاً لمعظم مراقبي السوق الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم. كما خفضت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع توقعاتها بشأن تكرير النفط، لكنها لا تزال ترى ارتفاعاً.

أثرت أزمة العقارات الممتدة لفترة طويلة على اقتصاد الصين هذا العام، فيما يظهر الإقبال المستمر على مركبات الطاقة الجديدة والشاحنات العاملة بالغاز علامات تراجع على الطلب المستقبلي على النفط. وتُمدد مصافي التكرير الصينية جداول الصيانة لمواجهة انخفاض الاستهلاك.

تراجع معدلات التكرير

عملت الصين على تكرير رقم قياسي بلغ 14.76 مليون برميل يومياً في العام الماضي، وهذا ما يُعرف بـ"معدل التكرير"، مع انتعاش الطلب بعد الجائحة، لكن التعافي يُظهر علامات تعثر. ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها يوم الأربعاء أن معدلات تشغيل مصافي النفط في البلاد تراجعت في أبريل إلى مستويات فترة "كوفيد".

توقع ثلاثة من بين ستة محللين ومستشاري الصناعة الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ"، انخفاضاً على أساس سنوي في تكرير النفط، فيما توقع اثنان أن يظل التكرير ثابتاً، وتوقع واحد فقط زيادة.

ينتمي جيانان صن، محلل لدى شركة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) في لندن، إلى الفريق الذي يتوقع انخفاض معدلات التكرير، بجانب شركتي الاستشارات في هذه الصناعة "ميستيل أويلكيم" (Mysteel OilChem) و"جي إل كونسلتينغ" (GL Consulting). غيّر "صن" توقعاته مؤخراً من زيادة قدرها 100 ألف برميل يومياً هذا العام إلى خسارة بالمقدار نفسه.

مصافٍ عملاقة

يمثل احتمال انخفاض الطلب الصيني معضلة بالنسبة لـ"أوبك+"؛ عندما يتعلق الأمر بزيادة الإنتاج هذا العام خاصة مع ارتفاع المعروض من خارج المجموعة. أفاد التحالف أنه يستطيع تعديل أو عكس تغييرات الإنتاج إذا لزم الأمر، ويعتقد بعض المحللين أن الزيادة غير مرجحة.

انخفضت أسعار النفط القياسية منذ أوائل أبريل بسبب مخاوف متعلقة بالإمدادات الوفيرة والطلب الضعيف، خاصة من الصين.

تتوقع شركتا الاستشارات في هذه الصناعة "إف جي إي" (FGE) و"جيه إل سي" (JLC) أن يظل معدل التكرير في الصين ثابتاً خلال 2024. وفي الوقت نفسه، ترى شركة "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy) زيادة، لكنها خفضت تقديراتها إلى 150 ألف برميل يومياً للزيادة المتوقعة من 250 ألف برميل يومياً في بداية العام.

يعتقد لين يي، كبير محللي تجارة النفط والتكرير لدى "ريستاد"، أن يساهم تشغيل المصافي الضخمة مثل تلك التابعة لشركة "شاندونغ يولونغ بتروكيميكال" (Shandong Yulong Petrochemical)، وتوسيع مصفاة "تشنهاي" التابعة لشركة "تشاينا بتروليوم آند كيميكال" (China Petroleum & Chemical Corp)، ومصنع "داكسي" التابع لشركة "سينوك" (Cnooc)، في دعم زيادة معدلات معالجة النفط.

هوامش ضعيفة

عانت المصافي المستقلة في الصين، المعروفة باسم "أباريق الشاي"، من تراجع هوامش إنتاج الوقود، رغم الوصول إلى براميل أرخص من دول مثل إيران وروسيا. وأدى ذلك إلى مزيد من أعمال الصيانة، فيما تتوقع شركة "أويلكيم" (OilChem) أن تتهاوى عائدات الديزل إلى مستوى قياسي هذا الشهر.

ستعمل مصافي التكرير على تكثيف أعمال الصيانة ببطء، لكن من المتوقع أن تكون لديها طاقة تكرير فائضة لا تقل عن مليون برميل يومياً، والتي لن تستخدمها بسبب ضعف الطلب، بحسب ميا جينغ، المحللة لدى "إف جي إي". وكانت شركة الاستشارات تتوقع نمواً قدره 200 ألف برميل يومياً في بداية العام الجاري.

تصنيفات

قصص قد تهمك